غادر صاحب الامبراطورية النفطية السابق ميخائيل خودوركوفسكي الذي اطلق سراحه بموجب عفو وقعه اليوم الجمعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المعتقل وتوجه اللى المانيا كما اعلنت ادارة السجن. وقال فاديم كليوفان كبير محامي خودوركوفسكي لوكالة فرانس برس "نعم يمكنني تأكيد هذا الخبر"، مشيرا الى ان موكله المسجون منذ اكثر من عشر سنوات غادر المعسكر الذي كان يعتقل في سيكوجا البلدة النائية جدا في شمال غرب البلاد. وذكر التلفزيون الحكومي نقلا عن مصادر ملاحية ان السجين السابق نقل بمروحية الى سان بطرسبورغ، قبل ان تعلن ادارة السجن انه توجه الى المانيا. وقالت ادارة السجون في تصريح نقلته وكالة ريا نوفوستي "لقد توجه بالطائرة الى المانيا حيث تعالج والدته، وقدم طلبا للحصول على جواز سفر". وكان الكرملين اعلن في بيان الجمعة ان الرئيس الروسي وقع مرسوم العفو عن خودوركوفسكي. وجاء اعلان الكرملين غداة تأكيد بوتين امس وخلافا لكل التوقعات ان خودوركوفسكي الذي يفترض ان يتم الافراج عنه في آب/اغسطس 2014، تقدم اليه بطلب عفو لاسباب انسانية اذ ان والدته مريضة. وقال بوتين "مرسوم العفو سيوقع قريبا جدا"، مؤكدا ان خودوركوفسكي المسجون منذ 2003 كتب رسالة طلب فيها العفو. واوضح انه "كان يفترض بميخائيل خودوركوفسكي وفقا للقانون ان يقدم طلبا بهذا المعنى ولم يفعل. لكن مؤخرا كتب هذه الرسالة وتوجه الي شخصيا لطلب العفو". وقال الرئيس الروسي في بيان نشره الكرملين الجمعة "مسترشدا بمبادئ انسانية، قررت ان ميخائيل بوريسوفيتش خودوركوفسكي (...) يجب ان يتم الافراج عنه قبل انتهاء عقوبته، وهذا المرسوم يدخل حيز التنفيذ على الفور". من جهتها صرحت مارينا والدة خودوركوفسكي بصوت مضطرب للتلفزيون الروسي "اكاد لا اصدق ذلك". وقال محللون سياسيون واقتصاديون ان بوتين يسعى الى تحسين اجواء الاعمال وصورة روسيا مع اقتراب دورة الالعاب الاولمبية في سوتشي في شباط/فبراير المقبل، وهي مسألة ترتدي اهمية كبرى لدى الرئيس الروسي. ورحب وزير الخارجية الالماني الجديد فرانك فالتر شتاينماير منذ مساء الجمعة بهذا النبأ السار. وفاجأ اعلان العفو عائلة رجل الاعمال السابق الذي كان اغني رجل في روسيا ومحاميه. وذكرت صحيفة كومرسانت اليوم الجمعة ان ميخائيل خودوركوفسكي صاحب امبراطورية النفط السابق المسجون منذ اكثر من عشر سنوات تقدم بطلب العفو الرئاسي الى فلاديمير بوتين تحت ضغط الاستخبارات. ونقلت "كومرسانت" عن مصادر لم تحددها انه بعد كشف القضاء الروسي في كانون الاول/ديسمبر عن تحقيقات جديدة ضد خودوركوفسكي يمكن ان تؤدي الى محاكمة ثالثة له، التقى اعضاء في الاستخبارات مع صاحب النفوذ السابق. وروى له هؤلاء ان الوضع الصحي لوالدته يتدهور وتحدثوا عن قضية جنائية ثالثة ضده، حسب الصحيفة التي اضافت ان "هذه المحادثة التي جرت بحضور محامين، اجبرت خودوركوفسكي على التوجه الى الرئيس". وقال المحامون ووالدة خودوركوفسكي انهم لا يملكون اي معلومات تتعلق بطلب العفو هذا. وكان خودوركوفسكي يعتبر في احدى الفترات اغنى رجل في روسيا واحدى اكثر الشخصيات نفوذا في هذا البلد. وحكم عليه في 2005 بالسجن مع الاشغال الشاقة ثمانية اعوام اثر ادانته "بالاحتيال والتهرب الضريبي". وعلى اثر محاكمة ثانية بتهمة "سرقة النفط وتبييض اموال" بقيمة 23,5 مليار دولار، رفعت العقوبة الى السجن 14 عاما. ويرى المدافعون عن حقوق الانسان وعدد من المراقبين الاجانب ان خودوركوفسكي الذي يبلغ من العمر اليوم 50 عاما كان ضحية تصفية حسابات نظمها فلاديمير بوتين. وتساءل الكسي نافالني المعارض الرئيسي لبوتين عن الحالة المعنوية لخودوركوفسكي بعد هذا العفو. وقال "بعد الصمود عشر سنوات بكرامة ماذا يحمل في قلبه وعقله؟". ويندرج العفو عن خودوركوفسكي في اطار قانون عفو اقر الاربعاء في مجلس النواب ويفترض ان يسمح بوقف الملاحقات ضد طاقم منظمة غرينبيس وبينهم 26 اجنبيا، والافراج عن شابتين في فرقة بوسي رايوت وهما ملفان ساهما في الاساءة لصورة ؤوسيا في الخارج. واكدت وزارة الخارجية الفرنسية في باريس ان "العفو الممنوح لخودوركوفسكي والافراج عنه يشكلان نبأ سارا جدا". وقال مساعد الناطق باسم الوزارة فانسان فلورياني في لقاء مع صحافيين ان "فرنسا ترحب بتبني الدوما (مجلس النواب الروسي) في 18 كانون الاول/ديسمبر قانون عفو سيترجم بالافراج عن 25 الف سجين بينهم اعضاء فرقة بوسي رايوت". من جهته، قال الخبير الاقتصادي الروسي سيرغي غورييف اللاجىء في فرنسا بعدما استجوب عدة مرات في روسيا عن علاقاته مع خودوركوفسكي ان اطلاق سراحه "مؤشر مهم جدا". واضاف في رسالة الكترونية لوكالة فرانس برس ان "الامر بحد ذاته لا يغير شيئا لكنه يعطي الامل لكل المستثمرين". لكنه اكد في الوقت نفسه انه لا ينوي العودة الى روسيا. ورأت صحيفة فيدوموستي ان بوتين "لديه عدة اسباب لتسوية قضية خودوركوفسكي: ادهور صورة روسيا في الخارج عشية الالعاب الاولمبية في سوتشي وانكماش الاقتصاد والمناج السىء للاعمال". واشارت الى ان نبأ الافراج عنه ادى الى ارتفاع البورصة اليوم. اما الشريك الرئيس لخودوركوفسكي بلاتون ليبيديف الذي اوقف وحوكم معه، فيفترض ان تنتهي عقوبته في ايار/مايو 2014. لكن محاميه قال انه سيبحث معه في امكانية التقدم بطلب عفو.