واشنطن (رويترز) - أبلغ وزير الدفاع الأمريكي ورئيس الأركان الكونجرس يوم الخميس أنهما أيدا توصية قدمتها وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية تدعو إلى تسليح المعارضة السورية غير أن البيت الأبيض قرر في نهاية الأمر رفضها. وقصرت حكومة الرئيس باراك أوباما دعمها على تقديم مساعدات غير فتاكة للمعارضة السورية التي تفتقر للتسليح الجيد مقارنة بالجيش والميليشيات المؤيدة للرئيس بشار الأسد على الرغم من حصول هذه المعارضة على أسلحة من دول مثل قطر والسعودية. وسقط ما يقدر بنحو 60 ألف قتيل في الصراع المستمر في سوريا منذ 22 شهرا. ويدافع السناتور جون مكين الجمهوري عن أريزونا عن زيادة الدور الأمريكي ووجه اللوم لحكومة أوباما في جلسة بمجلس الشيوخ بسؤاله قادة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) "كم قتيل يجب أن يسقط كي توصوا بتحرك؟" ثم توجه بالسؤال إلى وزير الدفاع ليون باتيتا والجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة عما إذا كانا يؤيدان التوصية التي قدمتها وزيرة الخارجية ومدير وكالة الاستخبارات المركزية العام الماضي. وقال بانيتا ودمبسي إنهما أيدا التوصية وأسهب وزير الدفاع في وقت لاحق في الجلسة في توضيح موقفه. وقال بانيتا "من الواضح أن هناك عددا من العوامل المتضمنة هنا التي دفعت الرئيس في نهاية المطاف إلى اتخاذ قرار بتقديم (مساعدات) غير فتاكة." وأضاف انه يساند قرار أوباما. وهذه التعليقات هي أول اعتراف علني من قبل البنتاجون بتأييد تسليح المعارضة منذ أن أشارت صحيفة نيويورك تايمز في الثاني من فبراير شباط إلى الخطة التي وضعتها الصيف الماضي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومدير الاستخبارات ديفيد بتريوس اللذين تركا منصبيهما منذ ذلك الحين. وتشير شهادة بانيتا وديمبسي إلى أن الخطة واجهت معارضة من البيت الأبيض وان هذه المعارضة ربما تكون قد طغت على موقف معظم مؤسسات الأمن والسياسة الخارجية الأمريكية الرئيسية وهي وزارتا الدفاع والخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية. وقالت نيويورك تايمز إن البيت الأبيض خشى أن تستدرج خطة تسليح وتدريب المعارضة الولاياتالمتحدة إلى الصراع في سوريا ومن احتمال سقوط الأسلحة في أيدي المتطرفين. وجاءت الأسئلة عن السياسية الأمريكية تجاه سوريا أثناء جلسة تركز على ليبيا ودافع زعيما البنتاجون عن طريقة استجابتهما للهجوم القاتل في العام الماضي على القنصلية الأمريكية في بنغازي. وطرح مشرعون جمهوريون أسئلة عما إذا كان رد الفعل على الحادث بطيئا وهل تم إشراك أوباما بشكل كاف أثناء الهجوم واختار الإطلاع على التطورات عن الأزمة من فريقه بدلا من القادة العسكريين. وقال بانيتا ودمبسي إن القوات الأمريكية ما كان يمكنها أن تصل إلى ليبيا في وقت يكفي للحيلولة دون مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين يوم 11 من سبتمبر أيلول 2012 وأكدا أن أوباما كانت لديه معلومات كافية. وشدد بانيتا كذلك على أنه ليس من مسؤولية الجيش الأمريكي أن يكون قادرا على الرد فورا على أزمة في أي مكان في العالم. وأشار هو وديمبسي إلى أنه لم تكن هناك معلومات للاستخبارات عن خطة محددة لمهاجمة القنصلية. واغتنم بانيتا الذي سيتقاعد قريبا الجلسة ليكيل الانتقادات للكونجرس لعجزه عن التوصل للاتفاق المطلوب بشأن الميزانية لتجنب أي خفض تلقائي للإنفاق سيؤثر على الجيش. وحذر من أن تلك التخفيضات المقرر أن تبدأ الشهر القادم قد توجد "أزمة في جاهزية" الجيش وحث المشرعين على التوصل إلى اتفاق.