نيودلهي (رويترز) - كان حادث الاغتصاب الجماعي الوحشي لطالبة في كلية الطب في حافلة وقتلها هذا الشهر واحدا من مئات الاعتداءات التي يتم الإبلاغ عنها في نيودلهي سنويا لكن بطء استجابة السلطات والأحزاب السياسية جعل منه رمزا لكل الحوادث المماثلة. في اللحظات السابقة للهجوم الذي وقع في 16 ديسمبر كانون الأول كانت الطالبة البالغة من العمر 23 عاما التي تنتمي للطبقة المتوسطة وتأهلت في الآونة الأخيرة لتتدرب كطبيبة نفسية في مستشفى خاص في دلهي وصديقها مهندس برمجيات الكمبيوتر يسيران من دار للسينما بمركز للتسوق في جنوب دلهي وفقا لما ذكرته الشرطة. في الوقت نفسه كانت حافلة من اسطول من الحافلات التي تملكها شركة خاصة وتستخدم في النقل العام بأنحاء المدينة البالغ عدد سكانها 16 مليون نسمة والمعروفة ايضا باسم "عاصمة الاغتصاب" في الهند متجهة نحوهما. وتقول الشرطة إنها في وقت سابق من نفس اليوم كانت تقل تلاميذ مدارس لكنها الآن خالية الا من خمسة رجال ومراهق بما في ذلك طاقمها. وكان معظم الرجال من المناطق العشوائية بالمدينة. وكانت الشرطة قد ذكرت نقلا عن أقوال أدلت بها الفتاة على فراشها بالمستشفى قبل أن تتدهور حالتها سريعا أن أحد الستة الذين وجهت لهم جميعا تهمة القتل أغرى الفتاة والشاب بركوب الحافلة ووعد بإنزال الفتاة عند منزلها. ووفقا لأقوالها فإنه بعد تحرك الحافلة ببضع دقائق إرتاب صديقها (28 عاما) حين انحرفت الحافلة عن المسار المفترض وأوصد الرجال الباب. ثم وبخوها لخروجها مع رجل في وقت متأخر من الليل مما دفع صديقها الى التدخل وأدى الى نشوب مشاجرة بالأيدي. ثم ضربه المهاجمون بقضيب معدني ففقد الوعي وتحولوا الى الفتاة التي حاولت الدفاع عنه. وقالت الشرطة إن الرجال اعترفوا بعد إلقاء القبض عليهم بتعذيب الطالبة واغتصابها "لتلقينها درسا". في احدى المراحل سلم السائق قيادة الحافلة لمتهم آخر وجر الفتاة من رقبتها الى مؤخرة الحافلة واغتصبها. وقالت الشرطة إن الخمسة الآخرين تناوبوا اغتصابها وقيادة الحافلة وطافوا بها شوارع العاصمة الهندية المزدحمة. وقالت الشرطة إن الفتاة اغتصبت لنحو ساعة قبل أن يدفع الرجال قضيبا معدنيا بداخلها مما ألحق تهتكا بالغا بأعضائها الداخلية ثم ألقيا بها وبصديقها على جانب طريق على بعد ثمانية كيلومترات من المكان الذي ركبا منه الحافلة. وعثر أحد المارة على الاثنين بعد سرقة ملابسهما ومتعلقاتهما نصف عاريين وينزفان وغائبين عن الوعي في وقت لاحق من تلك الليلة وأبلغ الشرطة. وذكرت تقارير وسائل إعلام محلية أن الفتاة التي حجبت الشرطة هويتها أدلت بأقوالها لمحقق في 21 ديسمبر بوحدة العناية المركزة في مستشفى سافدارجونج بدلهي. وخضعت لعدة جراحات وتدهورت حالتها سريعا فيما بعد. وبعد عشرة ايام من الهجوم وبينما كانت حالتها لاتزال حرجة نقلت الى سنغافورة لتخضع لعلاج تخصصي. وتوفيت في سنغافورة بمستشفى ماونت اليزابيث بعد يومين. وأعيد جثمانها الى دلهي وأحرق هناك امس الاحد في مراسم خاصة. وأحجم أفراد أسرتها الذين رافقوها الى سنغافورة عن الحديث الى الصحفيين لكن اقارب قالوا لصحيفة تايمز اوف انديا إنها كانت مثلا أعلى لشقيقيها الأصغر منها. وعلى عكس عن معظم الأسر الهندية التقليدية التي لا ترسل الا الابناء من الذكور الى كليات او جامعات بمصروفات علق ابواها آمالهما على الابنة وأخذوا قروضا لتمويل دراستها. ولدت الضحية ونشأت في حي تسكنه الطبقة المتوسطة في دلهي بعد أن انتقلت أسرتها من ولاية اوتار براديش الى المدينة منذ اكثر من 20 عاما. وسجل صديقها أقواله بمحكمة محلية بعد ايام من الهجوم وساعد الشرطة في التعرف على المتهمين الستة. وذكرت تقارير وسائل إعلام محلية أنه غادر الى بلدته اوتار براديش في وقت متأخر يوم السبت ولم يحضر جنازة الفتاة. ويعيش أربعة من المتهمين - وجميعهم محتجزون - في أزقة حي رافي داس كامب العشوائي على بعد نحو 17 كيلومترا من منزل الفتاة في جنوب غرب دلهي. وفي داخل الحي الذي يعيش به نحو 1200 شخص ممن يكابدون شظف العيش ويعملون في جر العربات ذات الثلاث عجلات وبيع الشاي طالب كثيرون بمعاقبة المتهمين بالإعدام. وقالت بوجا كوماري وهي جارة أحد المتهمين "صدمنا الحادث فعلا. لا أدري كيف سأدخل اولادي الى مدرسة. ألحق الحادث سمعة سيئة بهذا المكان." وقالت جيريجا شانكار وهي طالبة "نشعر بالخزي بسبب هذا الفعل الوحشي الذي ارتكبه هؤلاء الرجال. يجب أن يحصدوا ما زرعوه." وكان منزل أحد المتهمين مغلقا وقال جيران إن أسرته تركت المدينة هربا من العار والغضب. وقالت مينا (45 عاما) وهي احدى الجيران إنها كانت تريد الانضمام الى احتجاجات أعقبت الاغتصاب لكنها خافت. وأضافت "لا تدري متى قد تهاجم مجموعة من الغوغاء هذه المنطقة العشوائية وتعتدي على منازلنا. لكننا نريد أن نقول إننا غاضبون بقدر غضب البلاد بأسرها. نطالب بإعدامهم." وتقول الشرطة إن اثنين من المهاجمين الستة من خارج دلهي. أحدهما متزوج وله ابناء وألقي القبض عليه في قريته بولاية بيهار والآخر قاصر وهارب من منزله في اوتار براديش. وعقوبة القتل في الهند الإعدام شنقا الا في حالة أن يكون مرتكب الجريمة دون الثامنة عشرة من العمر. من اني بانيرجي