صنعاء (رويترز) - تعهد الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الاثنين بالمساعدة في إنقاذ الجهود المتعثرة لتنفيذ اتفاق نقل السلطة الذي أبعد اليمن عن شفا حرب أهلية العام الماضي. وتمثل استعادة الاستقرار في اليمن -حليف الولاياتالمتحدة والذي يخوض صراعا مع مقاتلي تنظيم القاعدة والانفصاليين الجنوبيين- أولوية دولية بسبب المخاوف من ان تؤدي الاضطرابات الى تمزيق دولة تشترك في الحدود مع السعودية أكبر دولة منتجة للنفط في العالم وتطل على ممرات ملاحية رئيسية. وقال بان في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبد ربه منصور هادي في صنعاء إن "الأممالمتحدة تقف هنا لتعيد تأكيد التزامها القوي بالوقوف جنبا إلى جنب مع الحكومة والشعب اليمني في (مسعاكم)... للمضي نحو مستقبل أفضل مزدهر يتسم بالمصالحة والمشاركة الديمقراطية." ويقوم بان بزيارته الأولي لليمن لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاتفاق نقل السلطة الذي أبرم برعاية خليجية وأمريكية وأنهى احتجاجات عارمة ضد الرئيس المخضرم السابق علي عبد الله صالح. ويعطي الاتفاق هادي صلاحية الإشراف على إصلاحات كبرى خلال فترة انتقالية لمدة عامين لضمان التحول إلى الديمقراطية بما في ذلك تعديل الدستور وإعادة هيكلة القوات المسلحة لكسر قبضة عائلة صالح عليها. من المتوقع أن تقود العملية لانتخابات رئاسية وبرلمانية في عام 2014. لكن الجهود الرامية لعقد حوار للمصالحة الوطنية تواجه مقاومة من الزعماء الانفصاليين في جنوب اليمن. واستغل كثيرون ضعف سلطة الدولة المركزية في الجنوب للعودة من المنفى والضغط من أجل إحياء الدولة التي اندمجت مع شمال اليمن في عام 1990. ويشكو كثير من الجنوبيين من ان الشماليين المتمركزين في العاصمة صنعاء يمارسون التمييز ضدهم ويغتصبون مواردهم. ومعظم احتياطيات النفط المتناقصة بسرعة في اليمن موجودة في الجنوب. لكن الحكومة المركزية تنفي أتباع سياسة تمييزية. ويجري مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر اجتماعات مع القادة الانفصاليين الجنوبيين لمحاولة إقناعهم بالمشاركة في مؤتمر المصالحة الوطنية الذي كان مقررا أن يبدأ هذا الشهر. وتعهد المانحون الدوليون بما في ذلك السعودية بتقديم حوالي ثمانية مليارات دولار من المساعدات إلى اليمن الذي دفع إلى حافة الإفلاس والفوضى بسبب الانتفاضة التي استمرت لمدة عام ضد صالح. وقال بان إن الأممالمتحدة ستعمل بشكل وثيق مع الجهات المانحة للتأكد من وفائها بالتزاماتها "في أقرب وقت ممكن لتمكين الرئيس هادي من إحلال الاستقرار السياسي والأمني والمالي" في اليمن. وقال بان في كلمة "تبدأون الآن عملية حوار وطني وينبغي أن تكون هذه العملية مفتوحة للجميع بما في ذلك (أولئك) الذين يطالبون بالتغيير في الشوارع وممثلو جميع المناطق في البلاد". وتشتبه الدول الغربية في أن بعض القادة الجنوبيين أقل اهتماما بالحوار وأكثر اهتماما بالانفصال ربما بدعم من إيران العدو اللدود للسعوديين والأمريكيين الذين تتنافس معهم على النفوذ الإقليمي. واستفاد الانفصاليون في الجنوب والمتمردون الحوثيون في الشمال ومتشددو القاعدة من الاضطرابات الشعبية التي أطاحت بصالح في فبراير شباط. (اعداد أيمن مسلم للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)