هاجم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مساء الثلاثاء بعنف موافقة السلطة الفلسطينية على العودة الى المفاوضات المباشرة مع الاسرائيليين، واعتبر ان هذه الموافقة جاءت "تحت الاكراه الاميركي وبلا غطاء فلسطيني". وقال مشعل في كلمة القاها في دمشق حيث يقيم ان الموافقة الفلسطينية على العودة الى المفاوضات المباشرة تمت "تحت الاكراه وبمذكرة جلب اميركية وليست بقرار فلسطيني ولا بقناعة عربية" بل تمت الدعوة اليها "بلا غطاء فلسطيني وبالتالي بلا شرعية وطنية". واعتبر مشعل ان المفاوض الفلسطيني في اشارة الى السلطة الفلسطينية "غير مؤتمن على القضية وعلى الحقوق والثوابت الوطنية لانه فارغ اليد من اوراق القوة ومكشوف الظهر وتائه الرؤية ولديه قابلية عالية للانضغاط". وتابع مشعل "هذه مفاوضات لا شرعية لقرارها، ولا شرعية لنتائجها، ولا تلزم شعبنا بشيء" مطالبا بعدم "تسليم مصير قضيتنا العظيمة والمقدسة والمباركة بيد هكذا مفاوض". وكانت منظمة التحرير الفلسطينية وافقت في الحادي والعشرين من آب/اغسطس بعد تردد على المشاركة في المفاوضات المباشرة مع الاسرائيليين على ان يعقد اول اجتماع بين الطرفين في الثاني من ايلول/سبتمبر في العاصمة الاميركية. وسارعت حركة حماس مع عدد من الفصائل الفلسطينية المعارضة اثر اجتماع لها في دمشق الاحد الماضي الى اعلان "رفضها للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة" مع اسرائيل، منددة ب"استمرار نهج التنازلات" والخضوع "للاملاءات الاميركية والصهيونية". وشن مشعل هجوما لاذعا على قيادة الرئيس محمود عباس فوصف الفريق الفلسطيني المفاوض بانه "معزول عددا وموقفا" كونه "راهن على الاميركيين ولم يراهن على شعبه ... ويبحث عن شرعيته في الخارج دون ان يحرص عليها من الداخل". من جهة ثانية دعا مشعل العاهل الاردني الملك عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك الى "عدم المشاركة في تدشين هذه المفاوضات لانها بلا غطاء فلسطيني وبلا شرعية وطنية ولان نتائجها الكارثية ستمس مصالح وامن الاردن ومصر والامة والمنطقة وليس فقط فلسطين". وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعلنت الجمعة الماضي ان المفاوضات المباشرة ستستأنف في الثاني من ايلول/سبتمبر في واشنطن بحضور الرئيس المصري والعاهل الاردني. ودعا مشعل اخيرا الى "تبني استراتيجية وطنية فلسطينية بديلة تقوم على تعزيز خيار المقاومة وامتلاك اوراق القوة وتنويع الخيارات والتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وتوحد الصف الفلسطيني على هذه الاستراتيجية وحشد طاقات امتنا وشعبنا". كما دعا الى مراجعة عربية وفلسطينية لنهج "التسوية والمفاوضات بعد ان ثبت فشل هذا الخيار في ظل الافتقار الى اوراق القوة" معتبرا ان "قضيتنا قضية احتلال ومشروعنا مشروع مقاومة".