فورت بليس (تكساس) (رويترز) - أعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما رسميا يوم الثلاثاء انتهاء المهمة القتالية الامريكية في العراق لكنه قال انه "لن يكون هناك احتفال بالنصر" لانه ما زال هناك الكثير من العمل الذي يتعين أداؤه في هذا البلد. وقال أوباما الذي شكر القوات الامريكية في تكساس قبل توجيه خطابه للشعب الامريكي مساء يوم الثلاثاء إن العراق أمامه فرصة الان لخلق مستقبل أفضل لنفسه وان الولاياتالمتحدة أصبحت نتيجة لذلك أكثر أمنا. وأضاف أوباما في كلمته أمام الجنود الذين رددوا خلفه الهتاف التقليدي للجيش تحية له "لقد أردت المجيء الى فورت بليس أساسا كي أقول شكرا لكم. ولكي أقول مرحبا بعودتكم الى وطنكم." وتابع أوباما "سأوجه كلمة للشعب الامريكي الليلة... لن يكون هناك احتفال بالنصر. لن نهنئ أنفسنا. مازال هناك الكثير من العمل يتعين علينا القيام به لضمان أن يكون العراق شريكا فاعلا معنا." ويقول البيت الابيض ان سحب معظم القوات الامريكية من العراق والابقاء على 50 ألف رجل فقط واعلان انتهاء المرحلة القتالية يظهر ان أوباما يفي بوعد قطعه على نفسه في الحملة الانتخابية عام 2008 بالانسحاب من العراق. ويأمل أوباما أن يكون لهذه الرسالة صدى لدى الامريكيين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجرى في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني حيث يحاول الديمقراطيون جهدهم للاحتفاظ بهيمنتهم على مجلسي الكونجرس. وقال بن رودز نائب مستشار الامن القومي للبيت الابيض ان أوباما سيتحدث عن الاقتصاد الامريكي ضمن حديثه عن سحب القوات من العراق. وأبلغ رودز الصحفيين على متن طائرة الرئاسة "انه يشعر ان من الاهمية بمكان اعادة تركيز الموارد التي ننفقها في الخارج على مدى السنوات الماضية لاستثمارها في اقتصادنا وقدراتنا التنافسية على المدى الطويل هنا في بلادنا." كما استعرض روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض ذات الموضوع الاقتصادي في مقابلات مع وسائل الاعلام الامريكية في وقت سابق يوم الثلاثاء. وقال جيبز في مقابلة مع محطة تلفزيون ايه.بي.سي. "الدولة التي يريد (اوباما) في الحقيقة اعادة بنائها هي الدولة التي يعيش فيها .. الولاياتالمتحدةالامريكية." واضاف "اننا نستمد قوتنا في الخارج من رفاهيتنا هنا في الداخل. هناك خطوات يتعين علينا اتخاذها هنا من أجل استمرار الانتعاش وضمان عودة الناس الى العمل." وسوف يكون الخطاب المقرر أن يلقيه أوباما الساعة الثامنة بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (منتصف الليل بتوقيت جرينتش) هو الثاني له في البيت الابيض. واستخدم أوباما نفس المنبر المهم في يونيو حزيران لبحث الخطوات التي تتخذها ادارته لمواجهة التسرب النفطي في خليج المكسيك. وأثناء رحلته الى تكساس اتصل أوباما بالرئيس السابق جورج بوش الذي شن الحرب على العراق عام 2003. وبينما يستعد أوباما لالقاء خطابه يزور نائبه جو بايدن العراق لطمأنة العراقيين بأن الولاياتالمتحدة لن تتخلى عنهم. والتقى بايدن مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس جلال الطالباني. تأتي محادثات بايدن وسط حالة من الجمود السياسي بشأن تشكيل الحكومة العراقية القادمة بعد نحو ستة أشهر من انتخابات غير حاسمة جرت في مارس اذار. وقال رودز "على العراق أن يمضي قدما بشعور بالحاجة الى الاسراع... حان الوقت لبحث بعض القضايا الجوهرية." ويدرك البيت الابيض أن أوباما لا يمكنه أن يتحمل تبعات تقديم نفسه كمنتصر. اذ يمكن في حالة قيامه بذلك أن يثير مقارنات مع الخطاب الذي ألقاه بوش في مايو أيار عام 2003 على ظهر حاملة طائرات. وكان بوش قد وقف وخلفه لافتة تقول "المهمة أنجزت" ليعلن انتهاء العمليات القتالية في خطوة اتضح فيما بعد انها خطأ جسيم بعد تفاقم العنف في العراق. وقتل أكثر من 4400 جندي أمريكي في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 للاطاحة بصدام حسين. وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس يوم الثلاثاء "القاعدة في العراق تمنى بالهزيمة لكنها لم تنته.. هذا ليس وقت استعراضات النصر السابق لاوانه أو تهنئة أنفسنا حتى ونحن نشعر بالفخر لما أنجزه جنودنا وشركاؤهم العراقيون." واستغل أوباما الذي عارض حرب العراق المشاعر الامريكية المناهضة للحرب مما دعم موقفه في صفوف الحزب الديمقراطي أثناء الحملة الانتخابية عام 2008. وعندما تولى السلطة في يناير كانون الثاني 2009 كان عدد القوات الامريكية في العراق 140 ألف جندي ووصل عددها الى 170 ألفا بموجب قرار بزيادة القوات اتخذه بوش. وسوف تتحول القوات الباقية في العراق وعددها 50 ألف جندي تقريبا الى القيام بدور توجيهي حيث تقوم بتدريب ودعم الجيش العراقي وقوات الشرطة العراقية. ولن يكون التغيير الفعلي على الارض كبيرا لان القوات الامريكية تحولت بالفعل للتركيز على التدريب والدعم على مدى العام الماضي. ووعد أوباما بسحب جميع القوات الامريكية من العراق بحلول نهاية عام 2011. وقبل القاء الخطاب انتقد الجمهوريون أوباما لما يقولون انه عجز عن الاعتراف بنجاح قرار بوش بزيادة القوات في اخماد العنف في العراق. وكان أوباما قد عارض زيادة القوات عام 2007. وحدد أوباما يوليو تموز 2011 موعدا لخفض القوات الامريكية في أفغانستان ويأمل ان يساعد نموذج العراق في طمأنة أنصاره الديمقراطيين أن بوسعه الوفاء بوعده.