حاول محامي خبير المعلوماتية كلاوديو تشاربيليتي الاثنين امام محكمة الفاتيكان دحض تهمة التواطؤ مع كبير خدم البابا في فضيحة "فاتيليكس"، مؤكدا ان هذه التهمة تستند الى وشاية مجهولة المصدر. وقد طلب المحامي جيانلوكا بينيديتي من المحكمة التعمق في درس شخصية موكله الذي يعمل منذ 20 عاما في الفاتيكان، واكد "انعدام الحوافز" التي تدفع تشاربيليتي الى التواطؤ مع كبير الخدم باولو غابرييلي في تهريب الوثائق. وطوال الجلسة، بقي تشاربيليتي (48 عاما) البدين وذو الشعر البني والمتموج والذي كان يرتدي ثوبا قاتم اللون، جالسا وعصبيا وخائر القوى قرب محاميه. ووافق بهز الرأس مرة او مرتين على ما كان يقوله. وكانت زوجته موجودة بين الحضور، وقد بدا عليها التعب والارهاق، كما ذكرت مجموعة من الصحافيين الذين سمح لهم بحضور المحاكمة. ودخل كبير الخدم المسجون الذي طلب منه الادلاء بشهادته، عابس الوجه، على رغم انه حاول ان يرسم ابتسامات لتحية الشهود الاخرين. وتبادل تشاربيليتي وغابرييلي تحية عابرة عن بعد. وقال جيانلوكا بينيديتي "لماذا عرقل تشاربيليتي عمل القضاء لو لم يكن صديقا لغابرييلي؟" ملحما الى التصريحات المتناقضة لخبير المعلوماتية خلال استجوابه في ايار/مايو الماضي. واضاف "مع انهما كانا يتخاطبان بشكل ودي، الا انهما نادرا ما كانا يلتقيان". واكد انه "لم تجر اتصالات مكثفة" بين الرجلين. واكد جيانلوكا ان موكله "لم ينف انه كان على علاقة صداقة مع (باولو) غابرييلي لكنه ينفي ان تكون وثيقة". وقال المحامي ان التحقيق حول تشاربيليتي "انطلق من معلومة اطلقتها شخصية رسمية في امانة الدولة (حكومة الفاتيكان) رفضت الكشف عن هويتها، واشارت فيها الى اتصالات مكثفة بين غابرييلي وتشاربيليتي". واثار شبهات المحققين مغلف ابيض عثر عليه في احد ادراج مكتب تشاربيليتي. وهو يحمل الطابع الازرق للمعلومات والتوثيق في امانة سر الدولة وعبارة "شخصي ب. غابرييلي". وتناقضت اقوال تشاربيليتي حول هذا المغلف. واكد ان غابرييلي سلمه اياه لابداء رأيه في مضمونه، ثم قال ان اسقفا ايطاليا يعمل في امانة سر الدولة قد سلمه اياه. واوضح المحامي ان غابرييلي لم يطلب ابدا من تشاربيليتي مع انه كان مسؤولا عن صيانة كل اجهزة الكمبيوتر الشخصية في الحبر الاعظم، التدخل على جهازه. وقال ان باولو غابرييلي كان الوحيد الذي رفض استبدال جهازه. وقد حكم على كبير الخدم في مستهل تشرين الاول/اكتوبر بالسجن 18 شهرا لادانته بتهمة السرقة الخطرة بعد فضيحة فاتيليكس المتعلقة بسرقة وثقائق سرية عائدة للبابا بنديكتوس السادس عشر. وتحدد موعد الجلسة الثانية التي يفترض ان تكون الاخيرة السبت المقبل وستتركز على استجواب تشاربيليتي وخمسة شهود منهم قائد درك الفاتيكان دومينيكو جياني. وعدا عن غابرييلي، حضر ثلاثة شهود آخرين بداية الجلسة ونهايتها، لكنهم لم يتحدثوا، على غرار رئيس الخدم، وهم الدركي جيانلوكا غاوتسي بروكولياتي ونائب قائد الحرس السويسري ويليم كلوتر والمونسنيور كارلو ماريا بولفاني مسؤول مكتب الاعلام في امانة سر الدولة. والمونسنيور بولفاني هو ابن اخت الاسقف كارلو ماريا فيغانو السكرتير العام السابق للفاتيكان الذي انتقد في 2011 في رسائل الى البابا والكاردينال سكرتير الدولة تارتشيتسيو برتوني الادارة السيئة في ادارة الفاتيكان. وقد نشرت انتقاداته في كتاب "قداسته" للصحافي جيان لويدجي نوتسي. وتقول الصحافة الايطالية ان المونسنيور بولفاني قد يكون الشخصية العامضة "دبليو" الواردة في حكم احالة كبير الخدم الى القضاء. والدور المتنامي للدرك الذي كان يتنافس مع الحرس السويسري في الفاتيكان، والاشتباه في تسلم بعض عناصر الدرك وظائف في وكالات امنية في ايطاليا، اثار على ما يبدو قلق غابرييلي الذي اختلس وثائق حول هذا الملف.