قتل عشرات الجنود والمعارضين المسلحين السبت في معارك عنيفة في مدينة الرقة قرب الحدود التركية، فيما وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى طهران لبحث التطورات في بلاده مع مسؤولين ايرانيين. وسيلتقي المعلم في العاصمة الايرانية نظيره الايراني علي اكبر صالحي وامين سر المجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي، وذلك بعد زيارته لموسكو. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان "مواجهات عنيفة تدور بين عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية في ضواحي الرقة (550 كلم شمال شرق دمشق) ويسمع دوي انفجارات في المدينة بينما ترتفع اعمدة الدخان". واضاف ان "الجيش يقصف العديد من الاحياء في المدينة اضافة الى ضواحيها والمعارك اسفرت عن مقتل عشرات الجنود والمقاتلين المعارضين"، من دون ان يتمكن حتى الان من تحديد حصيلة. وافاد المرصد وناشطون في المكان ان مروحيات الجيش النظامي تدخلت لقصف مواقع المعارضين. والرقة مدينة استراتيجية على نهر الفرات قرب الحدود التركية. ولجأ اليها العديد من النازحين من سائر انحاء سوريا منذ بدء النزاع في هذا البلد قبل نحو عامين. الى ذلك، افاد المرصد ان دبابات قصفت مواقع للمعارضين في محافظة حماة (وسط) فيما تدور مواجهات على الطريق التي تربط بين قريتي كفرنبودة وقلعة المضيق في شمال غرب حماة. وفي ريف دمشق، اندلعت مواجهات في داريا التي تشكل معقلا للمقاتلين المعارضين ويحاول الجيش استعادة السيطرة عليها منذ اشهر. وقصف الجيش ايضا معضمية الشام المجاورة ودوما (شمال شرق) ويبرود (شمال)، بحسب المرصد. وبحسب المرصد فان اعمال العنف الجمعة اسفرت عن مقتل 142 شخصا، علما ان النزاع في سوريا ادى على مدى نحو عامين الى مقتل اكثر من سبعين الف شخص وفق الاممالمتحدة ودفع نحو مليون سوري الى النزوح. ويستمر الانقسام السياسي حول النزاع السوري بين واشنطن وحلفائها الذين يواصلون المطالبة بتنحي الرئيس بشار الاسد، وروسيا والصين اللتين ترفضان التدخل الاجنبي في الشان السوري. وفي اخر تجليات هذا الانقسام اعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس من روما تقديم مساعدات اضافية الى المعارضة السورية بقيمة ستين مليون دولار، وللمرة الاولى تقديم مساعدات "غير قاتلة" الى المقاتلين المعارضين. واثار هذا الامر استياء موسكو التي اتهمت واشنطن بتصعيد النزاع. ورأت وزارة الخارجية الروسية الجمعة ان "القرارات والتصريحات" التي صدرت خلال مؤتمر اصدقاء سوريا في روما "تشجع، نصا وروحا، المتطرفين للاستيلاء على السلطة بالقوة رغم المعاناة الحتمية للسوريين العاديين". واعتبرت ان "المهمة الملحة" هي "الوقف الفوري لسفك الدماء واية اعمال عنف والانتقال الى الحوار السياسي الذي ينص عليه اعلان جنيف". وانتقدت صحيفة الثورة السورية الحكومية السبت "سياسة الخداع" الاميركية في ما يتعلق بالنزاع في سوريا، وذلك بعدما قررت واشنطن تقديم مساعدات مباشرة الى المعارضة. وكتبت الصحيفة ان "التصريحات المتناقضة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال جولته الاوروبية حول إيجاد حل سياسي في سورية وإعلانه عن عزم بلاده تقديم مساعدات مباشرة للمجموعات المسلحة في سورية تعكس حالة الكذب والخداع" لدى واشنطن. واضافت ان "الوعود الاميركية بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية واللوجستية لعصابات الارهاب تعني دعوة اميركية صريحة للمجموعات المرتزقة بتصعيد اعمال العنف والقتل والتدمير، ناهيك عن التدريب العسكري الذي تتلقاه هذه المجموعات في الدول المجاورة لاسيما المعسكرات الأردوغانية". وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب قال الخميس في روما ان "هناك قرارا دوليا او اشارات دولية بعدم تسليح المعارضة السورية باسلحة نوعية"، مضيفا ان "الكثيرين، وخصوصا وسائل الاعلام، ينتبهون الى طول لحية المقاتل اكثر من حجم الدماء التي تسيل من الاطفال". ولم تخف المعارضة خيبة املها من تذرع الغرب بالتخوف من وصول هذه الاسلحة الى اسلاميين يقاتلون في سوريا، وذلك كسبب لعدم تزويدها بالسلاح. وقال عضو الائتلاف برهان غليون لفرانس برس الجمعة ان المؤتمر "لم يكن على مستوى طموحات الشعب السوري او على مستوى تضحياته"، معتبرا ان "ما ساهم في زيادة نفوذ الحركات المتطرفة هو نقص السلاح عند الثوار والحظر الذي فرض" على تسليحهم. وخلال محادثة هاتفية الجمعة، توافق الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على "ضرورة المضي قدما في انتقال سياسي لوقف العنف في اسرع وقت"، وذلك رغم اختلافهما على سبل تحقيق ذلك. وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة في جنيف من ان الحل العسكري في سوريا سيؤدي الى "تفكك" هذا البلد معتبرا من جهة ثانية انه لا ينبغي ان يبقى مجلس الامن "الشاهد الصامت" على الازمة في سوريا.