فورت ميد (الولاياتالمتحدة), (ا ف ب) - قال محامي الدفاع عن الجندي الاميركي برادلي مانينغ المتهم بتسريب وثائق دبلوماسية لويكيليكس ان الضباط الذين كانوا يشرفون عليه تجاهلوا فورات غضبه واشارات تدل على مشاكل نفسية قبل ان يسلم الملفات السرية الى الموقع. ومانينغ الذي يحاكم امام محكمة عسكرية لانه سرب نحو 700 الف وثيقة دبلوماسية وعسكرية لموقع ويكيليكس الالكتروني، ادين الشهر الماضي بعشرين تهمة وخصوصا خمس مخالفات للقانون المتعلق بالتجسس. وهو يواجه عقوبة بالسجن لمدة قد تصل الى 90 عاما. وبدأت هيئة الدفاع الاثنين مرافعة في مرحلة اصدار الحكم في هذه القضية، باستجواب ضباط عن كيفية معالجتهم للمشاكل النفسية التي كان يعاني منها مانينغ وما اذا كان يفترض سحب الرخصة الامنية الممنوحة له. واكد عدة ضباط بمن فيهم الكولونيل ديفيد ميلر قائد الكتيبة العاشرة في فرقة الجبل التي كان ينتمي اليها مانينغ ان وحدته كانت تعاني من نقص في محللي الاستخبارات. لكنه نفى ان يكون ارسل مانينغ او اي جندي آخر غير قادرين على الخدمة في العراق. وقال ميلر للمحكمة "انها معركة لمكافحة التمرد ويمكننا دائما استخدام" محللين للاستخبارات. واوضح ميلر انه لم يكن على علم بحادث في العراق قلب فيه مانينغ طاولة وتم توقيفه خلال جلسة لتقديم النصائح. من جهته، قال رئيس فرع الاستخبارات في الكتيبة الميجور كليف كلوزن نقلا عن تقرير لنائبه ان المحلل الشاب "كان يعاني من مشكلة في التفاهم مع الناس". اما قائد الفرقة الكابتن ماتيو فريبورغ فقد ابلغ المحكمة انه فوجىء بانه لم يتم اتخاذ اي اجراءات تأديبية ضد مانينغ قبل اتهامه بمهاجمة جندي آخر. وخفض الكابتن رتبة مانينغ ونقله من مكتب الاستخبارات وملأ استمارات كتب فيها انه يتوقع سحب الرخصة الامنية من الشاب وربما طرده من القوة. وقامت هيئة الدفاع بهذا التحقيق العسكري الداخلي بعدما نقل عن ضباط كبار وصفهم رئيس المكتب الذي كان يعمل فيه الجندي ونائبه بانهما ضابطان "ضعيفان". وصرح الضابط في الكتيبة اللفتنانت كولونيل براين كيرنز "نتفهم بعض التفاصيل لعدم وجود فريق مثالي هناك". واقيل كلوزن من منصبه على رأس قسم الاستخبارات في الكتيبة مطلع 2010 بسبب صعوبات في نقل المعلومات الاستخباراتية الى القادة. وتستمر جلسات الاستماع هذه في محاكمة مانينغ حتى 23 آب/اغسطس. وقال محاميه ديفيد كومبز ان موكله سيدلي ببيان في المحكمة خلال الاسبوع الجاري. وفي ختام جلسة الاثنين طلبت القاضية الكولونيل دنيز ليند من الدفاع تسليم النيابة التقرير الكامل عن تقييم الوضع العقلي لمانينغ. والجندي الشاب الذي برىء من تهمة مساعدة العدو، اعترف بانه سرب 700 الف برقية دبلوماسية وعسكرية الى موقع ويكيليكس ما قد يعرضه للسجن 136 عاما بتهمة التجسس وسرقة معلومات من القوات المسلحة ونقل رسائل دبلوماسية في شكل غير قانوني ومذكرات سرية عن المعتقلين في قاعدة غوانتانامو. من جهة اخرى، سلم مناصرون لبرادلي مانينغ الاثنين معهد نوبل في اوسلو عريضة عملاقة تطالب بمنحه جائزة نوبل للسلام. واعتبروا ان منحه الجائزة سيبدد "اللغط الذي واجهته لجنة نوبل النروجية" منذ منحها هذه الجائزة العريقة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما عام 2009 مع بدء ولايته وبعدما كان قرر لتوه تكثيف جهود الحرب في افغانستان. وجاء في العريضة التي جمعت اكثر من 103 الاف توقيع "لم يقم احد بجهود لمحاربة ما كان يطلق عليه مارتن لوثر كينغ تسمية +جنون العسكرة+ اكثر مما فعل برادلي مانينغ". وكتب عليها "وحاليا ونظرا لاستمرار وجوده في السجن حيث يواجه ملاحقات قضائية بدون توقف من الحكومة الاميركية، ليس هناك اي شخص بحاجة لجائزة نوبل للسلام اكثر منه". واعتبر الصحافي الاميركي نورمان سولومون احد منظمي جمع التواقيع للعريضة، ان مكافأة الجندي بمنحه جائزة نوبل للسلام ستشدد على الدور المهم الذي يؤديه من يكشفون هذه المعلومات من اجل تشجيع السلام والديموقراطية. وكان مدير معهد نوبل غير لونستاد اعلن في السابق ان مثل هذه الحملات للتعبئة لا تؤثر على خيار لجنة نوبل. وسيعلن اسم الفائز بجائزة نوبل للسلام 2013 في 11 تشرين الاول/اكتوبر في اوسلو.