بيروت (رويترز) - قال التلفزيون الحكومي ان رئيس وزراء سوريا قام بزيارة نادرة لمدينة حلب يوم الاثنين وتعهد بتقديم مساعدات قيمتها أربعة ملايين دولار. ولم يبث التلفزيون صورا أو شريط فيديو للزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ شهور لمسؤول رفيع في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقد ينظر لزيارة وائل الحلقي على انها محاولة من جانب الحكومة السورية لاظهار انها ما زالت تسيطر على الوضع في أكبر مدينة بالبلاد. وتولى الحلقي السلطة بعد فرار سلفه رياض حجاب في وقت سابق العام الجاري. ويسيطر مقاتلو المعارضة على الكثير من الأحياء في حلب منذ شنهم حملة في صيف هذا العام كما يهيمنون حاليا على معظم المناطق الريفية المحيطة بالمدينة مكثفين ضغط انتفاضتهم التي تفجرت قبل 21 شهرا ضد الأسد. ويواجه المدنيون في تلك المناطق حياة قاسية للغاية مع استمرار النقص في الغذاء والوقود. ويلقي كل من المعارضين والحكومة باللوم على الآخر فيما يتعلق بعدم توفر المساعدات للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حيث تدور فيها اشتباكات بانتظام ويستخدم الجيش المدفعية والطائرات المقاتلة في قصفها. ونقل التلفزيون السوري عن الحلقي قوله انه عرض تقديم 200 مليون ليرة سورية (2.6 مليون دولار) في صورة مساعدات انسانية و100 مليون ليرة أخرى (1.3 مليون دولار) من أجل الاحتياجات الضرورية. ونقل التلفزيون السوري عن الحلقي قوله ان هناك فائضا في امدادات الغذاء وان امدادات الوقود جاهزة أيضا لنقلها الى مدينة حلب لكن المشكلة تتمثل في توصيلها للسكان بسبب "تخريب" الجماعات "الارهابية" المسلحة التي دمرت الكثير من المخابز والطرق في ريف حلب. وعادة ما يصف المسؤولون السوريون المعارضين بأنهم "ارهابيين" ويؤكدون على انهم يقادون من الخارج. ولم يتطرق التلفزيون الى ذكر المناطق التي زارها الحلقي في حلب. وعلى الرغم من منصبه الرفيع فان رئيس الوزراء يلعب دورا هامشيا في الحكومة السورية التي تقودها عائلة الأسد منذ أربعة عقود. ويقول نشطاء معارضون ان قوات الأسد منعت دخول الوقود والغذاء الى المناطق التي يسيطر عليها المعارضون كعقوبة جماعية. وتصل مساعدات قليلة من منظمات الاغائة الدولية. ويستخدم برنامج الأغذية العالمي واللجنة الدولية للصليب الأحمر جمعية الهلال الأحمر السوري لتوزيع المساعدات. لكن الهلال الأحمر السوري لم يعد قادرا على العمل في مناطق القتال الكثيف. كما انه يخاطر بالتعرض لهجمات في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين لاسيما وان الكثيرين منهم يعتقدون ان الهلال الأحمر الذي لقادته علاقات مع الحكومة يساعد الجيش. ويقول الهلال الأحمر انه ملتزم بالحياد.