ناقش عدد من الوزراء في السعودية والمغرب في جدة اليوم الاربعاء ملفات اقتصادية "مهمة" على هامش الزيارة التي يقوم بها العاهل المغربي الملك محمد السادس الى المملكة. ونقلت الوكالة الرسمية عن وزير المال ابراهيم العساف قوله ان الوزراء ناقشوا "ملفات مهمة وخصوصا العلاقات الاقتصادية والاستثمارات بين البلدين ودور صندوق السعودي للتنمية في المغرب في قطاعات الصحة والنقل والري والزراعة". واضاف العساف "الاجتماع ناقش بشكل اساسي الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ودعم الاستثمارات بين البلدين لتنمية التجارة عن طريق استثمار القطاع الخاص في الموانيء وتعزيز خطوط الملاحة بين البلدين والتبادل التجاري". يذكر ان قادة دول مجلس التعاون الخليجي قرروا العام الماضي دعم المغرب بخمسة مليارات دولار منها مليار و250 مليون دولار حصة السعودية من الصندوق السعودي للتنمية. وتابع العساف "هناك قطاعات مهمة في المغرب في خدمة البيئة الاستثمارية وهي من الافضل في الدول العربية (...) هناك اقبال من القطاع الخاص السعودي على الاستثمار السياحي والصناعي والزراعي وكذلك الموانئ التي تدعم قطاع النقل". واكد ان "السعودية والمغرب قطعتا شوطا كبيرا فيما يتعلق بالمشروعات التي سيمولها الصندوق السعودي للتنمية الذي سيتوجه عدد من مسؤوليه الى المغرب للبحث النهائي في هذه المشروعات والبدء فورا في التنفيذ". من جهته، شدد وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني على "انخراط" بلاده في "انجاح التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب". وقال ان السعودية "ستسثمر في مجال الطاقة حيث سيتم انشاء اكبر مركز عالمي لانتاج الطاقة الشمسية" دون مزيد من التفاصيل. كما اكد وزير النقل المغربي عزيز رباح ان بلاده "تمثل اكبر قاعدة بالنسبة للمستثمرين السعوديين" مشيرا الى "فتح الاستثمار للقطاع الخاص في جميع المجالات (...) وبالاضافة الى الموانئ والطرق تم تأكيد التعاون في كل مجالات النقل وخصوصا البحري". بدوره، قال وزير المال المغربي نزار بركه ان المبادلات بين البلدين "ارتفعت من مليار دولار العام الفين الى 20 مليار دولار سنة 2011" موضحا ان الاستثمارات السعودية بلغت حتى الآن 550 مليون دولار فيما كانت حوالى مليار العام الماضي". وقال مستشار ملك المغرب عمر عزيمان ان العلاقات "ستشهد نقطة تحول جديدة للعمل بادوات ومنهجية تتجاوب مع تطلعات شعوبنا من اجل تحويل اساليب العمل الى مشروعات تنموية مصيرية". وشارك وزراء الزراعة فهد بلغنيم والنقل جبارة الصريصري والصحة عبدالله الربيعة في الاجتماعات. ومن الجانب المغربي عزيمان وزليخة ناصري وفؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي مستشارو ملك المغرب ووزراء الاقتصاد والمال نزار بركة والفلاحة عزيز اخنوش والنقل عزيز رباح والصحة الحسين الوردي والطاقة فؤاد الدويري. وفي وقت لاحق، بحث الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع نظيره المغربي في جدة "مجمل الاحداث والمستجدات على الساحتين العربية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في سوريا" بحسب الوكالة الرسمية. وشملت المباحثات التعاون بين البلدين وحضرها الامير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة والامير مقرن بن عبدالعزيز، مستشار الملك. واقام العاهل السعودي مادبة تكريما لملك المغرب. وقد وصل الملك محمد السادس الى جدة مساء الثلاثاء في مستهل جولته في منطقة الشرق الاوسط تشمل عدة دول. وسيؤدي مناسك العمرة. وكان المغرب وقع مع مجلس التعاون الخليجي عام 2011 اتفاقية شراكة استراتيجية تنص على تمويل مشاريع تنموية بقيمة خمسة مليارات دولار على خمس سنوات. وفي ايار/مايو 2011، دعت الدول الست الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي (السعودية، الامارات، الكويت، قطر، البحرين وسلطنة عمان) الرباط وعمان الى الانضمام للمجلس. والمغرب والاردن هما المملكتان العربيتان الوحيدتان خارج المجلس الذي بقي مغلقا امام اي عضوية جديدة منذ انشائه عام 1981.