توفي الجنرال الاميركي المتقاعد نورمان شوارزكوف الذي قاد في 1991 جيوش التحالف لاخراج قوات صدام حسين من الكويت، الخميس عن 78 عاما، كما اعلن مسؤول اميركي. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان الجنرال شوارزكوف، المعروف بلقبيه "ستورمن نورمان" (نورمان العاصف) و"الدب"، توفي في مدينة تامبا بولاية فلوريدا (جنوب) حيث عاش آخر سني حياته بعد تقاعده من الجيش. ولم تتضح في الحال ظروف وفاة الجنرال ذي الاربعة نجوم والذي قاد عملية عاصفة الصحراء بصفته قائد القيادة الاميركية الوسطى وتحت امرة رئيس اركان الجيوش الاميركية في حينه الجنرال كولين باول، في حرب ارتبطت باسميهما وارتبط اسماهما بها. واضاف المصدر ان الجنرال شوارزكوف كان مريضا منذ اشهر عدة وتوفي حوالى الساعة 14,20 (19,20 تغ) في ظروف لم تعرف بدقة في الحال. ونعى الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الاب، الذي كان رئيسا خلال تلك الحقبة والموجود حاليا في قسم العناية الفائقة في مستشفى هيوستن في تكساس، الجنرال الراحل مشيدا ب"احد اكبر القادة العسكريين في جيله". وقال بوش في بيانه ان زوجته "باربرة وانا نبكي فقدان اميركي وطني حقيقي، احد اكبر القادة العسكريين في جيله"، لافتا خصوصا الى ان الراحل كان ايضا "رجلا طيبا ونزيها". بدوره نعى وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الجنرال شوارزكوف، مشيرا الى انه "ترك بصمة لا تمحى في الجيش الاميركي وفي البلاد باسرها". ولد هيربرت نورمان شوارزكوف في 22 آب/اغسطس 1934 وتخرج من كلية ويست بوينت العسكرية وارسل مرتين الى فيتنام (1965 و1970)، وتقاعد في آب/اغسطس 1991 بعد اشهر من انتهاء حرب الخليج. وبين آب/اغسطس 1990 وآذار/مارس 1991 احتلت قامته الضخمة (طوله 195 سنتم ووزنه 120 كلغ) شاشات التلفزة في العالم اجمع حين قاد جيوش التحالف الدولي التي نجحت في تحرير الكويت من قوات الرئيس العراقي صدام حسين، في حرب كانت الاولى التي يتابعها المشاهدون حول العالم على الهواء مباشرة. وحين احتل صدام حسين جارته الجنوبية الصغيرة كان شوارزكوف قائدا للقيادة الاميركية الوسطى التي تغطي المنطقة "الوسطى" في الكرة الأرضية اي الشرق الاوسط وجنوب غرب آسيا. وبصفته قائدا لهذه المنطقة قاد الجنرال شوارزكوف نصف مليون جندي اميركي احتشدوا في السعودية وحوالى 200 الف جندي من قوات التحالف الدولي، وذلك في عمليتي "درع الصحراء" و"عاصفة الصحراء". وادى الانتصار العسكري الذي حققه على القوات العراقية، بتمكنه من طرد القوات العراقية من الكويت والسيطرة عليها في غضون اربعة ايام فقط بعد شهرين من الغارات الجوية، الى تكريسه بطل حرب وكذلك ايضا الى رفع معنويات الجيش الاميركي الذي كانت اذهان جنوده لا تزال مثقلة بذكريات المستنقع الفيتنامي.