تخضع بعض المناطق في قرغيزستان اليوم السبت لمنع تجول بعد مواجهات بين قوات الامن ومحتجين يطالبون بتأميم منجم للذهب تملكه شركة كندية، ما دفع الرئيس الماظ بك اتامباييف لاعلان حالة الطوارىء. ووقع الرئيس القرغيزستاني الجمعة المرسوم الذي ينص على فرض حالة الطوارىء في قطاع دجيتي اوغيزكي في منطقة ايسيك كول الشمالية حيث جرت المواجهات. واندلعت الصدامات الخميس قرب منجم كومتور للذهب احد الموارد الرئيسية لهذا البلد الفقير في اسيا الوسطى، الذي احتله مئات المتظاهرين المطالبين بتأميمه. وقطع المتظاهرون الخميس التيار الكهربائي في المنجم الذي تملكه بالكامل منذ بدء العمل فيه في 1997 الشركة الكندية سنتيرا غولد. واعيد التيار الكهربائي الجمعة. وقال مدعون ان 92 شخصا اوقفوا عندما تدخلت قوات الامن لتفريق المحتجين واستعادة السيطرة على محطة الكهرباء وتفكيك مخيم اقامة ناشطون. لكن هذا التدخل ادى الى احتجاجات جديدة الجمعة في المنطقة التي قام آلاف من سكانها المحليين بتظاهرة للمطالبة باطلاق سراح الموقوفين. ونقلت وسائل الاعلام عن شهود عيان قولهم ان ثلاثة آلاف شخص من سكان المنطقة القريبة من الحدود مع كازاخستان والصين، شاركوا في هذه المسيرة. وقد اغلقوا عددا من الطرق واحتلوا مباني ادارية عامة. واحرقت حافلة للقوات الخاصة. وردت قوات الامن باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وقالت وزارة الصحة في بيان ان 55 شخصا على الاقل بينهم نحو عشرة من رجال الامن جرحوا. وتوجه المتظاهرون مجددا الى محطة تامغا الفرعية ونجحوا بدون ان يواجهوا اي مقاومة، في قطع التيار الكهربائي من جديد امس. واعلن الرئيس اتامباييف الجمعة حالة الطوارىء في المنطقة التي تشهد اضطرابات بما في ذلك منع تجول من الساعة 21,00 الى الساعة السادسة. وستستمر حالة الطوارىء حتى العاشر من حزيران/يونيو. وقال ان "كل منظمي التجمعات في كومتور سيعاقبون بالتزام كامل بالقانون وانا اضمن ذلك بصفتي رئيسا للبلاد". واضاف "لن نمنحهم فرصة زعزعة البلاد وتدميرها". وادت حركة الاحتجاج التي بدأها عمال المنجم الواقع على ارتفاع كبير، بمهاجمة محطة الكهرباء. ونتيجة لذلك توقف الانتاج في المنجم، كما ذكرت الشركة الكندية في بيان اصدره مكتبها في تورونتو. وابلغت الشركة بالاجراءات التي اتخذتها الحكومة. واضافت "قبل ان يعود الهدوء والامان ستبقى منشآت المنجم مغلقة". واضافت انها تتخذ اجراءات لضمان سلامة موظفيها وابقاء المنجم في حالة تأهب لمنع اي اضرار. وتراجع سعر سهم الشركة في بورصة تورونتو حوالى ثمانية بالمئة امس. وحمل رئيس الوزراء زانتورو ستاديبالدييف "اعداء قرغيزستان" مسؤولية الاضطرابات، موضحا ان اغلاق المنجم يؤدي الى خسائر تبلغ اكثر من مليون دولار سوميا. ولم يعرف ما اذا كان المنجم سيستأنف العمل قريبا بعدما اعلن مسؤولون ان التيار الكهربائي اعيد اليه بعد عملية امنية. وقالت الحكومة ان مشغلي المنجم الذي يقع على ارتفاع اربعة آلاف متر قرب بحير ايسيك كول، يريدون اجلاء الف عامل منه. وقال زعيم المحتجين ارميك جونوشباييف انه سيواصل الاصرار على ان يعمل منجم كومتور "لمصلحة الشعب القرغيزي او لا يعمل اطلاقا". وقرغيزستان احدى الجمهوريات الاقل استقرارا في اسيا الوسطى. وفي العام 2005 ثم في 2010 اطاحت تحركات شعبية بحكومتين. واعقب التحرك الشعبي الاخير في جنوب البلاد صدامات اتنية عنيفة اوقعت مئات الضحايا.