عندما كانت في الثامنة عشرة، تعرضت لورا نيومان التي تقيم في أنابولس بولاية ميريلاند للاغتصاب. ويقضي المعتدي عقوبة السجن مدى الحياة، بسبب الاعتداء عليها واغتصاب العديد من النساء الأخريات. لورا تروي ما حدث لها قائلة: كنت وقتها طالبة في إحدى الجامعات الأهلية، وأعمل نادلة لأكسب عيشي. وكان زميلي في السكن يعمل معي في نفس المطعم. وذات ليلة عند عودتي من عملي، كان زميلي في السكن خارجاً مع صديقته. وكنت نائمة وحدي، وبين الساعة الثانية عشرة والواحدة صباحا، سمعت صوتا في الشقة. تصورت أن هذا صوت زميلي بالسكن عند عودته، ولكني تفاجأت بوسادة تغطي وجهي، ومسدس مصوب إلى رأسي. هكذا تم اغتصابي. أيام سوداء تلت هذه الواقعة، ذكرياتها كانت شديدة الوضوح بالنسبة لي، لم يصدق والداي واقعة اغتصابي، وكذلك الشرطة أيضا. كانوا يعتقدون أني لم أغتصب فعليا، وأني أقول هذا كي أعلن عن حملي ولكن بصورة مثيرة. ولهذا لم يتم التحقيق في القضية. وتسبب هذا في كمية هائلة من الضغوط علي لأني كنت أواجه هذا وحدي وأنا غير مستعدة له. وبسبب هذا أجبرت على العودة لمنزل والديّ. ويمكن تصور كم الحياة صعبة ومرهقة إذ لم يكونا يصدقان أنني اغتصبت. ولكنهما يعتقدان أن شيئا ما حدث، ولكن لاعلاقة له بالاغتصاب. لم أستطع قبل الوصول إلى الحادية والعشرين من العمر أن أخرج إلى العالم من جديد، وأواصل الحياة لسنوات كثيرة جدا. كانت هناك أوقات يصعب عليّ فيها حتى تناول الطعام. لم أكن مؤهلة لعلاقات صداقة قريبة. احتفظت بمسافة بيني وبين الناس، عشت في خوف مستمر لوقت طويل جدا، وأريد القول أن هذا الخوف استمر معي حتى الآن. كل ناجية من حادث اغتصاب قابلتها قالت لي أنها تعيش في خوف مستمر لا ينتهي أبدا. يمكن أن أصف مشاعري بأنني ميتة على قيد الحياة، وهو إحساس يصعب أن تغادره بالكامل. ولكني أتصور أن المفتاح الذي يمكن أن يخرج المرأة المغتصبة من هذا الإحساس هو أن تتحدث عما حدث لها. في مرحلة ما لابد أن أن تختار بين أن تتحرك للأمام أو ألا تفعل شيئا. وبالنسبة لي كنت قد وصلت إلى الثالثة والعشرين من العمر، وبدات في التركيز على ايجاد وظيفة وحياة خاصة بي، وعملت لمدة طويلة وبجدية. استنفرت كل طاقاتي ليس في علاقاتي الشخصية، ولكن في علاقاتي العملية، وحصلت على الماجستير في إدارة الأعمال وعملت بكل طاقتي، وتنقلت من وظيفة ناجحة لأخرى. وفي نهاية الثلاثينات من عمري كنت قد وصلت إلى الأمان المادي. ورغم مرور 19 عاما على حادث الاغتصاب الذي وقع لي، كان لدي إصرار على إعادة فتح قضيتي، رغم أني لم أكن أسعى خلفها بشكل مستمر طيلة السنوات السابقة. وكان إصراري منصبا على حياتي العملية، وعلى نجاح أعمالي. توجهت إلى الشرطة بحملة كاملة من الاتصالات من أجل إعادة فتح قضيتي، تحدثت مع كل الناس حتى عثرت أخيرا على اسم محقق تخصص في التحقيق في القضايا القديمة التي لم يسبق التحقيق فيها من قبل. وتولى هو التحقيق في القضية وتمكن من حلها في ثلاثة أيام، أدلة الاغتصاب التي أخذت وقت الحادث تم تدميرها، ولكن قبل ذلك كانت الشرطة قد احتفظت ببصمات أصابع تمت إضافتها إلى قاعدة البيانات منذ 12 عاما، ولكن لم تكن قد استخدمتها. وتبين أنها مطابقة لشخص دخل السجن أكثر من مرة. وعندما اعترف المغتصب شعرت بالحرية. والحرية هنا هي أفضل وصف لإحساسي الذي لم يكن له مثيل. كان تأثير تطبيق العدالة مثيرا بالنسبة لي، أردت أن أنام لأسبوع كامل. كانت حياتي تتغير بشكل جوهري، كما أنني قابلت زوجي لأول مرة في المحكمة يوم النطق بالحكم، وكانت صدفة محضة، وتزوجت وأنا في التاسعة والثلاثين من العمر وأنجبت طفلا وطفلة.