قالت حكومة جوبا الجمعة ان مباحثات السلام بين حركة التمرد وحكومة جنوب السودان في اديس ابابا تعطلت بسبب تجدد المعارك في مدينة ملكال الاستراتيجية. واوضح ماوين ماكول المتحدث باسم حكومة جنوب السودان ان وفدي الحكومة والتمرد الذي يتزعمه رياك مشار النائب السابق للرئيس لم يعقدا الا اجتماعا واحدا هذا الاسبوع في العاصمة الاثيوبية في يوم استئناف المعارك في ملكال كبرى مدن ولاية النيل الاعلى النفطية (شمال شرق). واضاف "لم يستانفوا المباحثات بسبب الوضع في ملكال" موضحا ان الحكومة تنتظر تقرير الوسطاء الاقليميين في ازمة جنوب السودان الذي سيحدد الطرف الذي بادر بكسر الاتفاق الهش لوقف اطلاق النار الموقع في 23 كانون الثاني/يناير باديس ابابا. وشن المتمردون حملة واسعة الثلاثاء ضد القوات الحكومية في ملكال. وهم يؤكدون انهم كانوا يردون على استفزازات الجيش. ومن جانبها تقول القوات الحكومية انها تحضر لهجوم مضاد. وقال اتيني ويك اتيني المتحدث باسم رئيس جنوب السودان سلفا كير "ان حكومة جنوب السودان صدمت بانتهاك اتفاق وقف اطلاق النار" مضيفا "تم اغتصاب نساء في وضح النهار وتم قتل مرضى في مستشفى ملكال لمجرد انهم ينتمون الى اتنية مختلفة". وقال ان الجيش اتخذ قرار الانسحاب من ملكال "لتفادي حمام دم" لكنه مستعد لاستعادة المدينة. واشارت العديد من المصادر الى ارتكاب فظاعات في مدينة ملكال منذ استئناف المعارك. واشار متحدث باسم مهمة الاممالمتحدة في البلاد الجمعة الى العثور على عشرات الجثث في المدينة. ويشهد جنوب السودان معارك بين القوات الحكومية والتمرد منذ 15 كانون الاول/ديسمبر 2013. وخلفت المعارك آلاف القتلى ونحو 900 الف نازح. ويدور القتال من اجل السيطرة على السلطة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي اقيل في تموز/يوليو 2013. ويتهم الرئيس كير مشار بتدبير محاولة انقلاب الامر الذي ينفيه هذا الاخير الذي يتهم كير بالسعي الى القضاء على اي منافس له داخل الحزب الحاكم مع اقتراب المواعيد الانتخابية في 2015. واخذت الخصومة السياسية منعطفا اتنيا خطرا حيث يشهد النزاع مجازر اتنية بين اكبر قبيلتين في البلاد الدينكا التي ينتمي اليها كير والنوير التي ينتمي اليها مشار.