اصيب 61 شخصا بينهم ثمانية في حالة "خطيرة جدا" نتيجة حروق بحامض كيميائي، كما تم تحطيم عشرات المحلات والمساكن خلال 24 ساعة من المواجهات المذهبية بغرداية جنوبالجزائر، كما اكدت وكالة الانباء الجزائرية. وذكرت الوكالة انه تمت اعادة نشر جهاز امني مكثف لقوات مكافحة الشغب والشرطة مدعما بوحدات التدخل للدرك الوطني بمختلف "الأحياء الساخنة". وقد لجأت قوات الأمن إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتشابكين. وخلال الفترة الممتدة بين كانون الأول/ديسمبر وشباط/فبراير، تحولت منطقة غرداية (600 كلم جنوبالجزائر)، المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للعلوم والتربية والثقافة (يونيسكو)، إلى مسرح للاشتباكات بين العرب السنة و الامازيغ الاباضيين، ما أسفر عن مقتل خمسة اشخاص وجرح 200 آخرين منهم افراد شرطة. وعاد الهدوء خلال الاسابيع الماضية الا ان المواجهات عادت للاندلاع الثلاثاء. وبحسب احد اعيان المدينة التاريخية محمد تونسي فان "مئات الشباب يتشاجرون حاليا (ظهيرة الجمعة)" في سبعة احياء. ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن مصدر استشفائي ان "61 شخصا اصيبوا في هذه الأحداث العنيفة بفعل الرشق بالحجارة تلقوا الإسعافات في مستشفى غرداية وبالعيادة الخاصة الواحات". واضافت الوكالة ان ثمانية مصابين وصفت حالتهم " بالخطيرة جدا" بينهم أربعة أشخاص أصيبوا بحروق وتشوهات جراء تعرضهم لمحلول الفيتريول ومواد حمضية اخرى. ونقلت الوكالة شهادة احد السكان،"لقد كانت هذه المواجهات عنيفة بشكل غير مسبوق وتعيش غرداية فترة احتقان شديد" مضيفا ان بلاط الارصفة المعبدة "قد اقتلع ليستعمل في الرشق المتبادل". وذكر محمد تونسي ان "عشرات المحلات والمنازل تعرضت للحرق" بينما تحدثت وكالة الانباء عن "تعرض 52 محلا ومنزلا لأعمال تخريب ونهب قبل إضرام النار فيها ليل الخميس الجمعة" ولم تخمد النيران التي اضرمها "شباب ملثمون" بالمتاجر "بشكل كامل" بسبب صعوبة الدخول إلى هذه الأحياء الضيقة، بحسب وكالة الانباء الجزائرية. وصرح رئيس مؤسسة الشعانبيين لوكالة فرنس برس ان "غرداية تحترق، النار والاشتباكات في كل مكان" مضيفا "هذه المرة الطريق مسدود ولا نرى اي مخرج". وكان المتحدث باسم لجنة التنسيق في المدينة احمد بابا عيسى (امازيغي) اعلن الخميس عن جرح حوالي مئة شخص خلال اشتباكات اندلعت الثلاثاء واستمرت الاربعاء بين عرب وامازيغ. وعادت احداث العنف بسبب عودة السكان الميزابيين (الامازيغ) الى منازلهم التي تعرضت الى الحرق في بداية الاحداث، بحسب محمد جلماني وهو تاجر ومسؤول سابق عن الطائفة الميزابية تحدث لموقع صحيفة الوطن. واكد ان هذه العائلات استقبلت بالحجارة ما تسبب في اندلاع الاشتباكات الاخيرة. والجمعة نظم بعض سكان غرداية وقفة تضامنية واحتجاجية بالقرب من دار الصحافة بالعاصمة الجزائرية للتنديد بالعنف الذي تعيشه مدينتهم. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "نعم للاستقرار لا للتقسيم" و"اين اليد الحديدية التي وعدت بها يا وزير الداخلية" في اشارة الى تهديد الوزير الطيب بلعيز ب"الضرب بيد من حديد كل يمس بامن مواطني غرداية". وكان المدير العام للامن الوطني اللواء عبد الغني هامل اعلن الاثنين ان ما لا يقل عن اربعة الاف شرطي و26 وحدة لمكافحة الشغب تم نشرها في غرداية للسيطرة على الوضع.