يجري وفد خبراء تابع للامم المتحدة محادثات في دمشق التي وصلها الاربعاء في محاولة لكشف الحقيقة حول استخدام الاسلحة الكيميائية في النزاع السوري، في وقت تسعى المعارضة السورية من خلال اتصالات يقوم بها مسؤولوها في باريس للحصول على اسلحة نوعية في مواجهة النظام. على الارض، افاد مصدر في المعارضة المسلحة عن السعي للسيطرة على كل محافظة حلب بدعم من السعودية. ووصل رئيس بعثة الأممالمتحدة للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا آكي سيلستروم ورئيسة لجنة شؤون نزع السلاح في الاممالمتحدة انجيلا كاين ظهر الاربعاء الى دمشق. واوضح المستشار في بعثة الاممالمتحدة في دمشق خالد المصري لوكالة فرانس برس انهما سيلتقيان مع الوفد المرافق لهما عددا من المسؤولين السوريين، وان زيارتهما تتم "بدعوة من الحكومة السورية". وكان متحدث باسم الاممالمتحدة اعلن في 11 تموز/يوليو ان المنظمة الدولية قبلت دعوة وجهتها الحكومة السورية الى اثنين من كبار مسؤوليها لزيارة دمشق، وان المسؤولين "سيستكملان المشاورات حول اليات التعاون المطلوبة من اجل اجراء تحقيق نزيه وآمن وفعال في الادعاءات حول استخدام اسلحة كيميائية في سوريا" في النزاع المستمر منذ 28 شهرا. ومنذ تشكيل لجنة التحقيق الدولية، اشترطت الحكومة السورية على ان يقتصر عملها على التحقيق في حادث سقوط صاروخ يحمل ذخيرة كيميائية في خان العسل في ريف حلب في 19 آذار/مارس وتبادل النظام والمعارضة الاتهام باطلاقه. الا ان الاممالمتحدة طلبت السماح لها بالتجول في كل انحاء سوريا والتحقيق في حوادث اخرى. ولم يعرف ما اذا كان الخبيران سيقومان بتحقيق ام ستقتصر مهمتهما على اجراء محادثات مع المسؤولين السوريين. علما ان بلدة خان العسل، وهي احد آخر معاقل قوات النظام في ريف حلب الغربي، سقطت الاثنين في ايدي مقاتلي المعارضة. وراى دبلوماسيون في هذا التطور على الارض ضربة لامال الاممالمتحدة في امكان اجراء التحقيق. وقال دبلوماسي في مجلس الامن "اذا لم تكن الحكومة تسيطر على خان العسل، فثمة حظوظ ضعيفة بان تسمح لخبراء الاممالمتحدة بالدخول اليها". علما ان لندن وباريس وواشنطن قدمت ما تقول انها ادلة على عمليات اخرى يشتبه باستخدام اسلحة كيميائية خلالها اتهمت قوات نظام الرئيس بشار الاسد بالوقوف وراءها. وتبلغت الاممالمتحدة بوقوع 13 هجوما كيميائيا في سوريا، بحسب ما افاد مسؤول اممي بارز الثلاثاء. في باريس، يلتقي رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية احمد جربا الاربعاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وكان جربا طلب امس "من فرنسا دعما سياسيا كاملا ودعما دبلوماسيا ومساعدة انسانية طارئة ومساعدة عسكرية وغير ذلك". وقال رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس "اننا نعمل مع اصدقائنا الاوروبيين والاميركيين كي يقدموا لنا مساعدات تقنية وطبية وانسانية، ونامل ايضا مساعدات من الاسلحة والذخيرة". ويرافق جربا الذي وصل ظهر الثلاثاء الى باريس نائباه سهير الاتاسي ومحمد فاروق طيفور. بعد فرنسا، يتجه جربا الى الاممالمتحدة ليلتقي الجمعة اعضاء مجلس الامن الدولي. ميدانيا، تعد المعارضة المسلحة لهجوم شامل من اجل احكام السيطرة على مدينة حلب وريفها في شمال سوريا وذلك بدعم من المملكة العربية السعودية، بحسب ما ذكر مصدر في المعارضة الاربعاء. وقال المصدر رافضا الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "هناك اسلحة وذخائر بينها صواريخ مضادة للمدرعات تصل كل يوم الى الثوار من اجل معركة حلب"، مضيفا ان السعودية "قررت ان مدينة حلب وكل المحافظة يجب ان تصبح تحت سيطرة الثوار". وقال مصدر قريب من السلطات لوكالة فرانس برس ان "الجيش السوري في وضع دفاعي لانه غير قادر على تنفيذ هجمات بسبب النقص في القوات". ويسيطر مقاتلو المعارضة على العديد من القرى والبلدات الواقعة في ريف حلب والتي تمر فيها او قربها طرق الامداد الى المدينة، ما يجعل عملية ايصال الامدادات صعبة بالنسبة الى قوات النظام. ويقول المصدر في المعارضة ان "المحطة المقبلة" بعد سقوط خان العسل، "ستكون محاولة السيطرة على اكاديمية الاسد للهندسة العسكرية الواقعة على المدخل الجنوبي لحلب على بعد كيلومترات من خان العسل". وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، هذه الاكاديمية تشكل غرفة عمليات للجيش السوري. وتعرضت خان العسل الاربعاء لغارة جوية نفذها الجيش السوري وتسببت بمقتل اربعة مقاتلين معارضين، بحسب المرصد. وأعلنت ثماني كتائب اسلامية مقاتلة الاربعاء "تشكيل غرفة عمليات مشتركة في مدينة حلب باسم غرفة عمليات +الوعد الصادق+ للتنسيق على كافة الجبهات من اجل قتال القوات النظامية السورية". وتوعد متحدث باسم المجموعات في شريط مصور نشر على الانترنت ان "العمليات سوف تكون مزلزلة ومباغتة". ويأتي ذلك غداة يوم دام في سوريا قتل فيه اكثر من مئتي شخصن بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينهم 31 في مدينة نوى في محافظة درعا في جنوب البلاد. وبين هؤلاء 22 قتلوا في قصف من قوات النظام على مدينة نوى وبلدة الحارة المحاذية لها وتسعة مقاتلين في الاشتباكات المستمرة في المدينة. وشن مقاتلون معارضون قبل بضعة ايام هجمات على عدد من حواجز القوات النظامية في نوى ومحيطها وتمكنوا من الاستيلاء عليها. وافاد المرصد الاربعاء عن تنفيذ الطيران الحربي السوري غارتين على مناطق في مدينة نوى، "ما أدى الى تصاعد أعمدة الدخان واضرار في ممتلكات المواطنين ونزوح للاهالي". في اسرائيل، رأى رئيس الاستخبارات العسكرية الميجر جنرال افيف كوخافي ان سوريا باتت مرتعا لنشطاء الجهاد العالمي واصوليين اسلاميين متطرفين من دول العالم والمنطقة الذين يسعون لاقامة دولة شريعة اسلامية وليس لاسقاط النظام السوري فحسب.