واشنطن (رويترز) - بينما كان الجيش الأمريكي يدرس طوال العام الماضي فكرة خفض الميزانية كان الشيء الأساسي الذي أوضحه وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا هو أن وزارة الدفاع (البنتاجون) يجب أن تتجنب الخفض في التدريب والصيانة والذي من شأنه الحد من مدى استعداد القوات للقتال. لكن تقريرا أصدره مركز أبحاث في واشنطن يوم الثلاثاء فند هذا الافتراض وخلص إلى أن خفض الميزانية على المدى القصير في تمويل الاستعداد من الممكن ان يوفر المال اللازم لصنع الأسلحة والمعدات اللازمة لزيادة الاستعداد في المستقبل. وخلصت عدة فرق من خبراء الدفاع الذين كلفهم مركز تقييم الاستراتيجية والميزانية بإعادة تقييم استراتيجية الدفاع في وقت يجري فيه تقييد الميزانية إلى أن الخفض في الإنفاق على الاستعداد على المدى القصير يمكن أن يحدث بحد بسيط من المخاطر. وقال مارك جنزينجر الزميل في مركز تقييم الاستراتيجية والميزانية وهو نائب سابق لمساعد وزير الدفاع وكولونيل متقاعد من القوات الجوية "هذه الفرق قالت أننا نخرج من عقد من الحرب وبصراحة قواتنا مستعدة جدا." وقال جنزينجر إنه بدلا من الإنفاق للإبقاء على حالة استعداد كبيرة فإن هذه الفرق ترى أنها يمكنها أن تحد من الإنفاق على الاستعداد واستثمار ذلك المال في "برامج التحديث التي ستساعدنا على أن نصبح قوة مستعدة بدرجة أفضل في المستقبل." وكانت هذه النتيجة واحدة من بين عدة نتائج تم التوصل إليها عندما جمع مركز تقييم الاستراتيجية والميزانية سبعة فرق من خبراء الدفاع هذا الصيف لبحث كيف يجب أن يتعامل البنتاجون مع احتمال القيام بخفض إضافي للميزانية في السنوات القادمة. والتقرير الذي صدر يوم الثلاثاء واحد بين سلسلة من التقارير التي أصدرتها مراكز أبحاث بعد الانتخابات الامريكية في الوقت الذي يعود فيه الكونجرس إلى واشنطن لبحث سبل تجنب خفض شامل في الميزانية سيؤثر على برامج دفاعية وبرامج اتحادية أخرى في أوائل يناير كانون الثاني. واتفق الرئيس باراك أوباما والكونجرس في العام الماضي على خفض الإنفاق المقترح على الأمن القومي بواقع 487 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة. ويواجه البنتاجون خفضا آخر في الميزانية الامريكية كلها قيمته 500 مليار دولار ابتداء من يناير ما لم يتفق الكونجرس خلال الشهر القادم على بديل. لكن حتى إذا تمكن الكونجرس من التوصل إلى اتفاق لتجنب الخفض الآلي للإنفاق فإن هناك إدراكا متزايدا في واشنطن بأن البنتاجون من المرجح أن يواجه المزيد من الخفض وربما يصل إلى مبلغ الخمسمئة مليار دولار كما هو متصور. وحذر بانيتا من أن جولة جديدة من الخفض في ميزانية الدفاع سيجبر البنتاجون على تغيير الاستراتيجية العسكرية التي تم تبنيها في وقت سابق من العام الجاري. ويعمل الكثير من الخصوم المحتملين للولايات المتحدة مثل الصين أو إيران على تطوير صواريخ وأسلحة أخرى لمنع الطائرات والسفن الأمريكية من العمل ضدها من مسافة قريبة. ولمواجهة ذلك تحتاج الولاياتالمتحدة لأنظمة طويلة المدى يمكنها أن تعمل من مسافة بعيدة. ولتمويل تطوير تلك الأنظمة دعت بعض الفرق إلى خفض شديد في القوات البرية العاملة وخفض حاد في أفراد الدفاع من المدنيين وخفض تمويل الاستعداد. ويدعو أغلبهم إلى خفض شراء المقاتلات اف-35 وهي أكثر الأنظمة الدفاعية تكلفة في البنتاجون. واتفقت أغلبية الفرق على أربع قدرات حيوية للمستقبل وهي قوات العمليات الخاصة والفضاء الالكتروني والقاذفات طويلة المدى والطائرات بلا طيار والمزيد من الغواصات والمركبات غير المأهولة تحت البحر. من ديفيد الكسندر