أعلن كل من المرشحين فرانسوا فيون، ومنافسه جان فرانسوا كوبيه، الفوز بزعامة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، وسط اتهامات متبادلة بتزوير الانتخابات. وتقول تقارير إن مئات الأصوات فقط تفصل بين مرشح اليمين كوبيه، ورئيس الوزراء السابق فيون. ومع بداية ظهور النتائج المتقاربة، اتهم كل من أنصار المرشحين الطرف الآخر بتزوير الانتخابات. ولا يزال الحزب بلا قيادة منذ هزيمة نيكولا ساركوزي في انتخابات الرئاسة في شهر مايو/آيار الماضي. ولم تصدر اللجنة المشرفة على الانتخابات النتائج الرسمية حتى الآن. وكان كوبيه يشغل منصب الأمين العام لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المحافظ منذ عام 2010، بينما كان منافسه فيون رئيسا سابقا للوزراء لمدة خمس سنوات أثناء فترة رئاسة ساركوزي. وقد شارك أكثر من 50 في المئة من أعضاء الحزب البالغ عددهم 300 ألف شخص في التصويت، وفقا للمؤشرات الأولية، وهو إقبال يفوق ما كان متوقعا. وعندما ظهرت النتائج الأولية، كان كوبيه يتصدر بفارق ضئيل مما أدهش النقاد السياسيين الذين توقعوا فوز رئيس الوزراء السابق فيون، الذي أظهرت استطلاعات الرأي أيضا تفوقه باستمرار. وخاض المرشحان منافسة شديدة، ولكن حتى قبل ظهور النتائج في مدينة نيس الجنوبية الساحلية، اشتكى أنصار كوبيه من حدوث تزوير وطالبوا باجراء تحقيق في الأمر. وقال نائب لرئيس الحزب من مؤيدي كوبيه إن هناك عددا محددا من المخالفات في مراكز الاقتراع في منطقة ألب- ماريتيم في الجنوب. وفي أحد مراكز الاقتراع في باريس، اشتكى مسؤول بالحزب من أن هناك 40 صوتا أكثر من عدد الناخبين المسجلين بقائمة الحزب. وكان 650 مركزا للاقتراع قد فتحت أبوابها أمام الناخبين، وسط إقبال كبير أدى إلى انتظار فيون لأكثر من ساعة قبل أن يتمكن من الإدلاء بصوته، وفقا لما ذكرته قناة BFM-TV. ويقدم المرشحان آراءً مختلفة جدا فيما يتعلق بتحديد الاتجاه المستقبلي الذي ينبغي على الحزب اليميني المعتدل أن يتخذه في المرحلة القادمة. ويُنظر إلى فيون، الذي يبلغ من العمر 58 عاما وكان يشغل منصب رئيس الوزراء في ظل رئاسة ساركوزي بين عامي 2007 و 2012، على أنه رجل رصين وأنه أكثر تحفظا من منافسه فرانسوا كوبيه. ويعتبر كوبيه الذي يصغر فيون بعشر سنوات أكثر تشددا داخل الجناح اليميني. وقد أصدر كوبيه في الشهر الماضي بيانا يقول فيه إن عصابات تسكن ضواحي البونليو الفقيرة تقوم بدعم العنصرية ضد أصحاب البشرة البيضاء . وسيرث الفائز في انتخابات الحزب تركة ثقيلة للحزب الذي يمر بضائقة مالية صعبة في أعقاب سلسلة من الإخفاقات الانتخابية على مدى السنوات الخمس الماضية، التي توجت بهزيمة زعيم الحزب السابق نيكولا ساركوزي في انتخابات الرئاسة أمام منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند.