اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاحد ان ايران تواصل "جديا" المفاوضات النووية مع القوى الكبرى على الرغم من "المبادرة غير المناسبة" التي قامت بها الولاياتالمتحدة باضافتها شركات وافراد على لائحتها السوداء ضد ايران. وكان قرار الولاياتالمتحدة توسيع قائمتها السوداء للمؤسسات والافراد الذين يشتبه بانتهاكهم العقوبات الاميركية المفروضة على طهران، اثار غضب طهران. وقال ظريف على صفحته على فيسبوك "سنواصل جديا المفاوضات وسنرد بشكل مدروس ومحدد ومناسب على كل خطوة غير مناسبة وغير بناءة". واضاف ان "التفاوض والتوصل الى نتيجة مهم صعبة وسنواجه بالتأكيد تقلبات. توقعنا ذلك منذ البداية". واوضح الوزير الايراني "في الايام الاخيرة، قام الاميركيون بمبادرات غير ملائمة وقدمنا الرد المناسب بعدما اخذنا في الاعتبار كل جوانب المسألة". قطعت ايران مفاوضاتها مع الدول الست الكبرى بعد قرار الولاياتالمتحدة توسيع قائمتها السوداء للمؤسسات والافراد الذين يشتبه بانتهاكهم العقوبات الاميركية المفروضة على طهران، معتبرة انه "مخالف لروح" اتفاق جنيف الموقع في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. الا ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اكد مساء الجمعة ان هذه المفاوضات ستستانف "في الايام القادمة" مقللا من اهمية التعليق شان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون التي تمثل القوى العظمى في هذه المفاوضات. واعلن المفاوض الايراني عباس عراقجي الجمعة في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام الايرانية ان "الخطوة الاميركية مخالفة لروح اتفاق جنيف" الذي تتعهد بموجبه عدم فرض عقوبات جديدة على ايران لمدة ستة اشهر. وقال عراقجي "ان مثل هذا القرار لا يساهم في ارساء اجواء التعاون، ونحن نرفضه بشدة" وتابع "اننا ندرس الوضع وسنصدر رد فعل مناسبا" بدون ان يورد اي تفاصيل اضافية، غداة توقف المفاوضات التقنية الجارية في فيينا حول تطبيق الاتفاق. من جانبه اعتبر السفير الايراني في فرنسا علي اهاني في مؤتمر صحافي في موناكو ان "مضمون اتفاق جنيف واضح وينص على عدم اضافة عقوبات". واشار الى ان "هذا النوع من القرارات يجمد الامور" معتبرا انه يعزز موقف المعارضين لاتفاق جنيف. ونقلت وكالة مهر للانباء عن مصادر مطلعة ان المفاوضات الجارية منذ الاثنين بين فريق الخبراء الايرانيين ومندوبي مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) توقفت بسبب "العقوبات الاميركية الجديدة" و"عدم التزام الاميركيين بشكل كاف بالاتفاق" جنيف. وكانت وكالة الانباء الايرانية الرسمية اعلنت في وقت سابق ان الخبراء الايرانيين عادوا الى طهران "للتشاور" بدون ان توضح اسباب هذا القرار. ونددت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم ب"بادرة غير مجدية تثير تساؤلات" محذرة من ان واشنطن ستكون مسؤولة كليا عن "عواقب هذا القرار". واعلنت الولاياتالمتحدة الخميس اضافة عشرة اسماء لشركات وافراد ايرانيين بمعظمهم على قائمتها السوداء للاشتباه بقيامهم بالاتجار بشكل غير مشروع مع ايران. وبموجب هذا الاجراء سيتم تجميد ارصدة الشركات والمسؤولين عنها المودعة في الولاياتالمتحدة، وستمنع اي شركة اميركية او شركة تمارس نشاطات في الولاياتالمتحدة من التعامل تجاريا مع تلك الشركات. وتساءلت صحيفة كيهان المحافظة الجمعة "اين التوازن في معادلة جنيف؟"، وانتقدت اتفاقا لا يعترف "بالحق الواضح" لايران في تخصيب اليورانيوم ولائحة سوداء تجعل الاتفاق "شبه ميت". وقال ظريف تم "اصدقاء لم يسرهم الاتفاق اعلنوا موته قبل ولادته مما يعبر عن رغباتهم بدلا من الحقيقة". واضاف ان "فريق المفاوضين يتحمل مسؤولية كبيرة (...) ومستعد لالتزام الصمت حيال الانتقادات الجائرة من اجل المصلحة الوطنية"، مؤكدا ان الفريق "سيرد على الانتقادات والالتباس في الوقت المناسب".