إي1 (الضفة الغربية) (رويترز) - أقام نشطاء فلسطينيون يوم الاربعاء مخيما بالقرب من موقع ستبني فيه اسرائيل مستوطنة جديدة في محاولة للفت الأنظار الى نضالهم من أجل الارض خلال زيارة للرئيس الامريكي باراك اوباما للمنطقة. ونصب اكثر من 100 محتج اربع خيام كبيرة هياكلها من الصلب ورفعوا علما فلسطينيا ضخما على بقعة الارض الصخرية الوعرة قرب القدس مع وصول اوباما الى تل ابيب في زيارة تستغرق ثلاثة ايام يجري خلالها مباحثات ولقاءات مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال السياسي الفلسطيني البارز مصطفى البرغوثي "نحن هنا لنبعث برسالة الى الرئيس اوباما مفادها ان نضالنا ومقاومتنا السلمية غير العنيفة ستستمر حتى نصبح أحرارا." ودخلت الشرطة الاسرائيلية مستعمرة الخيام وطلبت من المحتجين إخلاء المنطقة التي قالت انها "منطقة عسكرية مغلقة" لكنها لم تحاول تمزيق الخيام على الفور. وأجري أوباما محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء ومن المقرر ان يتوجه الى الضفة الغربيةالمحتلة يوم الخميس للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال أوباما انه اتى ليستمع ولن يطرح مبادرة سلام جديدة بعد ثلاث سنوات من انهيار آخر مفاوضات مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين بسبب قضية توسيع نطاق المستوطنات اليهودية. ويشكو الفلسطينيون من ان اوباما لم يمارس ضغطا كافيا على اسرائيل لوقف الاستيطان ويحذرون من ان احتمال اقامة دولة مستقلة تحمل مقومات البقاء يتلاشى سريعا. واعلن نتنياهو في ديسمبر كانون الاول الماضي عن خطط لبناء مئات المنازل للمستوطنين في منطقة حساسة على اطراف القدس تعرف اداريا باسم إي1. واذا مضى البناء قدما فستخلق إي1 نطاقا متصلا من المناطق اليهودية في الضفة الغربية بين مستوطنة بسكات زئيف ومستوطنة معاليه ادوميم التي يسكنها 30 الف اسرائيلي. ويقول الفلسطينيون ان ذلك سيقضي على امالهم في تجميع مناطقهم في انحاء القدسالشرقية التي يريدون ان تكون عاصمة لدولتهم. وقال جمال جعفر وهو ناشط شارك في احتجاج يوم الاربعاء ان المحتجين يقولون لاوباما ان زيارة فلسطينالمحتلة فكرة مروعة واذا اراد السلام الذي يستند الى قيام دولتين فان عليه ان يسعى الى العدل. ونصب النشطاء الفلسطينيون مرارا خياما في مناطق قريبة من المستوطنات اليهودية في الشهور الاخيرة في محاولة لتسليط الضوء على اطلاق العنان للتوسع الاستيطاني. وهدمت القوات الاسرائيلية جميع هذه المواقع لاحقا وقالت انها تمثل خطرا امنيا وأقيمت بدون تراخيص. وتجمعت مجموعة من الجنود الاسرائيليين على اطراف المخيم يوم الاربعاء لكنها لم تحاول ازالة الخيام. وفي مدينة الخليل بالضفة الغربيةالمحتلة وهي من بؤر التوتر بين الفلسطينيين والمستوطنين الاسرائيليين ارتدى عشرات من الصبية الفلسطينيين في سن الدراسة اقنعة لاوباما احتجاجا على زيارته ونظموا مسيرات في الشوارع. واعتقلت القوات الاسرائيلية العديد من المتظاهرين الذين ساروا في شارع الشهداء الذي كان المركز التجاري للفلسطينيين بالمدينة الى ان اغلقته اسرائيل بقرار احادي عام 1994. واندلعت احتجاجات غاضبة على زيارة اوباما في قطاع غزة الساحلي الذي يقع على الحدود بين اسرائيل ومصر والذي سحبت اسرائيل مستوطنيها منه عام 2005. واشعل متظاهرون النار في صور لاوباما وفي الاعلام الامريكية قائلين ان زيارة الرئيس الامريكي لن تحدث فارقا فيما يتعلق بالطموحات الفلسطينية. وكتب على لافتة ان يدي اوباما ملطختان بدماء الفلسطينيين وكتب على اخرى ان اوباما هتلر القرن الحادي والعشرين. وقال كايد الغول القيادي البارز بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان جميع الفصائل الفلسطينية تتفق على ان زيارة اوباما لن تخدم سوى الاغراض الاسرائيلية. واضاف ان الزيارة تهدف في هذا التوقيت الى دعم الحكومة الاسرائيلية المشكلة حديثا والضغط على القيادة الفلسطينية للعودة الى المحادثات الثنائية التي اثبتت فشلها. (اعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير رفقي فخري)