بيروت/جنيف (رويترز) - تحاول القوات الحكومية سحق مقاومة مقاتلي المعارضة في بلدة القصير السورية المحاصرة وهو أمر لا يدع للمدنيين تحت الحصار غير الاختيار بين الاحتماء من القنابل وبين التعرض للخطر مسافة 100 كيلومتر سيرا على الأقدام طلبا للسلامة. وقالت كبيرة المتحدثين باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ميليسا فليمنج في إفادة للأمم المتحدة في جنيف "القصير نفسها توصف بأنها مدينة أشباح فقد تعرضت لدمار شديد وتضج بدوي القنابل. الناس يختبئون في مخابيء بل وفي حفر حفروها. أبلغتنا امرأة انها قضت أسبوعا مع أطفالها في حفرة بالأرض." ويقول صندوق الأممالمتحدة لرعاية الأطفال (يونيسيف) ان عدد سكان القصير القريبة من الحدود اللبنانية كان يقدر بنحو 30 ألف نسمة قبل الحرب. وهي من النقاط التي تتركز حولها الحرب الان نظرا لوضع الاستراتيجيي إذ يحتاجها كل من الجانبين لتأمين طرق امداداته. وقال نشطاء ان القوات السورية أطلقت صواريخ أرض أرض وشنت سلسلة غارات جوية على القصير يوم الثلاثاء بعد ان طال القتال حول البلدة أسبوعين ودخل أسبوعا ثالثا. وبعد التقدم السريع الذي حققته القوات الموالية للرئيس بشار الأسد وميليشيا حزب الله في وقت سابق تباطأت عند محاولتها السيطرة على الحي الشمالي في البلدة. ويقول مقاتلون من الجانبين ان التقدم تباطأ حتى بلغ بضعة مترات فقط في الأيام القليلة الماضية ويتحدثون عن أسباب متضاربة لذلك. فالمعارضون يقولون ان تعزيزات المعارضة اخترقت حصار القصير وأرسلت مئات المقاتلين الامر الذي منح مقاتلي المعارضة دعما معنويا. ويضيفون انهم تمكنوا من الاستيلاء على بعض الدبابات والذخائر وصدوا بضع محاولات لاقتحام المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة. وقال مقاتل من قوات المعارضة يدعى أبو طارق من خلال برنامج سكايب "سنواصل القتال بإذن الله. إن سمعتم في الأخبار ان القصير سقطت فلتعرفوا انه لم يبق فيها مقاتل واحد وان الجميع استشهدوا." واضاف "لن نقوم بتراجع استراتيجي كما فعلت المعارضة في معارك سابقة. سنثبت حتى آخر رجل." وقالت مصادر قريبة من قوات الأسد ان الجيش ومقاتلي حزب الله أقاموا أرصفة على نهر العاصي لتسريع حركة قواتهم. واضافت ان التقدم البطيء كان مخططا وليس خسارة للقوة الدافعة. وقام مقاتلو المعارضة بتلغيم معظم المباني والشوارع في المناطق التي تحاول قوات الأسد اجتياحها. وقال المسؤولون السوريون انهم يقاتلون ارهابيين في البلدة واتهموا نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الانسان التي قالت قبل المعركة ان أهل البلدة يخافون ان يتعرضوا للقتل بأنها "تتخيل" مذبحة. وعبر مقاتل معارض طلب عدم ذكر اسمه عن خوفه من تكرار ما جرى في بابا عمرو وهو حي في مدينة حمص طوقته القوات الحكومية لشهور قبل ان تجتاحه وتجبر مقاتلي المعارضة على الانسحاب. وقال "اذا نجح النظام في الدخول كما حدث في بابا عمرو فسنرى مئات القتلى وتهدم المباني. في تقديرنا سيحاول النظام اجتياح الجزء الشمالي بالقصير في نهاية الأسبوع تقريبا." وذكر بعض المقاتلين المعارضين انهم شاهدوا قوات الأسد توزع أقنعة واقية من الغاز لكن لم يتوفر دليل يؤكد هذا الزعم. وقالت فليمنج ان لاجئين من القصير بدأوا يصلون الى بلدة عرسال اللبنانية بعد أن مشوا على أقدامهم نحو 100 كيلومتر. ووصل آخرون الى الأردن بعد 15 يوما من مغادرتهم القصير. واضافت فليمنج "حدثونا عن الصعوبة البالغة لرحلتهم. يقال ان المقاتلين يستهدفون الناس أثناء فرارهم. هناك نقاط تفتيش في كل مكان. ليس هناك طريق للخروج من القصير يمكن اعتباره آمنا. "بوسعنا ان نؤكد ان غالبية من فروا نساء وأطفال وهذا نذير خطر اذ يقولون ان الهرب مع الرجال غير آمن لانهم أكثر عرضة للاعتقال أو القتل عند نقاط التفتيش المنتشرة على طول الطريق." واضافت ان آخرين لم يتجاوزوا قرى مجاورة للبلدة مثل قارا ونبق وحصية ويعتقد ان ما بين 700 و1500 مدني جريح ما زالوا في القصير. ودعا قادة المعارضة الى انشاء ممر آمن للسماح للمدنيين بالفرار من القصير الى لبنان. وقال جورج صبرا القائم بأعمال رئيس الائتلاف الوطني المعارض ان هناك ما يزيد على ألف جريح في القصير بينهم 400 حالتهم خطيرة وبعضهم ينزفون منذ أيام. وأضاف ان البلدة تخلو من الامدادات الكافية للحفاظ على حياة السكان وان حياتهم عرضة لخطر شديد اذا تأخر وصول الاغاثة. من اريكا سولومون وتوم مايلز