تبدأ الثلاثاء في الفاتيكان مرحلة جديدة غير مسبوقة واسابيع من الترقب لمعرفة اسم خلف البابا بنديكتوس السادس عشر غداة اعلان استقالته، في نبأ اثار صدمة كبيرة في العالم. وبعد اعلانه المفاجىء للاستقالة الاثنين، سيظهر البابا علنا للمرة الاولى الاربعاء لمناسبة الجلسة العامة الاسبوعية ثم قداس اربعاء الرماد الذي سيقام استثنائيا في كاتدرائية القديس بطرس. واعلن الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي الثلاثاء ان البابا سيودع المؤمنين خلال لقاء عام في ساحة القديس بطرس في 27 شباط/فبراير. واعتبارا من 28 شباط/فبراير في الساعة 19,00 تغ، سيصبح البابا بنديكتوس السادس عشر الكاردينال جوزف راتزنغر، وعندها تبدأ مرحلة "الكرسي الشاغر". وسيجتمع الكرادلة لانتخاب خلف للبابا اذا امكن قبل عيد الفصح في 31 اذار/مارس. وخلال هذه الفترة الانتقالية، سيصبح وزير دولة الفاتيكان تارتشيتسيو بيرتوني المسؤول عن الفاتيكان. وهذه سابقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية منذ اكثر من 700 سنة عندما تخلى سلستين الخامس عن منصبه قبل تنصيبه حبرا اعظم في 1294. وعاش معزولا حتى تعيينه بابا وشعر بانه غير قادر على تولي هذا المنصب. ورغم الشائعات عن وضعه الصحي، اكد البابا انه يستقيل بسبب "تقدمه في السن" ولان "قواه" لم تعد تسمح له بتولي مهمة رئاسة الكنيسة الكاثوليكية التي يقدر عدد اتباعها بمليار مؤمن. وبحسب عدد من الخبراء في شؤون الفاتيكان وصحيفة الفاتيكان "لوسيرفاتوري رومانو"، اتخذ البابا قراره "منذ اشهر" حتى وان لم يكشف ذلك الا لاثنين او ثلاثة من معاونيه. وبحسب اندريا تورنييلي الخبير في صحيفة "لا ستامبا" اضطر البابا الى مواجهة الفضائح المتعلقة بالتحرش الجنسي باطفال من قبل اعضاء في السلك الكهنوتي "بتصميم غير معهود". لكن الضربة القاضية كانت فضيحة فاتيليكس المتعلقة بتسريب وثائق سرية عن دولة الفاتيكان في 2012 والتي كشفت الخلافات والانقسامات داخل الكنيسة. واشاد عدد من كتاب الافتتاحيات مثل مدير صحيفة "لا ريبوبليكا" ازيو ماورو ب"تحديث" كنيسة يعود تاريخها الى الفي سنة. وصرح ساندرو ماجيستر الخبير في قضايا الفاتيكان في صحيفة "ليسبريسو" لفرانس برس "نتجه نحو الولاية البابوية المحددة زمنيا وليس لمدى الحياة". ويشاطره الرأي زميله في صحيفة "ال فاتو كوتيديانو" ماركو بوليتي الذي يشدد على الطابع الاستثنائي لهذا الحدث. وقال "في اذار/مارس سيكون للكنيسة بابوين احدهما حاكم والاخر فخري. وهذه سابقة في تاريخها". وسيقيم البابا بعد استقالته في الفاتيكان على بعد بضعة امتار من خلفه في احد الاديرة حيث سيخصص وقته "للتأمل والصلاة والكتابة" بحسب الفاتيكان. وكتبت لا ريبوبليكا انه حتى وان كان الكاردينال الالماني جوزف راتزنغر "شخصا متحفظا ودقيقا فان وزنه الفكري والروحي سيؤثر لا محالة على خلفه". وفي الاثناء بدأت الحملة لاختيار بابا جديد فعليا حتى قبل تحديد موعد المجمع الذي سيتم دعوة 117 كاردينالا ناخبا للمشاركة فيه. ويتم التداول حاليا بعدة اسماء لخلافة البابا مثل اسقف ميلانو انجيلو سكولا او مانيلا لويس انطونيو تاغل او ساو باولو كلاوديو اومس او نيويورك تيموثي دولان او الكندي المونسينيور مارك ويليه. وبات الخبراء في قضايا الفاتيكان مقتنعين بان البابا الذي تولى رئاسة الكنيسة في 2005 في سن ال78 اختار الاستقالة في سن ال86 تقريبا ليؤكد للكرادلة على ضرورة اختيار شخص اصغر سنا. ويرى الكاهن الايطالي اندريا غالو ان البابا بنديكتوس السادس عشر باستقالته وجه رسالة اخرى "انه نظرا الى الفضائح والانقسام غير الجلي (مع الاصوليين) والتراجع الكبير في الدعوة وشغور الاديرة للرجال والنساء والعدد الكبير من الكاثوليك الذين يتخلون عن الكنيسة في اوروبا والعالم، ادرك انه يجب معالجة هذه المشاكل بعقد مجمع مصغر هو مجمع الفاتيكان 3". وقال غالو الذي يعتبر من الكهنة الاكثر تحررا في ايطاليا ان من "المواضيع الاساسية" الواجب التطرق اليها "المجمعية واخلاقيات علم الاحياء والجنس الذي يجب ان يعتبر هبة من الله والعزوبية وسيامة النساء".