احبطت القوات النظامية السورية هجوما لمقاتلين معارضين على كتيبة الدفاع الجوي في ريف حلب الغربي، واستمرت العمليات العسكرية الواسعة في ريف دمشق الاربعاء، في وقت طلبت تركيا من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان الاربعاء ان "القوات النظامية سيطرت على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في محافظة حلب (شمال) بعد محاولة مقاتلين من كتائب عدة (معارضة) اقتحامها امس"، موضحا ان هذه القوات سيطرت ايضا على محيط الكتيبة. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان المقاتلين الذين كانوا يحاولون اقتحام الكتيبة تقدموا الى تلة حيث انفجرت فيهم الالغام التي كانت القوات النظامية زرعتها، بينما كانت هذه القوات تقصفهم بالطيران الحربي. وقال ان 25 معارضا مسلحا قتلوا في العملية التي استمرت حتى ما بعد منتصف الليل الماضي، وتمكن المرصد من توثيق ستة منهم تمكن رفاقهم من سحبهم معهم. وكانت مجموعات مقاتلة معارضة استولت قبل ثلاثة ايام على مقر الفوج 46 القريب من كتيبة الشيخ سليمان في ريف حلب. وقال صحافي في وكالة فرانس برس زار الفوج ان المسلحين المعارضين داخل القاعدة العسكرية الضخمة كانوا يعملون اليوم الاربعاء على سحب جثث جنود نظاميين قتلوا في المعركة من ابنية القاعدة التي تحولت الى ركام، ويجمعون اسلحة وذخائر من هنا وهناك. وقال العميد المنشق محمد احمد الفج الذي قاد الهجوم ان الاستيلاء على الفوج "نصر كبير للثورة"، مضيفا "انه احد اكبر انتصاراتنا منذ بداية الثورة"، مؤكدا مقتل "حوالى 300 جندي في المعارك واسر حوالى سبعين آخرين". وقتل اليوم 35 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين في كل انحاء البلاد وعلى مصادر طبية. ووقعت اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلين معارضين في محيط حاجز الحامدية جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب) التي تعرضت اليوم ايضا لقصف بالطائرات الحربية، بحسب المرصد. واستولى مقاتلو المعارضة على معرة النعمان في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر، وتمكنوا نتيجة ذلك من اعاقة امدادات القوات النظامية في اتجاه مدينة حلب التي تشهد معارك ضارية منذ اشهر. وتحاول القوات النظامية استعادة السيطرة على المدينة. ووقعت اشتباكات ايضا في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاول المعارضون المسلحون منذ الاستيلاء على معرة النعمان التقدم نحوه، فيما شمل القصف بالطيران مناطق اخرى في ادلب. وفي ريف دمشق، تواصل القوات النظامية محاولاتها للسيطرة على معاقل مقاتلي المعارضة في مناطق عدة، وتحاول منذ ايام اقتحام مدينة داريا. وقال المرصد ان الاشتباكات مستمرة في محيط المدينة، مشيرا الى قصف على بساتينها وحرستا وجسرين في الريف الدمشقي بالطائرات الحربية، وقصف مدفعي على الزبداني والسيدة زينب قرب دمشق. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" من جهتها عن مصدر مسؤول ان وحدات من الجيش السوري "قضت على عشرات الارهابيين في عملية نوعية نفذتها اليوم ضد تجمعاتهم فى بساتين داريا الشرقية بريف دمشق". واشارت الوكالة الى العثور في بساتين داريا "على معمل لتصنيع العبوات الناسفة ونفق لتخزين الاسلحة والذخيرة". من جهة ثانية، افاد المرصد عن استمرار قصف احياء في جنوب العاصمة، وعن انفجار عبوة ناسفة الاربعاء في مخيم اليرموك (جنوب) ما ادى الى اصابة رجل بجروح، مشيرا الى مقتل رجل آخر برصاص قناص في المخيم. وسجل ليل الثلاثاء الاربعاء سقوط قذيفة على حي ابو رمانة الراقي في دمشق تسببت بمقتل شخص واصابة ثلاثة آخرين بجروح. وقال شاهد لفرانس برس "لا يمكن تصور الخوف الذي تملكني عند سماع صوت انفجار القذيفة، كما سيطرت حالة من الارتباك في المنطقة التي لم يكن احد من سكانها يتوقع حصول ذلك". وقال آخر رافضا الكشف عن هويته كذلك "اصبح الانسان ينطق بالشهادة قبل الخروج من منزله لانه لا يعرف ان كان سيعود اليه سالما". واضاف "هناك حواجز في كل مكان تحسبا لاي انفجار، الا ان هذه الحواجز لا تمنع القذيفة من السقوط والدليل امامنا"، في اشارة الى آثار القذيفة على سيارات وحافلات متضررة. في بروكسل، اعلن حلف شمال الاطلسي انه تلقى الاربعاء طلبا رسميا من تركيا لنشر صواريخ دفاع مضادة للصواريخ "باتريوت" على طول حدودها مع سوريا. وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي انديرس فوغ راسموسن على حسابه على تويتر ان "نشر هذه الصواريخ سيعزز قدرات الدفاع الجوية لتركيا بهدف حماية شعبها واراضيها. وسيساهم في وقف تصعيد الازمة على الحدود الجنوبيةالشرقية لحلف شمال الاطلسي". وسيشكل نشر صواريخ باتريوت سابقة من حيث تدخل الحلف بشكل غير مباشر في النزاع السوري المستمر منذ عشرين شهرا. واوضح راسموسن ان الطلب التركي "محض دفاعي" ولا يشكل خطوة اولى نحو فرض منطقة حظر جوي. وجدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم اثارة موضوع تسليح المعارضة السورية. وقال في حديث اذاعي ان الرئيس السوري بشار الاسد قادر على "مواصلة قصف المناطق المحررة بطائراته ويملك منها 550"، مشيرا الى ان المعارضة السورية تطالب "باسلحة دفاعية، ويمكننا تفهم ذلك". واضاف "المسالة مطروحة لكنها لم تحل بعد". وكان فابيوس اعلن الثلاثاء ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بحثوا الاثنين في بروكسل مسالة تسليح المعارضة لكن من دون حسمها، وقرروا دعوة قادة الائتلاف الوطني السوري المعارض الى اجتماعهم المقبل في منتصف كانون الاول/ديسمبر. في دبي، صرح رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا ان المعارضة تحتاج الى مبلغ ستين مليار دولار في الاشهر الستة الاولى بعد سقوط النظام في دمشق "لمعالجة القضايا الاكثر ضرورة وحساسية مثل تأمين مساكن للناس وتأهيل دور العبادة والمدارس وغيرها" بهدف منع انهيار الاقتصاد.