بوجوتا (رويترز) - قال مصدر في الشرطة يوم الخميس إن متمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) أطلقوا سراح ثلاثة من عمال النفط الصينيين ومترجمهم بعد احتجازهم في مخيمات في الأدغال لأكثر من عام في بادرة حسن نية ضمن مساعي المتمردين للتفاوض بشأن اتفاق سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة عقود. واحتجزت فارك الأسرى الذين كانوا يعملون لحساب شركة تستأجرها ايمرالد انرجي رهائن منتصف عام 2011 بينما كانوا يقودون سيارة في جنوب كولومبيا. وسلم المتمردون الأسرى إلى موظفي الصليب الأحمر في ساعة متأخرة مساء الاربعاء. ويجتمع مفاوضو الحكومة وفارك في هافانا بكوبا للتوصل إلى خطة سلام من خمس نقاط ربما تضع نهاية لصراع أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وشرد الملايين منذ اندلاعه في عام 1964. وقال نائب وزير الدفاع خورخي انريكي بيدويا للصحفيين إن هذا الإفراج جاء نتيجة للتعاون بين الصليب الأحمر والحكومة الصينية. وأضاف "قدمت الحكومة كل مساعدة ممكنة حتى يتسنى تحقيق هذا (الافراج) دون أي مشاكل. نعرب عن سعادتنا البالغة لأن يتمكن هؤلاء المواطنون الصينيون من العودة إلى ديارهم. " وبعد هجوم للقوات الحكومية على مدى عشر سنوات اضطر المتمردون للتقهقر في عمق الغابات وهي بيئة قاسية بالنسبة لهم مما ساعد الشركات الأجنبية والمحلية وعمالها في التنقيب في ظل أجواء أكثر أمنا. لكن الجماعة الماركسية كثفت هجماتها ضد المنشآت النفطية خلال العام الماضي وفجرت خطوط أنابيب وخطفت عمالا وجعلت من الصعب على الشركات الحفاظ على مستويات الإنتاج. وتعهدت فارك في فبراير شباط الماضي بعدم خطف رهائن للحصول على فدى وهي وسيلة تقول الشرطة إنها إحدى مصادر الدخل الرئيسية للجماعة بالاضافة الى تهريب المخدرات والابتزاز. ونفى قادة المتمردين مرارا أنهم يحتجزون أي أسرى منذ الإفراج في وقت سابق هذا العام عن مجموعة من مسؤولي الجيش والشرطة الذين كانت تحتجزهم لأكثر من عقد كورقة مساومة ضد الحكومة. وأطلقت سراح الصحفي الفرنسي روميو لانجلوا في مايو ايار بعد بقائه شهرا في الأسر. وكان أبرز رهينة منذ انقاذ السياسية الفرنسية الكولومبية انجريد بيتانكور في مهمة انقاذ عسكرية في عام 2008. وفي بداية محادثات السلام هذا الاسبوع أمرت القوات المسلحة الثورية الكولومبية بوقف إطلاق النار من جانب واحد لمدة شهرين وقالت إنها ستوقف الهجمات على الأهداف العسكرية والاقتصادية لكن الشرطة تقول إن الجماعة لم تحافظ على هذا التعهد. ومع ذلك فقد تتيح الهدنة متنفسا لشركات النفط والتعدين التي تدفع كثير منها مبالغ كبيرة مقابل الأمن لحماية العمال والمنشآت. (إعداد أيمن مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)