تواصل جنوب افريقيا الاستعدادات لاستضافة نهائيات كأس الأمم الافريقية التي تنطلق يوم السبت 19 يناير/كانون الثاني 2013 ويشارك فيها 16 منتخبا. أصحاب الأرض يأملون في تكرار إنجاز عام 1996 حين توج المنتخب الملقب بالأولاد بافانا بافانا بأول بطولة على أرضه بعد رفع العقوبات الدولية إثر إنهاء نظام التفرقة العنصرية. ويأتي تنظيم جنوب افريقيا للنسخة التاسعة والعشرين للنهائيات بعد نحو عامين ونصف من استضافة نهائيات كأس العالم 2010 وكانت أول دولة في القارة السمراء تنال هذا الشرف. وقد أشاد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بتنظيم جنوب افريقيا للمونديال بل ومنحها درجة تزيد عن تسعة من عشر درجات قائلا إن هذه البطولة حققت جميع أهدافها. والآن وبعد ثمانية وعشرين شهرا من كأس العالم كيف تطورت كرة القدم هناك؟ قال كافين جونسون مدرب فريق بلاتينيوم ستارز ناديه سوف يخرج العديد من المواهب التي سوف تبزغ في الأندية العالمية. وأضاف أنه اكتشف العديد من اللاعبين مثل نجم ايفرتون ستيفن بينار مؤكدا ثقته في أن هذه المواهب سوف ترتقي بمستوى المنتخب الجنوب افريقي في المستقبل القريب. وقال جونسون: جنوب افريقيا تزخر بالمواهب مثل البرازيل ونيجيريا وايطاليا، كرة القدم تسري في عروق الصغار. ولكن المشكلة تكمن في كيفية صقل هذه المواهب وتنميتها . بيد أن مدربين آخرين يرون أن اللاعبين ليسوا هم فقط من تحتاج موهبتهم لصقل وتنمية، فالمدربون أنفسهم أيضا في حاجة ماسة للتدريب. ويقول روجر بالمغرين مدرب نادي امازولو إن المدربين في جنوب افريقيا تنقصهم مهارات الخطط الدفاعية والهجومية. فعلينا تدريب المدربين لمساعدة الصغار على تطوير قدراتهم. التنظيم وعلى عكس كأس العالم حين أسندت البطولة للبلاد قبلها بست سنوات تم اختيار جنوب افريقيا لتنظيم كأس الأمم قبل بدايتها بثمانية عشر شهرا فقط. وكان من المفترض أن تنظم ليبيا هذه البطولة ولكنها نقلت لجنوب افريقيا نظرا للأحداث السياسية التي مرت بها البلاد والاطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي منظمو البطولة لم يجدوا صعوبة في ذلك، وكما يقول موفوزو مبيبي رئيس اللجنة المنظمةفإنه راض عن الخطط التي وضعت لاستضافة البطولة ، وان كان قد أقر بوجود انتقادات من جانب الكثيرين لعدم توافر الدعاية الكافية في المدن التي تستضيف المباريات. الحكومة كانت قد خصصت 32 مليون جنيه استرليني لاستضافة البطولة خصص منها ما يقرب من ستة ملايين جنيه للجنة المنظمة.ويذهب الجزء الباقي من المبلغ لتجميل المدن التي تستضيف الدورة إرث المونديال أما جاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا فيعتبر أن تنظيم كأس الأمم سيكون انعكاسا لإرث كأس العالم 2010 التي استضفناها بنجاح بدعم من قارة افريقيا على حد قوله. وفي دولة يعيش نحو نصف سكانها تحت خط الفقر تم التعامل بحذر مع موضوع أسعار بطاقات المباريات فالمشاهد يمكنه متابعة مباراتين ببطاقة يبلغ سعرها خمسة دولارات. يشار إلى أنه منذ منتصف الثمانينات من القرن العشرين انتظم البث التلفزيوني لمباريات كأس الأمم، ويقول الاتحاد الافريقي لكرة القدم أن البطولة الماضية في غينيا الاستوائية والغابون شاهدها 6.6 مليار شخص بإجمالي ساعات بث يزيد عن 78 ألف ساعة. الجماهير وبينما سجلت نهائيات كأس العالم متوسط حضور للجماهير بلغ 49 ألف متفرج في المباراة الواحدة وبيعت 93 بالمائة من تذاكر المباريات، تبدو مهمة ملء المدرجات بالجماهير في كأس الأمم صعبة. ففي البطولة السابقة حضر مائتا مشاهد فقط مباراة زامبيا والسودان في ربع النهائي في مدينة باتا في غينيا الاستوائية. أما اللجنة المنظمة للنهائيات المقبلة فإنها وضعت على قمة أولوياتها ملء الملاعب بالمشجعين. وباعت حتى الآن ما يزيد عن 20 ألف بطاقة وهو ضعف الرقم المستهدف. والأمر الذي ساعد على بيع هذه الكمية من البطاقات يكمن في الطابع الديموغرافي المتنوع في جنوب افريقيا. فاتحاد الكرة الاثيوبي طلب شراء 15 ألف تذكرة لمشجعى المنتخب الاثيوبي الذي يشارك في البطولة لأول مرة منذ 30 عاما. ومن المتوقع أن تبيع زامبيا حاملة اللقب 10 آلاف بطاقة لجماهيرها.