يعيش الاتحاد ورابطة الدوري في المانيا منذ اسبوعين تحت الضغط الذي تمارسه جماهير الاندية عليهما في حملة "12ر12" من اجل منعهما من تطبيق التعديلات الجديدة المتمثلة بتقليص عدد التذاكر المخصصة لجمهور الفريق الزائر، وبمنع وجود منطقة داخل المدرجات لوقوف المشجعين. وستصوت رابطة الدوري على هذه التعديلات الاربعاء المقبل، اي في 12، 12، 2012، ما دفع الجمهور الى الاعتراض خلال المباريات بالتزام الصمت التام خلال اول 12ر12 دقيقة من المباراة. ولم تنحصر حملة "12ر12" بجمهور اندية الدرجة الاولى بل طالت مباريات الدرجات الدنيا ايضا، وذلك اعتراضا على مشروع الرابطة والدوري لجعل الملاعب اكثر امنا بضغط من السياسيين الذين يريدون التخلص من المشاكل التي تسببها مباريات كرة القدم. ويرى المشجعون ان الملاعب امنة وليست بحاجة الى تطبيق هذه التعديلات الجديدة، كما انهم يعترضون على الاتحاد ورابطة الدوري لانهما لم يأخذا برأيهم او يستمعوا اليهم. والملفت في هذه الحملة، ان جماهير جميع اندية الدرجة الاولى وحتى الثانية التزمت في الاسبوعين الماضيين بالصمت التام في اول 12ر12 دقيقة من مباريات فرقها، وتواصل الامر ايضا امس الجمعة خلال مباراة هامبورغ وضيفه هوفنهايم (2-صفر) في افتتاح المرحلة السادسة عشرة من دوري الدرجة الاولى. وهذه ليست المرة الاولى التي تشكل فيها الجماهير الالمانية مجموعة ضغط على الاتحاد او المسؤولين على حد سواء، والجميع يتذكر ما حصل قبل 19 عاما حين كان من المقرر ان تتواجه المانيا مع انكلترا في مباراة ودية في نيسان/ابريل 1994 استعدادا لكأس العالم، لكن المباراة التي كان من المفترض ان تقام في هامبورغ، لم تحصل لان الجمهور الانكليزي كان مشهورا في تلك الفترة بجمهوره المشاغب او ما يعرف بال"هوليغنز"، وهذا الامر دفع الجمهور المحلي الى التخوف من ان المباراة ستستقطب المشاغبين الالمان من جميع انحاء البلاد. كما كان هناك عامل اخر دخل في الحسابات وهو يوم العشرين من نيسان/ابريل بحد ذاته لانه يصادف ذكرى ميلاد ادولف هيتلر، وبما ان هناك اقساما من مدينة هامبورغ، خصوصا سان باولي، معروفة بانتمائها النازي واليميني المتطرف، فتخوف المشجعون من ان يحاول النازيون الجدد الدخول في "معركة شوارع" مع المشاغبين الانكليز. وعمل الجمهور التابع لعدد كبير من الاندية جاهدا قبل ثمانية اشهر على موعد المباراة من اجل الغائها، ورضخ عمدة هامبورغ تحت هذا الضغط واعلن الغاء المباراة في مدينته لانه بحاجة الى حوالي 2500 شرطي من اجل ضمان امن المشجعين ومحيط الملعب. وقرر الاتحاد الالماني نقل المباراة الى برلين، لكن رئيس الاتحاد الانكليزي حينها، السير بيرت ميليشيب، اعلن ان منتخبه يعتذر عن خوض اللقاء لان التغيير جاء قبل اسبوعين فقط من الموعد المحدد سابقا، وذلك يعتبر حجة منه لتجنب اي مشاكل محتملة. كما لعبت هذه المجموعات الضاغطة والمنظمة دورا اساسيا في صيف 2001 من اجل تغيير موعد برنامج كان يبث لقطات مباريات الدوري بعد ساعة على انتهائها دون اي اشتراك، وذلك قبل ان تقرر الشبكة المشفرة "بريميير وورلد" التي اصبحت حاليا "سكاي جورماني" والتي تملك الحق الحصري للدوري، ان تغير موعد البرنامج الكروي الذي كانت تبثه المحطة الارضية "سات 1" التابعة لنفس المجموعة الاعلامية، لكي ينتسب اليها المزيد من المشتركين. ودفع هذا الامر بالمجموعات الضاغطة الى الاعلان عن مقاطعة المحطة المشفرة والبرنامج الكروي الذي كانت تبثه "سات 1"، ما ادى الى تراجع هائل بعدد المشاهدين حتى من الذين يكتفون بتشجيع فرقهم من خلف شاشة التلفاز، وهذا الامر دفع المسؤولون الى الضغط على "بريميير وورلد" للعدول عن قرارها وهذا ما حصل بالفعل.