لو كانت الانتخابات الرئاسية تحسم على شبكات التواصل الاجتماعي لكان باراك اوباما فاز فيها بكل تأكيد على ميت رومني. لكن هذه الممارسة التي تعتبر برأي كثيرين احد مفاتيح الاقتراع وميزة ديموقراطية، قد تكون ايضا محفوفة بالمخاطر. فمع اكثر من 20 مليون مستخدم لموقع تويتر واكثر من 30 مليون عبارة "احب" على الفيسبوك، يتجاوز الرئيس الديموقراطي الذي جعل الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي احد المحاور الرئيسية في حملته في 2008، الى حد كبير خصمه الجمهوري الذي يحظى ب1,3 مليون "متابع" على تويتر و8,8 مليون "احب" على الفيسبوك. ولا شيء يمنع اجانب -- لن يصوتوا في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر -- من المشاركة في هذه الحملة على شبكات التواصل الاجتماعي، كما ان لا شيء يجزم ان كل هذا الاهتمام الافتراضي سيترجم فعلا الى اصوات، لكن بعض الخبراء يرحبون بتجديد الحوار الديموقراطي على هذه الشبكات الالكترونية. ولخص الان روزنبلات من مركز الابحاث "سنتر فور اميركان بروغرس اكشن فاند" الحالة بقوله "ان المصافحة بالايدي وجميع فعاليات الحملة الكلاسيكية لم تتوار بل انها ما زالت ضرورية لتحقيق الفوز. لكن ان لم يكن هناك اي استراتيجية على الانترنت لا يمكن تحقيق الفوز ايضا". واول مناظرة متلفزة بين المرشحين الرئاسيين في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر انتجت اكثر من 10 ملايين رسالة على تويتر رحبت ب"الحدث السياسي الاميركي الاكثر تغريدا على تويتر". وقالت جانيت كاستيو البرفسورة في جامعة فلوريدا ستيت ان هذا المشهد الاعلامي الجديد لا يمنع الناخبين من مواجهة وجهات نظر خصومهم، فعلى شبكات التواصل الاجتماعي وعلى الانترنت بشكل اعم "سيبحثون عن رأي مختلف عن رأيهم حتى وان كان لدحضه فقط". واعتبرت كاستيو ان موقع تويتر يساعد على تعزيز العملية الديمقراطية "أكنتم باراك اوباما او اي متشرد (...) لديكم 140 حرفا (لكتابة رسالتكم) وكل ذلك يشكل مسابقة للايجاز". وتابعت "لا نعرف الى اي حد يؤثر ذلك على الاقتراع، لكن في مجمل الاحوال فان ذلك يجري بكل تأكيد خارج اي سيطرة للسياسيين". لذلك ايا تكن الفائدة من استخدام تويتر والفيسبوك وبشكل اوسع الانترنت للترويج لترشيح فان جمع الاموال او انتقاد الخصم يمكن ان تبدو الممارسة ايضا سلاحا ذا حدين. فاي فريق حملة ليؤمن الفوز "عليه تعلم ادارة فوضى" تويتر وملايين الرسائل المتبادلة على الموقع كل يوم كما يقول الان روزنبلات. وذكر ان ال"هاشتاغ" (علامة المربع) الذي يسمح باطلاق موضوع مناقشة على تويتر، يمكن ان يكون من السهل تحويله عن هدفه الاول. "فاي شخص يمكنه اطلاق +هاشتاغ+، لكن لا يمكن تقييد استخدامه بل بامكان الجميع اخذه مجددا على حسابه". وقد حدث ذلك مرتين لفريق رومني منذ بدء الحملة. في ايلول/سبتمبر اثير مجددا تصريح جمهوري -- استعاد هو نفسه ردا شهيرا لرونالد ريغن -- اذ اطلق فريق المرشح هاشتاغ هل تعيشون بشكل افضل اليوم (ار يو بيتر اوف). وتلك المبادرة التي كان يفترض ان تسمح لانصار ميت رومني بالتشديد على استمرار الصعوبات الاقتصادية منذ وصول اوباما الى الحكم في 2009، لم تعط نتيجتها المرجوة لان استخدام الهاشتاغ من قبل انصار الرئيس تجاوز الى حد كبير استخدامه من قبل مناصري رومني.