واشنطن (رويترز) - قال أنطونيو جوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن المفوضية يجب أن تتخذ استعدادتها لاحتمال نزوح أعداد كبيرة من القرم بسبب الأزمة الأوكرانية لكن خوفه الأكبر يتمثل في حدوث "كارثة محققة" إذا تحول اهتمام المجتمع الدولي عن الصراع في سوريا. وأضاف جوتيريس في مقابلة مع رويترز أن جهود الولاياتالمتحدةوروسيا -اللتين تفجر خلاف بينهما بسبب الوضع في أوكرانيا- لعقد لقاء بين طرفي الصراع السوري بعد انهيار محادثات جنيف الشهر الماضي لا تحقق تقدما يذكر. وقال في المقابلة التي أجريت أثناء زيارته واشنطن لبحث أزمة اللاجئين السوريين "من الواضح أن هذا التوتر المحيط بأوكرانيا لن يخدم المسألة في وقت نحتاج فيه لجمع أكثر البلدان المعنية بالأمر ومحاولة إيجاد سبيل لإقرار السلام في سوريا." ومضى قائلا "أرجو أن يدرك من تقع عليهم أهم مسؤولية في الشؤون العالمية أن نسيان سوريا سيكون كارثة محققة." واحتدم التوتر بين واشنطن وموسكو بسبب سيطرة روسيا على منطقة القرم الأوكرانية وهو الأمر الذي دفع العلاقات بين البلدين لبلوغ واحد من أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة. وهددت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بفرض عقوبات على روسيا التي قالت إن أهل القرم -الذين يمثل ذوو الأصول الروسية أغلبية صغيرة منهم- يجب أن يكون لهم الحق في اختيار الانفصال في استفتاء من المقرر إجراؤه يوم الأحد المقبل. وقال جوتيريس إن المفوضية تستعد لاحتمال نزوح أعداد كبيرة من سكان القرم وإنها أوفدت فرقا إلى أوكرانيا لمتابعة الموقف. وأضاف قائلا "نؤهب أنفسنا لأي تحرك سكاني ... لم يحدث هذا حتى الآن بشكل كبير ونأمل أن نتفادى هذا." وتابع "نرجو ألا تتطور المسألة على نحو يجبر أعدادا كبيرة من الناس على النزوح. لدينا ما يكفي من مشاكل اللاجئين والنازحين في العالم ونرجو ألا نواجه نزوحا كبيرا جديدا." لكنه قال إنه يخشى أن تؤدي التوترات بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا إلى تفاقم الانقسامات داخل مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بسوريا. وخلال الصراع السوري عرقلت روسيا والصين ثلاثة قرارات بمجلس الأمن تدين الحكومة السورية وتهدد بفرض عقوبات عليها. وعن إمكانية تسوية الصراع السوري قال جوتيريس "لا أظن أن هناك ما يدعو للتفاؤل." وأضاف "نرى الحرب تمتد وتمتد وتمتد.. ليس فقط على نحو يخلف عواقب إنسانية مأساوية مع معاناة الشعب السوري الهائلة بل أيضا على نحو يمثل خطرا شديدا على السلام والأمن في العالم." وفي تكرار لما قاله زعماء سياسيون من أنه لا سبيل لتسوية الصراع إلا من خلال الحوار السياسي قال جوتيريس إن الأمر يتطلب "دبلوماسية كتومة" بين اللاعبين الرئيسيين -الولاياتالمتحدة والسعودية وروسيا وإيران- لتضييق هوة الخلافات وتفادي حدوث جمود طويل الأمد في المحادثات. وتابع بقوله "لم يمكن قط تسوية أزمة دولية كبرى دون قدر كبير من الدبلوماسية الصامتة الكتومة وراء الكواليس لدعم العملية الدبلوماسية العلنية." ومع اقتراب دخول الصراع السوري عامه الرابع هذا الأسبوع وفرار المزيد من السكان من الحرب حذرت الأممالمتحدة من أن السوريين على وشك أن يتصدروا قائمة اللاجئين بدلا من الأفغان. وهناك الآن أكثر من 2.5 مليون سوري مسجلين لدى الأممالمتحدة كلاجئين في بلدان مجاورة مثل لبنان وتركيا والأردن والعراق لكن جوتيريس يعتقد أن أكثر من ثلاثة ملايين فروا من الصراع. وقال جوتيريس "من اللازم أن يحشد المجتمع الدولي دعما للبنان ودعما للأردن ودعما لكل دول الجوار الأخرى ليتأكد أنها قادرة على التكيف مع التحدي والحفاظ على استقرار المنطقة." ومع استحواذ سوريا على معظم تمويل الأممالمتحدة المخصص للاجئين قال جوتيريس إن تمويل عمليات المنظمة الدولية في جمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان ومالي وجمهورية الكونجو الديمقراطية ضعيف. من ليزلي روتون