اجلت الولاياتالمتحدة جميع الموظفين غير الاساسيين في قنصليتها في لاهور ثاني اكبر مدن باكستان بسبب "تهديدات محددة" في وقت وضعت فيه بعثاتها الدبلوماسية في حالة انذار عام من اعتداءات تخطط لها القاعدة. كما جددت واشنطن الجمعة دعوتها الى المواطنين الاميركيين لتجنب القيام باي سفر "غير ضروري" الى باكستان، البلد الذي يشهد هجمات متكررة ويشكل معقلا لجماعات اسلامية مسلحة اعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة. وجاء في بيان وزارة الخارجية في ما يتعلق بباكستان ان "وجود عدة مجموعات ارهابية اجنبية ومحلية يشكل خطرا محتملا على المواطنين الاميركيين في جميع انحاء باكستان". وصرحت المتحدثة باسم السفارة الاميركية في اسلام اباد ميغان غريغوريس لوكالة فرانس برس "تلقينا معلومات متعلقة بتهديد لقنصليتنا في لاهور. وقمنا (كتدبير) احترازي باجلاء جميع الموظفين باستثناء (الموظفين) الضروريين". واوضحت الخارجية الاميركية انها "امرت في 8 اب/اغسطس 2013 برحيل الموظفين غير الاساسيين في القنصلية الاميركية العامة في لاهور بباكستان". واضافت الوزارة ان عملية الاجلاء ناجمة عن "تهديدات محددة" تتعلق بالقنصلية الاميركية في لاهور عاصمة اقليم البنجاب الاكثر اكتظاظا في باكستان. وقد اغلقت الولاياتالمتحدة خلال الايام الاخيرة نحو عشرين بعثة دبلوماسية خصوصا في العالم الاسلامي بسبب مخاطر وقوع اعتداءات لكن ليس في باكستان. وبحسب الموقع الاميركي ديلي بيست على الانترنت فان الانذار الاميركي اطلق بعد رصد مؤتمر هاتفي بين زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري ومسؤولي مجموعات متفرعة عن الشبكة مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي والدولة الاسلامية في العراق والشام وحركة اوزبكستان الاسلامية وحركة طالبان الباكستانية وبوكو حرام واسلاميين من شبه جزيرة سيناء المصرية. واثناء هذا المؤتمر جرى الحديث بعبارات غامضة عن مخطط لتنفيذ اعتداءات وعن نشر مجموعات لتنفيذها كما ذكر الموقع نقلا عن مسؤولين اميركيين. وبحسب الموقع الاميركي ايضا فان ايمن الظواهري عين زعيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي ومقره اليمن "مديرا عاما" لتنظيم القاعدة والرجل الثاني فيه. وتعد باكستان واليمن البلدين الاكثر تعرضا لقصف الطائرات الاميركية بدون طيار. وقد كثفت الولاياتالمتحدة عمليات قصف الطائرات بدون طيار منذ 28 تموز/يوليو الماضي في اليمن لكنها قصفت المناطق القبلية في شمال غرب باكستان التي تشكل معقلا للجماعات الاسلامية المسلحة مرة واحدة منذ ذلك التاريخ، في 29 تموز/يوليو. وقالت ميغان غريغوريس ان عملية الاجلاء من قنصلية لاهور غير مرتبطة بالتهديدات الارهابية السابقة التي ادت الى اغلاق نحو عشرين بعثة دبلوماسية اميركية في الشرق الاوسط وافريقيا. وقد بقيت لاهور ثاني اكثر المدن الباكستانية اكتظاظا بالسكان مع 12 مليون نسمة، في منأى عن الهجمات خلال السنوات الاخيرة خلافا لكراتشي (جنوب) وبيشاور (شمال غرب) وكويتا (جنوب غرب). والخميس استهدف هجوم انتحاري تبنته حركة طالبان الباكستانية جنازة شرطي في مركز للشرطة واسفر عن سقوط 38 قتيلا في كويتا عاصمة اقليم بلوشستان المضطرب في جنوب غرب باكستان. وصباح الجمعة، فتح مسلحون النار على المصلين الخارجين من مسجد فاروقية السني في ضاحية كويتا ما ادى الى مقتل تسعة اشخاص على الاقل بحسب السلطات المحلية. وقد عززت السلطات الباكستانية التدابير الامنية في كبرى المدن الباكستانية ومنها العاصمة اسلام اباد خلال ايام عيد الفطر. واقفلت جميع البعثات الدبلوماسية في عطلة نهاية هذا الاسبوع في باكستان بسبب عيد الفطر. وستفتح السفارة الاميركية في اسلام اباد مجددا ابوابها الاثنين لكن من المرجح ان تبقى القنصلية في لاهور مغلقة كما قالت غريغوريس مؤكدة "سنواصل تقييم المعلومات حول الخطر" قبل اتخاذ اي قرار.