فاز جان فرانسوا كوبيه بزعامة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، أكبر أحزاب المعارضة في فرنسا، في انتخابات شهدت منافسة شرسة أمام غريمه فرانسوا فيون ووسط اتهامات متبادلة بتزوير الانتخابات. تغلب كوبيه، الذي يشغل منصب الأمين العام للحزب المحافظ منذ عام 2010، على رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون الأكثر ميلا للوسط بهامش ضئيل بلغت نسبته 50.3 بالمئة مقابل 49.97 بالمائة، حسبما أفادت وكالة رويترز نقلا عن رئيس لجنة داخلية تشرف على الانتخابات. وبهذا الانتصار يحتفظ كوبيه، وهو مقرب من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، بهذا المنصب البارز كزعيم للمعارضة وهو ما يضعه على الطريق لخوض انتخابات الرئاسة عن الحزب عام 2017. وكان أنصار كلا المرشحين تبادلوا الاتهامات بتزوير الانتخابات. ولا يزال الحزب بلا قيادة منذ هزيمة ساركوزي في انتخابات الرئاسة في شهر مايو/آيار الماضي. وكان كوبيه يشغل منصب الأمين العام لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المحافظ منذ عام 2010، بينما كان منافسه فيون رئيسا سابقا للوزراء لمدة خمس سنوات أثناء فترة رئاسة ساركوزي. وقد شارك أكثر من 50 في المئة من أعضاء الحزب البالغ عددهم 300 ألف شخص في التصويت، وفقا للمؤشرات الأولية، وهو إقبال يفوق ما كان متوقعا. وعندما ظهرت النتائج الأولية، كان كوبيه يتصدر بفارق ضئيل مما أدهش النقاد السياسيين الذين توقعوا فوز رئيس الوزراء السابق فيون، الذي أظهرت استطلاعات الرأي أيضا تفوقه باستمرار. وكان 650 مركزا للاقتراع قد فتحت أبوابها أمام الناخبين، وسط إقبال كبير أدى إلى انتظار فيون لأكثر من ساعة قبل أن يتمكن من الإدلاء بصوته، وفقا لما ذكرته قناة BFM-TV. ويقدم المرشحان آراءً مختلفة جدا فيما يتعلق بتحديد الاتجاه المستقبلي الذي ينبغي على الحزب اليميني المعتدل أن يتخذه في المرحلة القادمة. ويُنظر إلى فيون، الذي يبلغ من العمر 58 عاما وكان يشغل منصب رئيس الوزراء في ظل رئاسة ساركوزي بين عامي 2007 و 2012، على أنه رجل رصين وأنه أكثر تحفظا من منافسه كوبيه. ويعتبر كوبيه الذي يصغر فيون بعشر سنوات أكثر تشددا داخل الجناح اليميني. ويرث كوبيه بذلك تركة ثقيلة للحزب الذي يمر بضائقة مالية صعبة في أعقاب سلسلة من الإخفاقات الانتخابية على مدى السنوات الخمس الماضية، كان آخرها هزيمة زعيم الحزب السابق ساركوزي في انتخابات الرئاسة أمام منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند.