فرضت صونيا غاندي رئيسة حزب المؤتمر الحاكم في الهند، سلطتها الجمعة برفضها تعيين نجلها راهول مرشحا لمنصب رئيس الوزراء ودعت حزبها الى النضال من اجل وحدة الامة. وسيكون راهول غاندي (43 عاما) المحرك الرئيسي للحملة الانتخابية لحزب المؤتمر للانتخابات التشريعية في الربيع، لكن والدته صونيا التي تعارض بعض كوادر حزبها، رفضت الخميس اختياره مرشحا لمنصب رئيس الوزراء. وقالت صونيا غاندي المولودة في ايطاليا الجمعة في الجمعية التي ضمت آلافا من اعضاء الحزب "لقد اتخذنا قرارا الخميس في شأن راهول وهو قرار نهائي". واضافت رئيسة الحزب "نحن مجتمعون هنا لتوجيه رسالة واضحة مفادها ان المؤتمر مستعد وفي حالة استنفار". وبعد عشر سنوات عمليا في الحكم، تسجل شعبية حزب المؤتمر (يسار وسط) تراجعا كبيرا في استطلاعات الرأي بعد ابرز احزاب المعارضة، حزب باراتيا جاناتا، الحزب القومي الهندوسي. ويعاني الحزب من تآكل سلطته وتباطؤ الدورة الاقتصادية وتكاثر فضائح الفساد التي شوهت صورته. وقال رئيس الوزراء الحالي مانموهان سينغ وفي وقت سابق انه لن يترشح بعد ولايتين على رأس السلطة التنفيذية. وقد اختار حزب باراتيا جاناتا منذ ايلول/سبتمبر زعيمه المثير للجدال ناريندرا مودي مرشحا لمنصب رئيس الوزراء. واتهم مودي لدوره في الاضطرابات الدينية في 2002 التي قتل خلالها ما بين 1000 الى 2000 شخص، شكل المسلمون القسم الاكبر منهم. الا ان القضاء لم يوجه اليه اي تهمة. ويقول المحللون ان قرار حزب باراتيا جاناتا يمكن ان يحد من الهامش المتاح له للمناورة خلال المفاوضات من اجل تشكيل تحالف بعد الانتخابات، وقد ارادت صونيا غاندي تجنب الوقوع في هذا الفخ. وتعتبر الصحافة ايضا ان صونيا غاندي لا تريد ان تعرض راهول غاندي كثيرا للانتقادات ولا ان تضعف مستقبله السياسي اذا ما مني حزب المؤتمر بهزيمة قاسية. ووجهت صونيا غاندي انتقادات في خطابها الى زعيم حزب باراتيا جاناتا متهمة اياه ضمنا بأنه عامل انقسام محتمل. وقالت زعيمة المؤتمر ان "الانتخابات ستكون معركة من اجل الحفاظ على تقليدنا العلماني العريق جدا". واضافت ان الحملة "ستكون معركة بين ايديولوجيات متنافسة ورؤى متناقضة للتاريخ ورؤية مختلفة للمستقبل (...) ستكون معركة من اجل الهند". واضافت ان الهند نسيج "لا يمكن تقدير جماله الا اذا كان موحدا، نسيج فريد اكبر بالتأكيد من جميع ابنائها"، متهمة حزب باراتيا جاناتا "بشده حتى تمزيقه". من جهته، اشار راهول غاندي في كلمة امام الناشطين الى تاريخ الهند الذي لعب حزبه خلاله دورا كبيرا في النضال من اجل الاستقلال، كضامن لوحدة الهند وتنوعها الديني والثقافي. وقال ان "المعارضة تقول انها تريد الهند بلا (حزب) المؤتمر لكنهم لا يعرفون تاريخ الهند". واضاف ان "المؤتمر فكرة وليس حزبا (...) فكرة وحدة واخوة". وتابع ان هذه الانتخابات "ستشكل منعطفا" في تاريخ البلاد. من جهته اتهم الحزب القومي الهندوسي حزب المؤتمر بالخوف لعدم تجرؤه على السماح لراهول غاندي بخوض مواجهة مع ناريندرا مودي الذي بدأ بائع شاي وبات كبير وزراء ولاية غوجارات، احدى اكثر المناطق حيوية في البلاد. وقال رافي شانكار براساد احد قادة حزب باراتيا جاناتا "لم يطرحوه مرشحا لمنصب رئيس الوزراء لانهم لو لم يفعلوا، لأجريت مقارنات وتحليلات، وتؤكد كل استطلاعات الرأي ات راهول غاندي لا يؤيد المقارنة". ولا يميل راهول غاندي الى الظهور في وسائل الاعلام ولم ينطلق في المجال السياسي الا بعد تردد، على خطى والده راجيف وجدته انديرا. الا ان عددا من قادة الحزب يعتبر انه الورقة الرابحة لاستمرار سلالة نهرو-غاندي في السلطة. ولا يزال راهول عازبا، وبدأ انه تملص فترة طويلة من الواجبات التي تحتمها عليه عائلته الشهيرة قبل ان يوافق على قبول منصب المسؤول الثاني في المؤتمر في كانون الثاني/يناير 2013.