استولى مقاتلو المعارضة الخميس على معبر حدودي مع هضبة الجولان المحتلة من اسرائيل، قبل ان يستعيده الجيش السوري مجددا، ذلك غداة سيطرة قوات النظام وحزب الله على مدينة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص في وسط سوريا. دبلوماسيا، اعلنت موسكو ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد بلاده الى مؤتمر جنيف-2 المرتقب لايجاد تسوية للازمة السورية. واكد مصدر امني اسرائيلي قبل قليل ان قوات النظام السوري استعادت الخميس السيطرة على المعبر الواقع ضمن منطقة وقف اطلاق النار بين اسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان بعد ان كان مسلحو المعارضة السورية سيطروا عليه قبل ساعات. وقال المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه ان "الجيش السوري استعاد السيطرة على المعبر. تسمع اصوات انفجارات من وقت لاخر لكن اقل بكثير من الصباح". وكانت اذاعة الجيش الاسرائيلي نقلت عن مسؤولين عسكريين ان "معبر القنيطرة سقط بايدي المقاتلين المعارضين". وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان والاذاعة عن مواجهات مسلحة مستمرة في المنطقة. واوضح المرصد ان مقاتلي المعارضة هاجموا حواجز اخرى لقوات النظام في المنطقة. وتحتل اسرائيل الجزء الاكبر من هضبة الجولان التي تمتد مساحتها على 1200 كيلومتر مربع منذ العام 1967، وقد ضمتها الى اراضيها، وهو قرار لم يعترف به المجتمع الدولي. واكد رئيس عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة ايرفيه لادسو لصحافيين وقوع "حوادث" عند معبر القنيطرة، مضيفا "نتابع باكبر قدر من الاهتمام الوضع في الجولان، المنطقة الحساسة. وقمنا بتعديل مواقع قوة الاممالمتحدة (المتمركزة في الجولان) واخذنا في الاعتبار خصوصا امن عاملينا". ويأتي الهجوم على معبر القنيطرة غداة سقوط مدينة القصير في ايدي القوات النظامية مدعومة من حزب الله. وكانت المدينة محاصرة منذ اكثر من سنة وبدأ الهجوم عليها في 19 ايار/مايو بعد معارك في عدد من قرى الريف المحيطة بها التي تمكنت قوات النظام وحزب الله من انتزاعها من ايدي المجموعات المسلحة المعارضة. وبعد ساعات من سقوط القصير الواقعة في محافظة حمص في وسط سوريا الحدودية مع لبنان، سقطت دفعة من الصواريخ مصدرها الاراضي السورية على مدينة بعلبك في شرق لبنان التي تعتبر معقلا لحزب الله. ونقل تلفزيون "الاخبارية" السوري الخميس صورا من داخل مدينة القصير لمجموعة كبيرة من المدنيين، قال "انهم من سكان القصير العائدين الى منازلهم". وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "لم يعد يوجد احد في القصير، وهي مدمرة تماما"، متسائلا كيف يمكن لسكانها العودة اليها كما يدعوهم النظام "بينما لا يوجد فيها سوى الركام". وكانت المدينة تضم قبل بدء المعركة عليها حوالى 25 الف شخص، بحسب المرصد السوري. والقت قوات النظام قبل شن الهجوم عليها مناشير تدعو المدنيين لمغادرتها. ويرجح المرصد ان كثيرين غادروها قبل تطور المعركة. ووصفها الذين دخلوها امس بعد سقوطها ب"مدينة الاشباح". وقال المرصد ان العديد من الذين كانوا في القصير لجأوا الى البويضة الشرقية القريبة، بينهم 500 جريح كانوا نقلوا اليها قبل بدء الهجوم. وافاد المرصد اليوم عن تعرض "مناطق في البويضة الشرقية بريف القصير لقصف من القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحربية". ولا تزال اجزاء من بلدة الضبعة المحاذية للقصير من جهة الشمال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة الذين يتواجد البعض منهم ايضا، بحسب المرصد وناشطين، في بساتين محيطة بالمدينة. الا ان البويضة الشرقية هي النقطة الاخيرة في ريف القصير الجنوبي التي لا تزال بايدي المعارضة المسلحة. ويؤكد ناشطون معارضون انها تعاني من ظروف انسانية سيئة جدا، في ظل نقص في المواد الغذائية والادوية والعلاجات الطبية. في موسكو، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيمثل دمشق في المؤتمر الدولي حول سوريا "جنيف-2". واضاف ان المعارضة السورية لم تقرر بعد من يمكن ان يمثلها في المؤتمر الذي يمكن ان يعقد في تموز/يوليو. وياتي هذا الاعلان غداة اجتماع تحضيري شارك فيه مسؤولون روس واميركيون ومن الاممالمتحدة في جنيف. وقال لافروف ان الائتلاف السوري المعارضة "يطرح شروطا مسبقة" للمشاركة في المؤتمر: "اولا رحيل النظام وبعد ذلك الاتفاق. اعتقد ان هذا الموقف غير منطقي". على صعيد آخر، اطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر الخميس نداء عاجلا لجمع 71,5 مليون فرنك سويسري (75,3 مليون دولار) لدعم اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسوريا، داعيا المجتمع الدولي لتقديم المزيد من الدعم لهم. ووفقا للامم المتحدة فان اكثر من 1,6 مليون سوري فروا من بلادهم الى الدول المجاورة منذ بداية النزاع في آذار/مارس 2011 الذي اسفر حتى الان عن مقتل اكثر من 94 الف شخص، وان اكثر من 4,25 ملايين سوري نزحوا داخل سوريا.