شنت موسكو الاثنين حملة دبلوماسية مضادة حول اوكرانيا ووعدت الغربيين بمقترحات لتسوية الازمة في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تحاول بدعم من الغرب الحؤول دون التحاق شبه جزيرة القرم بروسيا. ففي حين دعت كييف الولاياتالمتحدة الى وقف "العدوان" عليها في هذا النزاع غير المسبوق منذ نهاية الحرب الباردة وباشرت قواتها الموضوعة في حال تاهب تدريبات، اعلنت روسيا انها ستقدم "مقترحات" للغربيين "لاعادة الوضع ضمن اطر القانون الدولي". ولم يفصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذه المقترحات لكنه استبعد مبدأ تشكيل مجموعة اتصال طالبت بها المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الاميركي باراك اوباما. وقال لافروف انه في المقترحات الغربية "صيغ كل شيء في اطار نزاع مفترض بين روسياواوكرانيا" مشددا على ان السلطات الاوكرانية الجديدة وصلت الى الحكم نتيجة "انقلاب". وترفض روسيا الاعتراف بشرعية القادة الجدد الموالين للغرب في اوكرانيا الذين وصلوا الى السلطة بعد تظاهرات دامت ثلاثة اشهر ادت الى فرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بعد سقوط حوالى مئة قتيل الشهر الماضي. لكن واشنطن دعت موسكو الاثنين الى ان تبرهن استعدادها للتحرك في شان المقترحات الاميركية بهدف انهاء الازمة في اوكرانيا. وطرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري عددا من الافكار امام نظيره الروسي سيرغي لافروف، وقال انه مستعد للمشاركة في مزيد من المحادثات "اذا ومتى راى دليلا ملموسا على ان روسيا مستعدة للتحرك بشان هذه المقترحات"، بحسب ما افادت جين بساكي المتحدثة باسم الخارجية الاميركية الاثنين. واضافت المتحدثة "ما زلنا ننتظر الرد الروسي على الاسئلة الملموسة التي ارسلها الوزير كيري الى وزير الخارجية لافروف السبت بهذا الخصوص". في هذا الوقت، بدأ مجلس الامن الدولي بعد ظهر الاثنين في نيويورك اجتماعا جديدا مغلقا حول الازمة في اوكرانيا. وهذا الاجتماع غير الرسمي والخامس للمجلس حول الازمة الاوكرانية ياتي بناء على طلب اوكرانيا التي سيشارك ممثلها في الاممالمتحدة يوري سيرغييف في المباحثات. وقبيل بدء اجتماع المجلس، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى "الامتناع عن اي عمل متسرع واي استفزاز كلامي" في الازمة الاوكرانية. وفي هذا الاطار من التوتر، قال وزير الدفاع الاوكراني انه طبقا لتعليمات الرئيس الموقت الكسندر تورتشينوف فان الوحدات الموضوعة في حال تاهب "ستشارك على الارض في مناورات" وقال ان "الشعب مستعد للدفاع عن بلاده". واعلن الحلف الاطلسي ارسال طائرات اواكس للقيام بمهمات استطلاع فوق بولندا ورومانيا في اطار ازمة اوكرانيا. وفي القرم التي تحتلها القوات الروسية منذ نهاية الشهر الماضي تريد السلطات الانفصالية الالتحاق بروسيا بتشجيع من الرئيس فلاديمير بوتين الذي يتجاهل التحذيرات الغربية. وسينظم استفتاء في القرم في 16 من الجاري واعلن رئيس وزراء القرم سيرغي اكسيونوف الاثنين انه يحضر لدخول شبه الجزيرة منطقة الروبل. واتهمته كييف بالسعي الى "تصعيد الوضع". وتعزز السلطات الروسية يوما بعد يوم مواقعها ما يزيد من صعوبة استعادة السلطات الاوكرانية سيطرتها على شبه جزيرة القرم. وقطع مسلحون التيار عن رئاسة اركان البحرية الاوكرانية في سيباستوبول الذين يحاصرونها منذ ايام وفقا لعسكريين اوكرانيين. وبعد قطع بث القنوات الاوكرانية قطع الانفصاليون ارسال الاذاعة العسكرية. والوصول الى اشبه جزيرة لقرم يزداد صعوبة. ولم يتمكن حتى الان 54 مراقبا دوليا ارسلتهم منظمة الامن والتعاون في اوروبا من دخول القرم رغم ثلاث محاولات منذ الخميس. والسبت صوب مسلحون رشاشاتهم الى الموكب ثم اطلقوا النار في الهواء قرب نقطة تفتيش في اميانسك. وارغم مسلحون موفد الاممالمتحدة روبرت سيري على اختصار زيارته للقرم. وفي بروكسل اعرب الاتحاد الاوروبي الاثنين عن القلق "لغياب مؤشرات على نزع فتيل الازمة". وقالت مايا كويانيتش المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون "يبدو ان هناك مؤشرات على تعزيزات عسكرية روسية" في شبه جزيرة القرم. ويلتقي رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك الاربعاء في الولاياتالمتحدة الرئيس باراك اوباما لايجاد وسيلة "لوقف العدوان الروسي" بحسب الدبلوماسية الاوكرانية. واعلنت الولاياتالمتحدة الاثنين ان دعوة الرئيس باراك اوباما لرئيس وزراء اوكرانيا الجديد هي اعتراف بالدور المسؤول الذي لعبته الحكومة الجديدة في اوكرانيا. وتحادث اوباما هاتفيا مساء الاحد مع نظيره الصيني شي جيبينغ واكد المسؤولان "اهتمامهما بخفض التوتر وايجاد حل سلمي للازمة" بحسب البيت الابيض. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتصل الاحد ببوتين ودعاه الى خفض التوتر في اوكرانيا ودعم تشكيل مجموعة اتصال. وتحدث الغربيون الاسبوع الماضي عن تشكيل مجموعة اتصال لكن "اي تقدم" لم يحرز كما قالت ميركل. ويصر بوتين على ان سلطات القرم الموالية لروسيا التي انتقلت نهاية الشهر الماضي تحت سيطرة القوات الروسية "شرعية". وقالت وكالات الانباء الروسية ان الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي اقيل نهاية شباط/فبراير بعد حمام الدم في كييف ولجأ الى روسيا، سيلقي كلمة الثلاثاء في روستوف-سور-لودون جنوبروسيا. وكان يانوكوفيتش عقد في هذه المدينة مؤتمرا صحافيا قبل عشرة ايام رافضا الاعتراف باقالته من دون ان يطلب مساعدة عسكرية. واكدت روسيا لاحقا انه قدم هذا الطلب في الاول من اذار/مارس. اقتصاديا، اعلن البنك الدولي الاثنين انه على استعداد ليقدم هذه السنة مساعدة تصل قيمتها "حتى ثلاثة مليارات دولار" الى اوكرانيا التي تواجه صعوبات مالية خطيرة وازمة سياسية عميقة.