القدس (رويترز) - قال الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين انه لا يستطيع ان يقدم تفسيرا بعد عن الغارة الجوية التي أودت بحياة 11 مدنيا فلسطينيا في غزة منهم تسعة أفراد من عائلة واحدة. وأدى الهجوم إلى هدم منزل من ثلاثة طوابق على عائلة الدلو ومقتل اثنين من جيرانهم. وكان هذا أكبر عدد من الوفيات يسقط في حادث واحد منذ ان بدأت إسرائيل هجومها على غزة يوم الأربعاء بهدف معلن وهو وقف اطلاق الصواريخ عبر الحدود بين الحين والاخر منذ سنوات. ولم يتضح من تعليقات المسؤولين الإسرائيليين السبب في استهداف المنزل وذلك بعد يوم من الغارة التي اسقطت يوم الاحد ضحايا ينتمون الى أربعة أجيال. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي لرويترز إن التحقيقات لا تزال جارية بشأن الملابسات المتعلقة بالحادث وانها لا تستطيع إعطاء أي تفاصيل في هذه المرحلة. وقالت صحيفتا هاارتس ومعاريف الإسرائيليتان إن الجيش أطلق النار بشكل خاطيء على المنزل في حين قالت صحيفة يديعوت احرونوت أوسع الصحف انتشارا إن منزل الدلو كان المستهدف بالفعل لوجود أحد نشطاء حماس بداخله. وقال الجيش وقت الهجوم تقريبا انه استهدف قائد عمليات حماس لاطلاق الصواريخ. وأضاف انه يدعى يحيى عباية. وبعد ذلك بفترة قصيرة بدأت ترد انباء عن مقتل عائلة بأكملها في الغارة الجوية. وقال كبير متحدثي الجيش الإسرائيلي يواف مردخاي بعد ذلك بعدة ساعات عبر التلفزيون ان الجيش حاول استهداف عباية. وأضاف "رغم انني لا اعرف النتيجة إلا ان ذلك ألحق أضرارا بمدنيين." ولكن بالقرب من منزل الدلو يقول اشخاص انهم لا يعرفون شيئا عن يحيى عباية. وقال حاتم الدلو أحد اقارب العائلة "لم اسمع قط عن مثل هذا الاسم (يحيى عباية). هذا هراء." وذكرت بعض وسائل الاعلام الإسرائيلية ان الهدف من الهجوم كان ناشطا آخر وهو مهندس تابع لحماس يعتقد انه كان بالمنزل. ورفضت مصادر في غزة تلك النظرية تماما. وقال أشخاص يعرفون العائلة ان رب الأسرة يمتلك متجرا للبقالة وانه لم يكن بالمنزل وقت الهجوم. وواصل عمال الانقاذ يوم الاثنين جهودهم للبحث عن ابن آخر وابنة يمكن ان يكونا تحت الانقاض. وقال البريجادير جنرال عساف اجمون وهو قائد كبير متقاعد بالقوات الجوية الإسرائيلية ان اخطاء مأساوية يمكن ان تحدث اذا كانت معلومات المخابرات خاطئة أو اذا أخطأ الطيران هدفه. وتحلق طائرات إسرائيلية بدون طيار بشكل روتيني في أجواء غزة. ويعتقد على نطاق واسع ان الجيش يتعقب النشطاء من خلال هواتفهم المحمولة وايضا بموجب معلومات يستقيها من عملاء. وقال اجمون "عملية الموافقة على هدف من هذا النوع هي عملية طويلة." وبعد ان تقدم المخابرات بياناتها بشأن الهدف "نتحقق من أن يديه ملوثة حقا بالدماء ومن انه ينوي مواصلة هذا النشاط." وأضاف انه يتم التحقق من المعلومات من اكثر من مصدر. وقال اجمون "إذا كان الهدف موجودا في مكان به اشخاص ابرياء فإن العملية لا تنال الموافقة." وقال مسؤولون طبيون ان ما لا يقل عن 90 فلسطينيا قتلوا في الهجوم على غزة حى الان نصفهم تقريبا من المدنيين ومنهم 22 طفلا. وقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين يوم الخميس جراء الهجمات الصاروخية الفلسطينية. (إعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير عماد عمر)