يسعى المحققون لتحديد اسباب الكارثة الجوية التي لقي خلالها 42 شخصا مصرعهم عندها انشطرت طائرتهم الامبراير 190 الثلاثاء الى جزئين واشتعال النيران فيها خلال محاولتها الهبوط في مدينة تبعد 150 كلم عن الحدود الروسية. وعثر صباح الاربعاء على الصندوق الاسود للطائرة ما سيتيح معرفة اسباب هذه الكارثة الجوية الاولى في الصين منذ ست سنوات والتي تمكن 54 راكبا من النجاة منها باعجوبة. الا ان العناصر الاولى المهمة ظهرت منذ اليوم وتتعلق بمشاكل في طائرات امبراير اشارت اليها مؤخرا شركات صينية وبضباب كثيف كان يغطي مطار ييشون (اقليم هيلونغجيانغ) الذي ترفض شركة طيران الهبوط فيه ليلا بسبب وجوده في هذه المنطقة الخطيرة. وقد فشلت الطائرة امبراير 190 التابعة لشركة هينان ايرلاينز في الهبوط في مرحلة الاقتراب حوالي الساعة 21,30 (13,30 ت غ) وانشطرت الى جزئين قبل ان تشتعل فيها النيران. وكانت الطائرة التي تقل 91 راكبا اضافة الى افراد طاقمها الخمسة اقلعت من هاربين. واعلنت هيئة الطيران المدني الصيني مصرع 42 شخصا. وذكر مساعد عمدة ييشوم وانغ تشومي ان معظم الجرحى ال54 يعانون من كسور. وبين هؤلاء تايواني يبدو انه الاجنبي الوحيد بين الركاب. واوضحت الصين الجديدة ان قائد الطائرة نجا من الحادث الا انه اصيب بجروح بالغة ولا سيما في الوجه ولا يستطيع التحدث. وروى احد الناجين للتلفزيون حالة الرعب التي سيطرت على ركاب الطائرة على الارض. وقال "اهتزت الطائرة خمس او ست مرات بعنف شديد. وبدات الحقائب تتساقط من الرف الذي يعلو مقاعد الركاب". واضاف الراكب الذي اصيب بجروح "صرخت في ركاب المقاعد الخلفية طالبا منهم الذهاب الى اقرب مخرج نجاة الا انهم اخذوا في التدافع نحو المقدمة مع ازدياد اشتعال النيران" موضحا انه نجح في الهروب من فتحة في جسم الطائرة. وذكرت السلطات المحلية ان بعض الركاب قذفوا من الطائرة قبل ان تلمس الارض وتشتعل فيها النيران. وقد شكت عدة شركات طيران صينية مؤخرا من مشاكل فنية في هذه الطائرات البرازيلية التصميم ونظمت هيئة الطيران المدني ورشة عمل في حزيران/يونيو 2009 بشان هذه المسالة كما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة. وتشير الملاحظات التي دونت في هذا اللقاء الذي شاركت فيه هينان ايرلاينز الى مشاكل في التوربينات وخلل في عمل انظمة مراقبة الرحلة وفقا للوكالة الرسمية. من جهة اخرى فان الطائرة حاولت الهبوط رغم الضباب الكثيف الذي قصر مدى الرؤية على اقل من 300 متر كما نقلت صحيفة غلوبال تايمز عن مسؤول في الشرطة الاقليمية. من جهة اخرى ذكرت صحيفة شبيبة بكين ان شركة "تشاينا ساوذرن ايرلاينز" اوقفت منذ 2009 الرحلات الليلة الى مطار ليندو في ييشون الواقعة في منطقة جبلية وعرة لاسباب امنية. ويقوم رجال الانقاذ الاربعاء بالبحث بين انقاض الطائرة التي لا يزال ينبعث منها الدخان. وقدمت شركة امبراير تعازيها الى اسر الضحايا وارسلت فريقا من الفنيين الى المكان. كما توجه الى الموقع نائب رئيس الوزراء الصيني جانغ ديجيانغ على راس فريق من المسؤوليين الامنيين لبدء التحقيق فيما ارسلت هيئة الطيران المدني بدورها فريقا من 20 فنيا ومسؤولا. ويقع المطار وسط غابة تبعد خمسة كلم من مدينة ييشون التي يقطنها نحو مليون نسمة وتقع على بعد 150 كلم من الحدود مع روسيا. ويعد هذا الحادث اخطر كارثة جوية في الصين منذ تحطم طائرة شركة ايسترن ايرلاينز في منغوليا في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 وهو الحادث الذي قتل فيه 55 شخصا.