اشتبك جو بايدن وبول رايان، المرشحان لمنصب نائب الرئيس الأمريكي، بشدة في مناظرتهما الوحيدة وسط استطلاعات رأي سبقت الانتخابات التي ستجرى في السادس من نوفمبر. وشهدت المناظرة التي جرت ليلة الخميس نقاشات حادة حول الأمن القومي والاقتصاد والضرائب والرعاية الصحية. وبدا بايدن، المرشح عن الحزب الديمقراطي، هجوميا، وكان يقاطع منافسه لأكثر من مرة في دفاع منه عن الرئيس باراك أوباما، بينما ظهر رايان، العضو الجمهوري بالكونغرس عن ولاية ويسكونسن، هادئا نسبيا في مناظرته الأولى على المستوى القومي. وتتزامن تلك المناظرة مع محاولات الديمقراطيين إحداث تجديد في حملتهم بعد أن كان أداء أوباما في المناظرة الأولى الأسبوع الماضي ضعيفا كما رآه الكثيرون، حيث ربح بشكل قوي منافسه الجمهوري، حاكم ولاية ماسيتشيوستس السابق ورجل الأعمال، ميت رومني في استطلاعات الرأي التي تلت تلك المناظرة. وكان الرئيس قد اعترف أنه كان لطيفا أكثر من اللازم في تلك المناظرة، وكان من الواضح أن حملته قد دفعت بنائبه بايدن ليلة الخميس للهجوم على رومني في المناظرة فيما يتعلق بقضايا الضرائب، وإنفاقات الحكومة، والاقتصاد وبعض القضايا الأخرى. وبالرغم من أن نائب الرئيس كان يشير إلى رايان بكلمة صديقي ، إلا أنه كثيرا ما كان يقاطعه، ويظهر تعبيرات تهكمية رفضا لما كان يقوله رايان. إلا أن المحللين يقولون إن رايان لم تبد عليه أي أمارات الارتباك، فقد كان هدفه هو المحافظة على المكاسب الأخيرة لرومني في مواجهة الهجمات الجديدة التي يشنها أوباما تجاهه. وتواجه المرشحان لمنصب نائب الرئيس على منصة سنتر كوليج بولاية كنتاكي، بينما كانت مديرة الحوار مارثا راداتز من وكالة اي بي سي نيوز تحاول أن تبقيه تحت السيطرة. وبدأت المناظرة بنقاش حول ليبيا، حيث قتل هناك السفير الأمريكي الشهر الماضي فيما وصفه الرئيس أوباما بأنه هجوم إرهابي. ودافع بايدن عن طريقة إدارة أوباما في التعامل مع ذلك الوضع، وكيف أنها وصفته بشكل غير دقيق في بادئ الأمر على أنه رد فعل تجاه فيلم مناهض للإسلام جرى عرضه في الولاياتالمتحدة. وركز هجومه على المرشح الجمهوري رومني، قائلا إن قراره بعمل مؤتمر صحفي صباح اليوم الذي تلى الهجوم ليس من سمات القيادة الرئاسية . وفي أحد تعليقاته اللاذعة، قال بايدن إن نقد رايان لطريقة تعامل إدارة أوباما مع الأزمة ليس له أي معنى ، فكل ما قاله لا يستند إلى معلومات دقيقة. بينما قال رايان إن الإدارة الأمريكية تجاهلت طلب البعثة الدبلوماسية لتأمينات أكبر في ليبيا. وقال رايان ما نشاهده على شاشات التلفاز ما هو إلا كشف لسياسة أوباما الخارجية. وتناظر المتنافسان حول إيران والعلاقة الأمريكية مع إسرائيل، إلا أنهم أظهروا اختلافا جوهريا بسيطا بين سياساتهما. وقال رايان عندما انتخب باراك أوباما رئيسا، كان لدى إيران مواد انشطارية ونووية تكفي لصناعة قنبلة نووية واحدة، أما الآن، فلديها مواد تكفي لصناعة خمس قنابل. من جانبه قال بايدن إن العقوبات الدولية التي فرضت على إيران قد اثرت على اقتصاد تلك الدولة، وتحدى بذلك رايان أن يبرز الفرق بين سياسة الجمهوريين وسياسة الإدارة الحالية تجاه إيران. وفيما يخص الاقتصاد، كرر بايدن إن الرئيس أوباما قد تسلم دولة كانت على وشك الإفلاس، جراء سياسات الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش. ودافع بايدن عن بعض العلاجات التي اتخذها الرئيس، خاصة البرنامج الذي عارضه رومني، والذي كان يعمل على حماية الشركات المصنعة للسيارات من أن تعلن إفلاسها. وقال بايدن كنا نعلم أننا بحاجة للقيام ببعض الأمور من أجل الطبقة المتوسطة. لذا، فقد سارعنا بإنقاذ شركة جنرال موتورز. وأضاف متسائلا ماذا فعل رومني؟ لقد قال: دعوا ديترويت تفلس. وهاجم بايدن أيضا التعليقات التي نشرت مؤخرا على لسان رومني أنه يعتبر أن 47 في المئة من الأمريكيين ممن لا يدفعون ضرائب دخل فيدرالية هم عالة على الحكومة، وأنهم ينبغي أن يتحملوا مسؤولية أنفسهم. وعمل رايان على تبدبد ذلك الهجوم من خلال عرض قصة حول كرم رومني، والإشارة إلى كلام بايدن شديد التخبط. واعترف رايان أن أوباما كان قد تسلم اقتصادا على وشك الانهيار، إلا أنه أضاف أن الولاياتالمتحدة تسير في الطريق الخطأ، مشيرا إلى معدلات البطالة الآخذة في الارتفاع وبعض الإحصائيات السلبية الأخرى. وعلق عضو الكونغرس قائلا لا يمثل ذلك تعافيا حقيقيا ، ووعد بأن تتيح خطة رومني للضرائب فرص عمل إضافية وأن تعمل على دعم النمو الاقتصادي. ثم تحدث الاثنان عن خططهما فيما يتعلق ببرنامج الرعاية الصحية. حيث دافع بايدن عن البرنامج الإصلاحي للتأمين الصحي الذي تقدمت به الإدارة الأمريكية عام 2010، والذي يعرف باسم أوباماكير، بينما تهكم رايان به واصفا إياه بأنه محاولة للحكومة الأمريكية للتحكم في صناعة الرعاية الصحية، مرددا ما يقال إن أوباما قد سحب أموالا من نظام الرعاية الصحية لتمويل ذلك البرنامج الإصلاحي. ومع اقتراب موعد الانتخابات، يشتد التنافس بين حملتي المرشحين مع النتائج التي خرجت بها استطلاعات الرأي والتي تظهر أن رومني قد قلص الفارق بينه وبين أوباما أو تمكن من محو صدارة هذا الأخير في العديد من الولايات المتأرجحة الهامة.