الاميركيون والروس يتواجهون حول سوريا في جنيف واتهامات جديدة لدمشق

يستأنف الاميركيون والروس الجمعة في جنيف محادثات اساسية يخيم عليها التوتر الشديد حول النزاع في سوريا، بعد جولة اولى الخميس اكدت على الخلافات بينهما بشأن هذا الملف رغم التزام الرئيس السوري بشار الاسد بوضع مخزونه من الاسلحة الكيميائية تحت اشراف دولي.
وفي هذه الاثناء افادت صحيفة وول ستريت جورنال الجمعة ان سوريا وزعت مخزونها من الاسلحة الكيميائية على خمسين موقعا مختلفا في محاولة لتعقيد مهمة رصدها واعاقة الجهود الرامية الى ضبطها، ما يثير شكوكا حول جدية المحادثات الجارية.
ومع تأكيده لاول مرة في مقابلة الخميس ان سوريا ستضع اسلحتها الكيميائية تحت اشراف دولي، ترك الاسد الشكوك تخيم حول مدى التزامه بالخطة الروسية التي اعدت على عجل لتجنيب دمشق ضربة اميركية اذ ربط تنفيذها بوقف الولايات المتحدة دعمها "للارهابيين" و"تهديدها" لسوريا.
وقال الاسد لتلفزيون روسيا 24 "عندما نرى أن الولايات المتحدة صادقة في توجهاتها تجاه الاستقرار في هذه المنطقة والتوقف عن التهديد والعمل من أجل العدوان أو حتى إرسال سلاح للإرهابيين، عندها نعتبر أن السير بهذه الإجراءات إلى المراحل النهائية لكي تصبح نافذة يمكن أن يكون قابلا للتحقيق".
وقال ان "ما دفعنا باتجاه .. التخلي عن الاسلحة الكيميائية.. هو المبادرة الروسية نفسها" وليس التهديد الاميركي بشن ضربة مؤكدا انه "لم يكن هناك تهديد اميركي بشأن التخلي عن الاسلحة الكيميائية.. بل كانت التهديدات على خلفية الادعاءات التي سوقتها الادارة الاميركية والمتعلقة باستخدام الاسلحة الكيميائية في غوطة دمشق" في 21 اب/اغسطس.
غير ان جون كيري حذر بان "كلام النظام السوري غير كاف بكل بساطة بنظرنا".
وقال ان اي اتفاق لوضع مخزون الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي "يجب ان يكون ذا مصداقية. يجب ان يكون ضمن جدول زمني سريع وقابلا للتنفيذ بشكل سريع" مضيفا "معا سنختبر قدرة النظام السوري على الوفاء بوعوده".
ويلتقي الوزيران الجمعة معا موفد الجامعة العربية والامم المتحدة لسوريا الاخضر الابراهيمي.
وفي خطوة ملموسة نحو وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي، بعثت سوريا الخميس الى الامم المتحدة الوثائق المطلوبة للانضمام الى الاتفاقية الدولية لحظر الاسلحة الكيميائية.
وقالت دمشق انها تعتبر نفسها الان عضوا كاملا في الاتفاقية. وفيما رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بهذه الخطوة، اعلنت الامم المتحدة انه ليس بوسعها في الوقت الحاضر ان تؤكد انضمام سوريا فعليا.
وقال بعض الدبلوماسيين انه من الممكن ان تكون هناك عناصر ناقصة في الملف وان طلب الانضمام قد يعاد الى الاسد.
وقال سيرغي لافروف ان "الحل" لمسالة الاسلحة الكيميائية السورية يجعل بنظره "من غير الضرورية اي ضربة لسوريا".
وارجأ الرئيس الاميركي باراك اوباما خططه لتوجيه ضربة عسكرية محدودة لنظام دمشق تهدف الى ردعه عن استخدام الاسلحة الكيميائية والحد من قدراته على هذا الصعيد، بانتظار تقصي الحل الدبلوماسي غير ان بعض المسؤولين الاميركيين شددوا بشكل متكرر على ان الخيار العسكري ما زال مطروحا.
وقال لافروف لكيري "آمل ان نحقق كل النجاح".
غير ان الوزير الاميركي رد مشككا "تريدنا ان آخذ بكلامك فحسب؟ ما زال الوقت مبكرا لذلك".
والتقى الوزيران ووفداهما لمدة ساعة قبل ان يجتمع لافروف وكيري حول مائدة عشاء ووصف مسؤولون اميركيون المحادثات بانها "شاملة" والاجواء بانها "بناءة".
وتتهم واشنطن نظام الاسد بشن هجوم كيميائي اوقع اكثر من 1400 قتيل في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق وباشرت الاعداد لضربة عسكرية عقابية وحشد الدعم لها على الساحة الدولية حين قدم الروس طرحهم.
وكتبت صحيفة لندن تايمز الجمعة ان تقرير مفتشي الامم المتحدة سيشير بالاتهام الى نظام الاسد في هذا الهجوم الكيميائي.
واوضحت الصحيفة نقلا عن مصادرها ان التقرير الذي يتوقع صدوره الاثنين سيتضمن الكثير من الادلة على استخدام مادة كيميائية تضرب الجهاز العصبي في هذا الهجوم على غوطة دمشق.
وحذرت الولايات المتحدة وفرنسا، حليفة واشنطن الرئيسية في خططها لتحرك عسكري ضد سوريا، بانها لن تسمح باستخدام خطة ضبط الاسلحة الكيميائية السورية للمطالبة وكسب الوقت.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للصحافيين "كل هذا ينبغي ان يسمح، ان كان الجميع يعي مسؤولياته، بوضح حد للاسلحة الكيميائية في سوريا وان يسمح لنا بايجاد حل سياسي، لكن فرنسا تبقي الضغط".
ويستقبل هولاند الجمعة وزراء خارجية السعودية والاردن والامارات العربية المتحدة، على ما افاد قصر الاليزيه.
وكان كيري التقى الابراهيمي الخميس لبحث الجهود الدولية الجارية لجمع الاسد والمعارضة حول طاولة مفاوضات.
وقال الابراهيمي بعد الاجتماع "نأمل بعدما يقوموا بما يترتب عليهم مع الروس حول المسالة الكيميائية سوف نبدأ مجددا بالكلام" عن مؤتمر جنيف 2 الدولي للسلام في سوريا.