بردو بري كرانيو (سلوفينيا) (ا ف ب) - قرر البنك المركزي الاوروبي ترك معدل فائدته الرئيسية من دون تغيير الخميس، فيما لم يكن المحللون يتوقعون اي اجراء جديد من جانبه لمكافحة الازمة في منطقة اليورو بعد القرارات المهمة التي اصدرها الشهر الماضي. وابقى مجلس حكام البنك المركزي الاوروبي الذي يجتمع، كما يفعل مرتين في السنة خارج مقره في فرانكفورت، في قصر بردو على مقربة من العاصمة السلوفينية ليوبليانا، على معدل هذه الفائدة عند 0,75 بالمئة، اي ادنى مستوى تاريخي لها محدد منذ تموز/يوليو. ولم يشكل هذا القرار اي مفاجأة للمراقبين لان البنك المركزي الاوروبي سرب بشكل كبير نواياه على لسان ابرز مسؤوليه. وامام وضع اقتصادي يواصل التدهور، يتوقع سيدريك ثيللييه كبير الاقتصاديين في شركة ناتيكسيس، مع ذلك ان يترك ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الاوروبي الباب مفتوحا امام خفض جديد، وذلك في مؤتمره الصحافي الشهري في ختام اجتماع مجلس الحكام. وراى ان الخفض الجديد قد يتقرر "في كانون الاول/ديسمبر في موازاة مراجعة توقعات النمو (للبنك المركزي الاوروبي) الى التراجع للعام 2013 واول تقديرات للعام 2014 التي سيتبين انها ستكون سلبية". لكن دراغي لن يعلن اجراءات جديدة لمكافحة الازمة بعد شهر من عرضه برناما جديدا لشراء ديون الدول التي تواجه صعوبات مالية في منطقة اليورو والذي اطلق عليه اسم "او ام تي"، وتليينا جديدا في شروطه للاقتراض بهدف تشجيع النهوض الاقتصادي. وبرنامج "او ام تي" الذي تم اعتماده لمواجهة ريبة المستثمرين حيال منطقة اليورو ولا سيما اسبانيا وايطاليا اللتين قفز معدل الاقتراض لديهما هذا الصيف الى مستويات اعتبرت لا تطاق، لم يبدأ عمله بعد. وللاستفادة منه، يفترض ان تتقدم الدول بطلب مساعدة من صناديق الانقاذ الاوروبية وبالتالي وضع برنامج اصلاحات كما هي حال اليونان وايرلندا والبرتغال. لكن مدريد التي يتوقع ان تدشن الاستفادة من هذا البرنامج بعدما استفادت من مساعدة لمصارفها، ترفض الوصول الى الحد الاقصى رغم نداءات باريس وبروكسل وغيرهما. الا ان برلين لا ترى في المقابل ضرورة لخطة انقاذ في الوقت الحالي، مشيرة الى ان معدلات الاقتراض الاسبانية انفرجت منذ اعلان برنامج "او ام تي". ونجحت اسبانيا الخميس ايضا في اقتراض 3,992 مليارات يورو بمعدلات فوائد منخفضة في معظمها. وتوقع كريستيان شولتز من بنك برنبرغ قائلا "اذا ما كان هناك اثناء المؤتمر الصحافي العديد من الاسئلة التي ستدور حول مستوى الفائدة التي يعتبرها البنك المركزي الاوروبي مناسبة لاسبانيا وغيرها من الدول التي تمر بازمات، فاننا نتوقع القليل من المعلومات في هذا الجانب". وراى المحللون في مؤسسة كابيتال ايكونوميكس ان دراغي سيبقى صامتا ايضا حيال نوع الشروط التي يامل في رؤيتها تفرض على دولة ما لتحريك عمل برنامج "او ام تي". وكان المسؤول النقدي اعلن ان وضع هذه الشروط يعود للمسؤولين السياسيين الاوروبين وصندوق النقد الدولي، مانحي الاموال، كما ذكر مايكل شوبرت من كومرزبنك. اما البنك المركزي الاوروبي فقد قام من جهته بكل ما في وسعه لاعادة ثقة المستثمرين، كما لمح دراغي في الاسابيع الاخيرة داعيا القادة الاوروبيين مرة اخرى الى القيام بما هو ضروري لديمومة هذا الامر.