سيطرت القوات الصومالية والكينية الثلاثاء على مرفأ كيسمايو بالرغم من تفجيرات تسبب ببعضها عناصر حركة الشباب الاسلامية الذين اضطروا للانسحاب من معقلهم السابق قبل ثلاثة ايام. وقد اعلن المتمردون الاسلاميون مسؤوليتهم عن بعض هذه التفجيرات مشيرين الى سقوط اربعة قتلى على الاقل، لكن لم يؤكد هذه الحصيلة اي مصدر مستقل، فيما تتعلق الحالات الاخرى بعبوات قام بتفجيرها خبراء في ازالة الالغام من القوات الموالية للحكومة. وقال الجنرال اسماعيل سحرديد المتحدث باسم القوات الصومالية في كيسمايو لوكالة فرانس برس "ان القوات المتحالفة دخلت (المدينة) تماما وسيطرت على كيسمايو اليوم (الثلاثاء). وتم تأمين جميع المواقع الرئيسية بما فيها المطار والمرفأ ومراكز الشرطة الرئيسية والوضع هادىء جدا". وافاد شاهد عيان يدعى عبدي موسى "ان الانفجار الاول دوى قرب مبنى مسمى كي-2 يضم الادارة الاقليمية مما الحق الضرر بجدار المبنى، فيما بدأ جنود صوماليون وكينيون بالانتشار في المدينة". واضاف موسى وهو من سكان المدينة "ثم هز انفجار ثان المبنى نفسه (...) لكننا لم نسمع عن سقوط ضحايا". وقال المتحدث باسم حركة الشباب محمود راج لفرانس برس "هاجمنا المرتزقة الصوماليين الذين جاءوا الى كيسمايو لمساعدة النظام الكيني"، مشيرا الى سقوط "ما بين اربعة وستة قتلى" في مقر الادارة الاقليمية. ودوى انفجار اخر في المرفأ قالت القوات الحكومية انه ناجم عن تفجير متعمد بينما قالت حركة الشباب انه هجوم. وروى عبد الكريم محمد وهو ايضا من سكان المدينة "سمعنا انفجارا قويا جدا في المرفأ حيث دخلت الدبابات الكينية في منتصف النهار"، لكنه لم يتمكن من الاشارة الى احتمال سقوط ضحايا. واعلن الجيش الكيني انه قام بتفجير ست عبوات في الاجمال عثر عليها اثناء تقدمه في المدينة، بدون ان يؤدي ذلك الى سقوط ضحايا. وقد تخلى متمردو حركة الشباب عن كيسمايو ليل الجمعة السبت غداة وصول مئات الجنود الكينيين --اعضاء في قوة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميصوم)-- على شاطئين قريبين بغية شن هجوم على المدينة. وهذا المرفأ اصبح بحكم الامر الواقع معقلا للاسلاميين بعد خسارة معاقلهم الاخرى منذ عام امام تقدم اميصوم وقوة منفصلة من الجنود الاثيوبيين. لكن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة اكدت ان انسحابها "تكتيكي" وانها تعتزم تحويل كيسمايو الى "ساحة معركة" ضد القوات الموالية للحكومة. وروى ضاهر عبدالله وهو ايضا من سكان كيسمايو الثلاثاء لوكالة فرانس برس انه "شاهد ثلاث دبابات وآليات عسكرية اخرى تنتمي الى القوات الكينية تتحرك داخل المدينة"، مضيفا "انهم سيطروا ايضا على المطار والمرفأ". وقال محمد حاجي باري المقيم ايضا في كيسمايو "اليوم بدت المدينة بمظهر مختلف فبامكاننا رؤية ان جيشا اخر يسيطر عليها للمرة الاولى منذ اربع سنوات"، في اشارة الى سيطرة حركة الشباب على المرفأ الكبير في الجنوب الصومالي منذ اب/اغسطس 2008. وفي صفوف القوات الصومالية التي دخلت الى كيسمايو مقاتلون من ميليشيا راس كامبوني التي يترأسها القائد السابق لحركة الشباب احمد مادوبي الذي قطع علاقاته مع رفاقه الاسلاميين السابقين للوقوف الى جانب القوات الموالية للحكومة. لكن سكان كيسمايو لا يخفون قلقهم ازاء معاودة ظهور الميليشيات مؤخرا لارتباطها بعشائر متناحرة كانت تتنافس بحسب البعض على المدينة قبل وصول الشباب، وهم يخشون وقوع معارك جديدة للسيطرة عليها وخصوصا على مرفأها الذي يدر ارباحا. ومعظم سكان كيسمايو التي تعد ما بين 160 الف و190 الف شخص التزموا منازلهم الثلاثاء تخوفا من احتمال وقوع اشتباكات مع مقاتلين من الشباب ما زالوا يحتفظون بمواقع. وعبر حاجي باري احد السكان الذين سألتهم فرانس برس هاتفيا عن قلقه قائلا "ان الجنود الكينيين يبدون هادئين ووديين، لكن من يعلم كيف سيردون عندما سيبدأ الشباب هجماتهم على شكل حرب عصابات في داخل كيسمايو".