مثل المتهون بقتل الصحافية الروسية المعارضة آنا بوليتكوفسكايا في 2006، الاربعاء امام محكمة الجنايات بموسكو في محاكمة جديدة قاطعها ممثلو الضحية وانتقدتها هيئة الدفاع. وافتتحت الجلسة بحضور المتهمين -- اربعة شيشان وضابط سابق في شرطة موسكو -- لكن في غياب نجلي الصحافية الذين يعتبرون المحاكمة "غير قانونية" ويرون انه كان لا بد من استشارتهم في تشكيل لجنة المحلفين في محكمة الجنايات على ما افادت الوكالات الروسية. ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن محامي عائلة الضحية مراد موساييف قوله ان "حضور الطرف المدني مرغوب فيها كثيرا بل ضروري". واضاف "نعارض قطعا مواصلة الجلسة في غياب اقارب الضحية وممثليهم". لكن رئيس المحكمة بافل ميليخين اعتبر ان "المحكمة ترى انه يمكن النظر في القضية في هذه الظروف". ويأخذ ابنا آنا بوليتكوفسكايا ايليا وفيرا على المحكمة انها اختارت اعضاء لجنة التحكيم دون استشارتهم واسرعت في فتح المحاكمة في موعد تعرف فيه جيدا انهما لن يكونا حاضران اذ انهما موجودان خارج موسكو، وفق بيان نشر الثلاثاء. وقال ايليا وفيرا "انتظرنا قرابة سبع سنوات ليمثل المذنبون لكن الدولة لم تتمكن من الانتظار بضعة ايام". اما محامو الدفاع فقد انتقدوا تشكيلة لجنة المحلفين لا سيما لانها لا تضم اي شخص متحدر من القوقاز الشمالي مثل المتهمين الخمسة المتحدرين من الشيشان. ويشتبه في ان احدهم اويدعى لوم علي غايتوكاييف تلقى أمر قتل الصحافية التي كانت تعمل في صحيفة نوفايا غازيتا المعارضة، مقابل مال. ولذلك الغرض اتفق مع اللفتنانت كولونيل في شرطة موسكو ديمتري بافليوتشنكوف والشرطي السابق سيرغي حاج كوبانوف والاشقاء الشيشانيين رستم وجبريل وابراهيم محمدوف الجالسين في قفص الاتهام على حد قول الادعاء. ونفى غايتوكاييف قطعا امام المحلفين ان يكون شارك في تلك الجريمة وقال "لا اعترف البتة بالذنب" على ما افادت وكالة انترفاكس. وتساءل محامي غايتوكاييف "اذا عثر على كل المتورطين فلماذا لم يتم التعرف عن المدبر بعد سبع سنوات؟" معتبرا ان تورط موكله لم يثبت. وبناء على اتفاق ابرم في ايار/مايو مع مساعد المدعي العام، تم فصل وضع بافليتشنكوف المتهم بتوفير لوجستية الاغتيال، عن بقية القضية واخضاعه الى اجراء خاص، وحكم عليه في كانون الاول/ديسمبر بالسجن مع الاشغال الشاقة 11 سنة لتورطه في جريمة القتل. ويشتبه في ان الشيشانيين الثلاثة رستم وابراهيم وجبريل وابراهيم محمدوف هم منفذو الجريمة وفي ان رستم هو من اطلق النار، وهو فقط قيد الاعتقال. وقد افرج عن شقيقيه اثر محاكمة في 2009 لكن في 2010 امرت المحكمة العليا الروسي باحالة القضية على النيابة للتحقيق مجددا مع المشتبه فيهم انفسهم بينما لم يتم بعد التعرف عن مدبر العملية. وقتلت آنا بوليتكوفسكايا في السابع من تشرين الاول/اكتوبر 2006 في مدخل العمارة التي تسكنها في موسكو وكانت من الصحافيين الروس القلائل الذين انتقدوا التجاوزات خلال وبعد حرب الشيشان.