حددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الثلاثاء المواصفات التي تجعل من المانيا دولة قوية خلال المواجهة مع خصمها الاشتراكي الديموقراطي بير شتاينبروك الثلاثاء في البرلمان، في حين اتهمها الاخير بتعزيز التفاوت الاجتماعي بين افراد الشعب، وذلك قبل اقل من ثلاثة اسابيع من الانتخابات التشريعية. وقالت المستشارة المحافظة خلال نقاش في البوندستاغ وسط تصفيق انصارها "كانت اربع سنوات جيدة لالمانيا لان الكثير من الاشخاص هم اليوم افضل حالا مما كانوا عليه قبل اربع سنوات". وميركل الاوفر حظا في استطلاعات الرأي للفوز بولاية ثالثة على رأس البلاد، تطرقت الى التراجع الكبير للبطالة وتصحيح الاموال العامة، معتبرة ان هذا التحسن هو ثمرة "سياسة ذكية" توفق بين المنافسة والتضامن والتقشف في الموازنة والاستثمارات لتحقيق النمو. وفي حين اشادت ميركل بتسجيل "اعلى مستوى للتوظيف عرفته المانيا" اكد خصمها الاشتراكي-الديموقراطي بان للبلاد "اكبر نسبة للرواتب المنخفضة في اوروبا". وشتاينبروك الذي يرغب في جعل الحد الادنى للاجور في المانيا 8,50 يورو للساعة، انتقد "الشرخ القائم في المجتمع". وقال ان "سبعة ملايين شخص يكسبون اقل من 8,50 يورو في الساعة" مستندا الى ارقام معهد ابحاث. ودافعت ميركل عن مفهوم الحد الادنى للاجور "الذي يتم التفاوض بشانه بحسب القطاعات" بين الشركاء الاجتماعيين. وخلال ولايتها تم التوصل الى اتفاقات تشمل ثلاثة ملايين موظف بينهم مصففو شعر وعمال صيانة وكذلك حد ادنى للاجور تم التفاوض بشأنه ايضا للوظائف الموقتة. وقالت ميركل ان اليسار "لم يفعل شيئا" في هذا المجال عندما كان في الحكم مقرة مع ذلك بانه "لا يزال هناك في البلاد رواتب غير مقبولة". وشتاينبروك الذي كان وزيرا للمال في عهد ميركل بين 2005 و2009 في حكومة ائتلاف واسع بدا اكثر هجومية مما كان عليه خلال المناظرة التلفزيونية الوحيدة بين المرشحين الاحد. وقال المعلقون واستطلاعات الرأي انه لم يكن هناك فائز او خاسر في هذه المناظرة التي شهدها 17,64 مليون شخص. وحول ازمة اليورو اشادت ميركل باستراتيجية التضامن التي انتهجتها مع الدول التي تواجه ازمة لقاء اصلاحات بنيوية. واستبعدت مجددا تقاسم الديون في منطقة اليورو طالما كانت في السلطة. وشتاينبروك الذي صوت حزبه في البرلمان على كافة القرارات التي اتخذتها حكومة ميركل لانقاذ اليورو، اتهمها باخفاء الحقيقة عن كلفة الازمة وبخنق دول جنوب اوروبا بفرض خطط تقشف صارمة للغاية. ورأى في الرزمة الثالثة من المساعدات لليونان التي اعلنها مؤخرا وزير المال الالماني وولفغانغ شوبل للعام المقبل "فشلا لادارة الازمة". ومنذ مناظرة الاحد لم ينشر اي استطلاع يمثل عينة من الناخبين الالمان يسمح بقياس وقعها على الرأي العام. وبحسب عدة استطلاعات للراي حوالى ربع الناخبين كانوا مترددين في نهاية اب/اغسطس. وفي استطلاعات الراي التي نشرت قبل المناظرة التلفزيونية كان هناك فارق 20 الى 30 نقطة بين شتاينبروك وميركل. وتبقى ميركل الشخصية السياسية المفضلة لدى الالمان. وكان استطلاع للراي نشر صباح الاحد افاد بان المحافظين يحصلون على 39% من نوايا الاصوات في الانتخابات التشريعية والحزب الاشتراكي-الديموقراطي على 23% وحليفه في حزب البيئة على 11%. اما الحزب الليبرالي الصغير فيحصل على 6% من نوايا الاصوات.