خرقت اشتباكات عنيفة اندلعت بعد ظهر الخميس الهدنة التي تم التوصل اليها امس بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معضمية الشام قرب دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. في شمال البلاد، واصل الطيران الحربي والمروحي السوري قصف مدينة حلب وريفها لليوم الثالث عشر على التوالي. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن "اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في شرق وشمال مدينة معضمية الشام". وياتي ذلك غداة التوصل الى اتفاق بين النظام ومقاتلي المعارضة في المعضمية دخل حيز التنفيذ الاربعاء ونص على رفع العلم السوري على خزانات المياه في المدينة لمدة 72 ساعة مقابل وقف القتال وادخال مواد غذائية الى المدينة المحاصرة منذ اكثر من عام والتي تعاني من نقص فادح في المواد الغذائية والطبية وسط قصف شبه يومي عليها ومعارك. واتهم ناشط اعلامي يقدم نفسه باسم احمد في المعضمية قوات النظام بخرق الهدنة. وقال لوكالة فرانس برس عبر الانترنت "لقد فتحوا النار بالرشاشات الثقيلة، بينما كنا ملتزمين بالهدنة، ومن دون سبب"، مضيفا ان معارك اندلعت بعد ذلك. وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن "حشود عسكرية ضخمة لقوات النظام بإتجاه مدينة المعضمية"، مشيرة الى ان "الجيش الحر يحاول الإشتباك معها في خان الشيح للتخفيف عن المعضمية". وقال المرصد السوري ان امرأة واربعة أطفال من عائلة واحدة قتلوا "نتيجة قصف جوي بالبراميل المتفجرة على مناطق في خان الشيح". وكان في الامكان اليوم مشاهدة العلم السوري مرفوعا فوق خزانات المياه في المعضمية، بحسب ناشطين، الا ان المساعدات الموعودة لم تدخل. وقال احمد "لا تزال الاعلام مرفوعة، لكن لم يصل اي تموين". وينص الاتفاق على استمرار وقف النار حتى بعد انتهاء ال72 ساعة، وعلى عدم دخول الجيش المدينة، بحسب ما ذكر مسؤولون في المجلس المحلي للمعضمية المعارض. واكد مصدر مقرب من النظام حصول الاتفاق، مشيرا من جهته الى انه يشمل تسليم الاسلحة الثقيلة الموجودة مع المعارضة المسلحة في المدينة. في هذا الوقت، افاد ناشط آخر عن مفاوضات لهدنة اخرى في حي برزة في شمال العاصمة الذي يسيطر على اجزاء كبيرة منه مقاتلو المعارضة وتحاصره قوات النظام منذ اشهر ويشهد معارك وقصفا بشكل شبه يومي. وقال الناشط عماد البرزاوي لوكالة فرانس برس "هناك مفاوضات جارية من طرف جيش الدفاع الوطني (الموالي للنظام) وبعض المدنيين الذين نزحوا من الحي، لكن لا نتيجة حتى اللحظة". واشار الى ان "المدنيين الموجودين داخل الحي والذين نزحوا منه يضغطون باتجاه التهدئة لانهم ذاقوا الويل والذل". وفي منطقة عدرا شمال شرق دمشق، تتواصل الاشتباكات "بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب معارضة من طرف والقوات النظامية وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من طرف آخر"، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واوردت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات الخميس على صفحتها على موقع "فيسبوك" نقلا عن مصدر عسكري ان الجيش السوري قام ب"كمين محكم" مساء امس للمجموعات المسلحة في عدرا العمالية، ما اوقع "57 قتيلا في صفوف الارهابيين المتحصنين داخل المدينة". واشار الى ان الجيش "ينفذ عمليات كومندوس داخل المدينة". واكد المصدر ان "عملية تحرير عدرا ماضية وهناك تقدم كل ساعة". وكان مقاتلون من كتائب عدة بعضها جهادية دخلوا في 11 كانون الاول/ديسمبر عدرا العمالية شمال شرق دمشق، وافادت تقارير عن اقدامهم على قتل عشرات الاشخاص داخلها بسبب موالاتهم للنظام، وهم علويون بمعظمهم. وتعمل قوات النظام منذ ذلك الوقت على استعادة السيطرة على المنطقة. على صعيد آخر، افادت وكالة سانا عن اغتيال رجل دين في جيرود في ريف دمشق. وقالت ان "مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت الشيخ فراس كريزان، خطيب وامام جامع البشير في منطقة جيرود بريف دمشق". ونقلت عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق ان المسلحين ينتمون الى "لواء الاسلام"، وقد "أطلقوا النار على الشيخ كريزان في حي المقاسم ببلدة جيرود لدى خروجه من الجامع بعد صلاة العشاء أمس ما ادى الى استشهاده على الفور واصابة شقيقه عبد الله البالغ من العمر 18 عاما اصابة خطيرة". في حلب، افاد المرصد الخميس عن قصف بالبراميل المتفجرة على حي مساكن هنانو في شرق المدينة، وقصف بالرشاشات الثقيلة من طيران حربي على مناطق في الطريق الممتد بين حلب ومدينة الباب. كما قتل طفل وامرأة جراء غارة للطيران الحربي على مناطق في بلدة دارة عزة في ريف دمشق. واحصى المرصد حتى الاثنين، اي في خلال عشرة ايام تقريبا 400 قتيل نتيجة القصف الجوي على منطقة حلب. ونددت حكومات غربية وجامعة الدول العربية ومنظمات غير حكومية بحملة القصف الجوي العنيف التي تطال المدنيين ولا توجه الى هدف عسكري ظاهر.