حثت الولاياتالمتحدة كوريا الشمالية الخميس على العدول عن "سلوكها العدائي"، معربة في الوقت نفسه عن شكوكها في قدرة بيونغ يانغ غلى اطلاق صاروخ نووي وذلك خلافا لما اعلنه نائب اميركي نقلا عن تقرير للاستخبارات العسكرية. وابدت كوريا الجنوبية شكوكها ايضا الجمعة حول قدرة الشمال على اطلاق صاروخ بالستي مزود براس نووي، معتبرة ان "تكون كوريا الشمالية قد صنعت راسا نوويا صغيرا وخفيفا بحيث يمكن تثبيته على صاروخ لا يزال امرا مشكوكا فيه"، وذلك بحسب تصريح ادلى به المتحدث باسم وزارة الخارجية كيم مين سوك امام صحافيين. كما دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما بيونغ يانغ الى تغيير لهجتها وذلك خلال لقاء مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وقال اوباما "نحن متفقان على ان الوقت حان لكي تضع كوريا الشمالية حدا لنمط السلوك العدائي الذي اعتمدته وان تحاول خفض مستوى التوتر". ودعا بان من جهته "الدول المجاورة ومن بينها الصين التي قد يكون لديها نفوذ على كوريا الشمالية، الى ان تمارس نفوذها من اجل حل هذا الوضع بطريقة سلمية". كما حث مسؤولون اميركيون كبار الصين الجمعة على استخدام كل ما تملك من نفوذ لوقف الاعمال التي تقوم بها كوريا الشمالية مؤكدين ان المصالح الاقليمية والدولية بخطر. وصرح مسؤول اميركي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان الولاياتالمتحدة "لا تعتقد" بان كوريا الشمالية قادرة على اطلاق صاروخ مجهز برؤوس نووية. واعلن البنتاغون من جهته انه "من غير الدقيق الايحاء بان النظام الكوري الشمالي قد قام باختبار كامل او بتطوير او باثبات ان لديه مثل هذه القدرات النووية". وفي وقت سابق اعلن النائب الجمهوري عن ولاية كولورادو (غرب) دوغ لامبورن نقلا عن تقرير لوكالة استخبارات الدفاع الاميركية العسكرية ان كوريا الشمالية لديها القدرة على انتاج سلاح نووي مصغر وتثبيته على راس صاروخ بالستي. ومنذ شباط/فبراير 2012، اجرت بيونغ يانغ عمليتي اطلاق لصواريخ حققت احداها في كانون الاول/ديسمبر نجاحا، واعتبرها الغرب تجربة لاطلاق صاروخ بالستي، بالاضافة الى تجربة نووية ادت الى فرض مجموعة جديدة من العقوبات في مجلس الامن الدولي. كما اعلنت مؤخرا اعادة تشغيل محطاتها النووية ونصبت بطاريات صواريخ متوسطة المدى على ساحلها الشرقي. الا ان غالبية الخبراء لا يعتقدون ان بيونغ يانغ باتت قادرة على تصنيع اسلحة نووية مصغرة، فهم يعتبرون ان هناك مراحل عدة بين النجاح في تفجير قنبلة نووية والتمكن من تصنيعها بشكل مصغر. من جهته، اعتبر مدير الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر ان الصين "مستاءة" من الاستفزازات الكورية الشمالية لكنها لن تتخلى عن دعمها لحليفتها. وصرح كلابر امام مجلس النواب "اعتقد ان كيم جونغ اون وخلافا لوالده لا يدرك فعلا مدى الاحراج والاستياء الصيني ازاءه". وخلف كيم جونغ اون والده كيم جونغ ايل بعد وفاته في كانون الاول/ديسمبر 2011، وعين في 11 نيسان/ابريل 2012 على راس حزب العمل الوحيد في البلاد. والخميس، انتقلت سلطات الدعاية الرسمية في كوريا الشمالية من التصريحات الحربية والعدائية للاشادة بجونغ اون بمناسبة الذكرى السنوية الاولى على توليه الحكم. كما تستعد كوريا الشمالية للاحتفال الاثنين بالذكرى ال101 لمولد كيم ايل سونغ مؤسس الامة والذي توفي في 1994. وبدات الوفود الاجنبية بالتوافد الى العاصمة بيونغ يانغ للمشاركة في المناسبة، بحسب وسائل الاعلام الرسمية. من جهة اخرى، ندد وزراء خارجية مجموعة الثماني الخميس في لندن "باشد العبارات" بموقف كوريا الشمالية وهددوا بفرض عقوبات جديدة عليها في حال قيامها بتجربة اطلاق صاروخ جديدة. وفي بيان، ندد الوزراء "بالتطور المستمر لبرنامج الاسلحة النووية والصواريخ البالستية" لكوريا الشمالية. واكدوا ان اعمال كوريا الشمالية "تشكل انتهاكا مباشرا لقرارات مجلس الامن الدولي". والاسبوع الماضي نقلت كوريا الشمالية الى ساحلها الشرقي صاروخي موسودان ومداهما 4 الاف كلم قادرين على بلوغ كوريا الجنوبية واليابان وحتى جزيرة غوام الاميركية حيث اجريت مناورات طارئة الخميس تحسبا لاي ضربة من بيونغ يانغ. ويمكن ان تتم عملية اطلاق الصاروخ بحلول 15 نيسان/ابريل المصادف ذكرى مولد مؤسس كوريا الشمالية او ان تتزامن مع زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري والامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الى كوريا الجنوبية . واشار مصدر حكومي كوري جنوبي الى ان بيونغ يانغ يمكن ان تطلق عدة صواريخ اذ تم رصد تحركات لعدة آليات مجهزة لاطلاق صواريخ سكود (مداها بضع مئات الكيلومترات) وصواريخ رودونغ (مداها يتجاوز الالف كلم). وكانت كوريا الشمالية والتي استاءت من اعتبار قسم من الاسرة الدولية تهديداتها فارغة، عاودت الثلاثاء التلويح بشن حرب نووية ونصحت الاجانب بمغادرة اراضي كوريا الجنوبية.