بدأ القادة الاوروبيون اعمال القمة المخصصة للاندماج الاوروبي الخميس في اجواء ايجابية بعد النجاح الذي تحقق قبل بضع ساعات بشان مساعدة اليونان ووضع اسس الاتحاد المصرفي، لكن الازمة السياسية في ايطاليا فرضت نفسها في هذا اللقاء. وقد اجتمع قادة دول وحكومات الاتحاد الاوروبي ال27 حوالى الساعة 17,30 (16,30 تغ) للبحث في ترسيخ الاتحاد الاقتصادي والنقدي. واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لدى وصوله الى المجلس الاوروبي "انه يوم جيد لاوروبا"، في حين اشارت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى ان الاتحاد الاوروبي "نجح في احراز الكثير من التقدم" في 2012. وعلى خط مواز، طرحت الازمة الايطالية على جدول اعمال القمة. وانطلاقا من حرصهم على ان تواصل ايطاليا طريق الاصلاحات، اعلن الشركاء الاوروبيون من كل الاتجاهات دعمهم لرئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي الخميس في مواجهة سلفه سيلفيو برلوسكوني. فقد انطلق برلوسكوني نهاية الاسبوع الماضي في السباق للعودة الى السلطة. واعلن خلفه ماريو مونتي من جهته استقالته قريبا، في خطوتين اثارتا القلق في اوروبا بما في ذلك داخل معسكر برلوسكوني. وقد شارك الاخير الخميس في الاجتماع التقليدي لحزب المحافظين الاوروبي حيث اربك حضوره قادة اليمين الاخرين. لكن على الرغم من هذا المشهد القاتم، يستعد القادة للعمل مساء الخميس في اجواء من الانفراج بعد الاتفاق بشأن اليونان والاشراف المصرفي المشترك في منطقة اليورو. فصباح الخميس، اتفق وزراء مالية منطقة اليورو على صرف المساعدة المالية لليونان المجمدة منذ اشهر، وسيتم دفع 34,3 مليار يورو لليونان اعتبارا من الاسبوع المقبل. وقال اولي رين المفوض الاوروبي المكلف الشؤون الاقتصادية ان "القرارات المتخذة اليوم تسجل نهاية اشهر طويلة من الغموض بالنسبة لليونان"، مضيفا ان "كثيرين من المراقبين كانوا يعتبرون ان الامر قد انتهى بالنسبة لليونان (ولبقائها) في منطقة اليورو. لكن مع اقتراب نهاية العام نعلم ان هؤلاء المتشائمين مخطئون". واعلن رئيس الوزراء اليوناني انطونيس ساماراس لدى وصوله الى بروكسل ان "التضامن حي فعلا داخل اتحادنا"، مضيفا ان فرضية خروج اليونان من منطقة اليورو "ماتت. ان اليونان نهضت من جديد". وقد اتخذ وزراء مالية منطقة اليورو هذا القرار الحاسم بعد تقييم نتائج عملية شراء الديون التي طبقتها اثينا بهدف تخفيض الدين العام اليوناني الذي يفترض ان يبلغ 124% من اجمالي الناتج الداخلي في 2020. وقال وزير المالية الفرنسي بيار موسكوفيسي ان "الاوروبيين اظهروا قدرتهم وارادتهم لطي صفحة الازمة. واليوم مع نهاية السنة 2012، لم يعد وجود اليورو موضع تشكيك. ان ارادة الاوروبيين لايجاد حل للازمة واضحة. ونحن نعطي الوسائل لذلك". ويضاف هذا القرار المنتظر منذ اشهر الى الاتفاق الذي تم التوصل اليه خلال الليل حول الاشراف المشترك للمصارف، في مرحلة اولى لتعزيز منطقة اليورو في مسعى لمنع حدوث ازمات جديدة. وقال المفوض الاوروبي المكلف الاجهزة المالية ميشال بارنييه "انه اتفاق تاريخي". لكن آلية الاشراف لن تدخل حيز التنفيذ تدريجيا خلال العام 2013 كما طرح في البداية بل ستكون نافذة مرة واحدة في الاول من اذار/مارس 2014. وللذهاب ابعد من ذلك في تحصين منطقة اليورو وطي صفحة الازمة، سيبحث القادة هذا المساء تقرير رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي الذي يميز بين ثلاث مراحل: نهاية 2012-2013 و2013-2014 وما بعد 2014، اي بعد الانتخابات الاوروبية المقبلة. وفي مسودة استنتاجات القمة الاخيرة التي طرحتها للتداول الاربعاء اجهزة فان رومبوي الغي هذا التقسيم المرحلي. واكد على فكرة انشاء نواة ميزانية مشتركة لمنطقة اليورو مع التشديد على ان هذه المسائل تتطلب "مشاورات معمقة" و"قد تتطلب تغييرا في المعاهدات". واوضح فان رومبوي ان "المجلس الاوروبي سيبحث هذه المسائل بعد انتخاب برلمان اوروبي جديد وتعيين مفوضية جديدة". وقد يبحث القادة ايضا سبلا جديدة لعودة النمو.