اقفلت الجامعات في سوريا ابوابها الاربعاء حدادا على 87 شخصا قضوا الثلاثاء في انفجارين في جامعة حلب تبادل طرفا النزاع المسؤولية عنهما، فيما قتل عشرون شخصا على الاقل في تفجيرات شهدتها مدينة ادلب في شمال غرب البلاد. وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) "فجر ارهابيون انتحاريون اليوم سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات في مدينة ادلب"، ما اسفر "عن استشهاد 22 مواطنا واصابة 30 اخرين بجروح". وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان عدد القتلى 24، وان "معظمهم من القوات النظامية"، مشيرا الى "انفجار ثلاث سيارات مفخخة استهدفت عربات امن قرب فرع الامن السياسي وقرب سرية حفظ النظام" في مدينة ادلب. ويسيطر المقاتلون المعارضون على مناطق واسعة في ريف ادلب، بينما لا تزال المدينة تحت سيطرة القوات النظامية. وكان المرصد السوري افاد صباحا عن ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا في انفجاري جامعة حلب الى 87. ونقل عن مصادر طالبية وطبية ترجيحها ان ترتفع الحصيلة النهائية للضحايا "بسبب وجود اشلاء وأكثر من 150 جريحا بعضهم في حالة خطرة". وغالبية القتلى من الطلاب والنازحين الذين لجأوا الى السكن الجامعي هربا من المعارك اليومية الجارية في مدينة حلب منذ تموز/يوليو الماضي. واغلقت الجامعات السورية ابوابها الاربعاء "حدادا على ارواح الشهداء في جامعة حلب الذين اغتالتهم يد الغدر الارهابية"، بحسب ما اعلن وزير التعليم العالي محمد يحيى معلا الثلاثاء. واشار الوزير الى ان الرئيس السوري بشار الاسد "وجه فورا باعادة تأهيل ما تدمر من جامعة حلب بأقصى سرعة لتأمين سير العملية التدريسية والامتحانية في الجامعة". واستمر تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن التفجيرين بين النظام ومعارضيه. فقد اكد الاعلام الرسمي السوري انهما نتجا عن اطلاق "ارهابيين قذيفتين صاروخيتين" على الجامعة. ووصفت صحيفة "تشرين" الحكومية الامر بانه "احدث جريمة ارهابية" وهي "من صناع الجهل والظلام"، و"تجار الدم والارهاب"، و"أعداء الوطن". وتقع الجامعة في غرب حلب في منطقة تسيطر عليها القوات النظامية. في المقابل، قالت لجان التنسيق المحلية ان الانفجارين نجما عن قصف جوي، وهو ما يتداول به الناشطون المعارضون على مواقع التواصل الاجتماعي. ونقلت اللجان في بيان اصدرته الاربعاء عن شهود في الجامعة تأكيدهم ان طائرة حربية اطلقت "صاروخا باتجاه دوار كلية العمارة"، ثم صاروخا ثانيا استهدف "الوحدة الثانية في السكن الجامعي التي تزدحم بالنازحين الهاربين من قصف المدينة المستمر". وادت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا الثلاثاء الى مقتل 207 اشخاص، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا. في محيط دمشق، قصفت القوات النظامية بعنف مدينة داريا (جنوب غرب دمشق) التي تحاول السيطرة عليها بشكل كامل، تزامنا مع اشتباكات هي الاعنف منذ فترة، بحسب المرصد وناشطين. وقال المرصد "تدور في مدينة داريا اشتباكات وصفت بالاعنف منذ اسابيع، تترافق مع قصف من الطائرات الحربية وراجمات الصواريخ على المنطقة"، مع استقدامها تعزيزات الى كل محاور المدينة. وافاد المرصد عن مقتل خمسة اشخاص بينهم سيدة حامل في الشهر السابع، وتسجيل حالات نزوح بين السكان الذين ما زالوا في المدينة. وقال ناشط معارض قدم نفسه باسم ابو كنان لفرانس برس عبر سكايب، ان القصف الذي تتعرض له المدينة اليوم "عنيف ومتواصل منذ ساعات، وثمة عدد كبير من الجرحى". واضاف "كلما سيطرت القوات النظامية على موقع جديد، يشن المقاتلون المعارضون هجوما لاستعادته، وهذا ما يجعل الاشتباكات عنيفة وموزعة على جبهات عدة". وافاد مصدر عسكري سوري فرانس برس ان "العمليات العسكرية في داريا تتواصل منذ شهرين بحثا عن العصابات الارهابية"، وان ما يجري اليوم يندرج في هذا السياق. ومع دخول النزاع شهره الثالث والعشرين، جدد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تاكيد التزام بلاده الحليف الاقليمي الابرز للنظام السوري، التعاون مع سوريا. وقال اثر محادثات مساء الثلاثاء مع رئيس الوزراء السوري نادر الحلقي الذي يزور طهران، ان "التعاون بين بلدينا في صالح شعبينا وشعوب المنطقة". واعلن المرصد السوري الثلاثاء ان النزاع المستمر في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 تسبب بمقتل اكثر من 48 الف شخص، بينهم 33 الفا و637 مدنيا. وقال ان عدد القتلى من قوات النظام بلغ 11 الفا و926، والجنود المنشقين 1573. كما قتل 968 شخصا مجهولي الهوية. ويحصي المرصد بين المدنيين الذين حملوا السلاح ضد قوات النظام الى جانب الجنود المنشقين، ولا يشمل احصاؤه الاف المفقودين ومعظم عناصر "الشبيحة" وجنودا ومقاتلين لا يفصح عنهم الجانبان. وكانت الاممالمتحدة ذكرت في الثاني من كانون الثاني/يناير ان عدد ضحايا النزاع في سوريا تجاوز الستين الفا. كما نزح بسبب النزاع مئات الوف السوريين الذين توزعوا في مناطق سورية غير مناطقهم وفي الدول المجاورة. واعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة ارثارين كوزان الاربعاء ان المساعدة الدولية ستصل قريبا الى مليون سوري اضافي بعد ان سمحت الحكومة السورية بتوزيعها ايضا عبر منظمات محلية غير حكومية. وكان التوزيع يقتصر فقط على الهلال الاحمر السوري ويشمل 1,5 مليون شخص في البلاد فقط.