حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء من ان الولاياتالمتحدة ان تتمكن من سد عجز الموازنة في العقد المقبل لان المشروع الذي قدمه الجمهوريون سيؤدي الى اقتطاعات كبيرة في البرامج الاجتماعية التي يعتمد عليها عدد كبير من السكان. ومع ان اوباما يريد استمالة اعضاء الكونغرس ومن ضمنهم خصومه الجمهوريين، الا انه دعا الى مقاربة تعيد الاستقرار المالي وتحافظ في الوقت نفسه على نظام الرعاية الصحية للاكثر فقرا والمسنين وتحمي الطبقة الوسطى. واعتبر اوباما ان المشروع الذي كشف عنه عضو الكونغرس الجمهوري بول راين الثلاثاء لاعادة الاستقرار الى الموازنة في السنوات العشر المقبلة صارم للغاية. وصرح اوباما "لن نتمكن من سد عجز الموازنة في العقد المقبل لان ما يقترحه بول راين لتحقيق ذلك معناه وضع وضع سقف للضمان الصحي للمسنين واجراء اقتطاعات كبيرة في برامج على غرار التغطية الصحية (للمواطنين) الاشد فقرا". وتابع "سيتعين علينا في هذه الحالة ان نفرض ضرائب على اسر الطبقة الوسطى اكبر بكثير من الان والا لن نتمكن من خفض المعدلات بالطريقة التي يقترحها". وكان اوباما زار الكابيتول في وقف سابق حيث تناول الغداء مع اعضاء ديموقراطيين في مجلس الشيوخ. لكنه يتعين عليه ان يجري في اليومين المقبلين لقاءات على حدة مع جمهوريين من المجلسين، وان يجتمع الى اعضاء من الاقلية اليدموقراطية في مجلس النواب. وبذل اوباما في الايام الاخيرة جهودا جديدة بلقائه مع عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لتناول العشاء. وقال زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل امام صحافيين "اننا نرحب بمبادرة الرئيس". وغادر اوباما الكابيتول من دون الادلاء بتصريح، لكن كبير الاعضاء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ كارل ليفن اوضح للصحافيين ان الرئيس "تحدث كثيرا عن مسائل الموازنة". وقال ليفن "يعتقد (اوباما) ان من الاهمية بمكان ان نعالج هذه المشاكل معا، وقال ان العمل بالتشاور مع الجمهوريين للتوصل الى صفقة كبيرة (...) امر بالغ الاهمية". واضاف "من الضروري القبول بتسويات، والرئيس لم يلاحظ عددا كبيرا منها حتى الان لكنه سيواصل المحاولة". الا ان الانقسامات العميقة التي ظهرت الثلاثاء عندما كشف المعسكران عن مشاريعهما للموازنة، يمكن ان تهدد بافشال الجهود نحو التوصل الى تسوية. وقال راين المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس الى جانب ميت رومني الذي هزمه اوباما في تشرين الثاني/نوفمبر ان مشروعه "سيخفف من العبء الثقيل" للدين الذي يهدد مستقبل الولاياتالمتحدة من خلال تقليص العجز بمعدل 4600 مليار دولار. ولا يتضمن مشروع راين اي عائدات من الضرائب بينما ينص على اقتطاعات كبيرة في النفقات وتغييرات كبيرة في برامج اجتماعية مثل الضمان الصحي للمسنين والاكثر فقرا، في محاولة لسد العجز في الموازنة خلال عشر سنوات. واكد راين، ، ان خطته تشكل "دعوة لرئيس الولاياتالمتحدة وديموقراطيي مجلس الشيوخ الى ان نعالج هذه المشاكل معا"، فيما يقترب الدين الفدرالي الاميركي من عتبة 17 الف مليار دولار. وفي الوقت نفسه يستعد الديموقراطيون في الكونغرس لكشف مشروعهم الذي سيشمل تحقيق عائدات جديدة بقيمة الف مليار دولار واقتطاعات بقيمة الف مليار دولار. وتوقع البيت الابيض الذي يتعرض للانتقاد من قبل الجمهوريين بسبب تاخره في تقديم مشروعه للموازنة، بان اوباما سيعرض خطته بعد الثامن من نيسان/ابريل.