اسطنبول (رويترز) - قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات نشرت يوم الجمعة إنه بدأ يفقد الأمل في حشد تأييد حزبي لاصلاحات قد تواكب توليه منصب الرئاسة في البلاد بصلاحيات اوسع الا انه عبر عن اصراره على المضي قدما في خططه. وطغى نجم اردوغان على الحياة السياسية في تركيا منذ شق حزبه العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية طريقه الى السلطة عام 2001 واطاح بالمعارضة في ثلاث انتخابات وحقق نموا اقتصاديا غير مسبوق وفرض سطوته على الجيش التركي العلماني. ولكن لوائح الحزب تحول دون ان يترشح لرئاسة الحكومة من جديد بعد انقضاء فترة ولايته في عام 2015 ومن الاسرار العلنية انه يسعى للتحول الى النظام الرئاسي وتولي رئاسة البلاد. وتضم لجنة برلمانية شكلت عقب الانتخابات العامة التي جرت العام الماضي اربعة احزاب سياسية بغية صياغة دستور جديد للبلاد ويؤيد اردوغان تطبيق نظام الرئاسة ذات الصلاحيات التنفيذية ضمن عملية الاصلاح. ونقلت صحيفة صباح التركية عن اردوغان قوله في رده على سؤال بشأن كيفية سير العمل في لجنة وضع مسودة الدستور "كي اكون صريحا فان املي يتبدد مع مرور كل يوم. ورغم ذلك اعتقد ان من الاهمية بمكان الابقاء على هذه العملية على نحو حاسم ورصين." وتعهد اردوغان خلال المؤتمر العام لحزبه الشهر الماضي بصياغة دستور يعزز الحريات السياسية وينهض بالديمقراطية ليحل محل الدستور الحالي الذي وضع عقب انقلاب عسكري مضى عليه ثلاثة عقود من الزمن. ودعا اردوغان الاحزاب السياسية الى مزيد من المشاورات الا ان الخصوم يخشون ان تعديل النظام البرلماني الحالي - وهو نتيجة محتملة للمراجعة الدستورية - سيمنح مزيدا من الصلاحيات لرجل ينظر اليه بعين القلق البالغ في تركيا والعالم الخارجي بشأن عدم تسامحه مع المعارضين. وجرى اعتقال مئات من النشطاء والمحامين والساسة والعسكريين والصحفيين بتهم التآمر لقلب نظام الحكم او مساندة متشددين اكراد محظورين. وقالت لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة يوم الخميس ان تركيا تستعين بقانون مريب لمكافحة الارهاب لاعتقال اعداد كبيرة فترات طويلة قبل محاكمتهم دون منحهم الحق للاتصال بمحامين وان بعض المحافظات تنتهك القانون الدولي. وقال اردوغان لمنتقديه ان الهدف من الدستور الجديد هو دعم الحريات السياسية وليس تقليصها. ونقل عنه قوله للصحفيين على الطائرة التي اقلته عائدا الى بلاده من برلين "موقفا من الدستور الجديد واضح. الامر المهم هنا هو تحقيق الحد الاقصى من الاجماع المشترك." وتواجه طموحات اردوغان الرئاسية عدة عقبات. واظهرت نتائج استطلاع للرأي اجراه معهد متروبول التركي في سبتمبر ايلول ان الاتراك يحبذون فوز الرئيس الحالي عبد الله جول بالمنصب. ولدى الرجلين - اللذان اسسا حزب العدالة والتنمية معا عام 2001 وقد يتواجهان نظريا في الانتخابات الرئاسية القادمة - اختلافات علنية وقد تبادلا تصريحات لاذعة هذا الاسبوع بشأن الطريقة التي تعاملت بها الشرطة مع مسيرة احتجاجية. واتفق الرجلان على الا يتفقا في الماضي بشأن قضايا منها حرية التعبير ويقول مسؤولون في انقرة ان علاقاتهما يحكمها احترام عميق متبادل. وسعى اردوغان مرارا الى التهوين من شأن اي حديث عن وجود خلافات بينهما. ومن المتوقع ان يعلن اردوغان ما اذا كان سيمضي قدما في خططه اجراء انتخابات مبكرة العام القادم في اجتماع لحزبه يوم الاحد القادم وهي خطوة ينظر اليها باعتبارها ستمنحه متسعا من الوقت في جدول انتخابي مزدحم من اجل الاستعداد للانتخابات الرئاسية. وكان جول اعاد للبرلمان التعديلات الدستورية المقترحة - التي تقضي يتقديم موعد الانتخابات المحلية خمسة اشهر - بعد ان اخفقت التعديلات في الفوز بتأييد كاف خلال القراءة الاولى.