أفاد تقرير أمريكي أن الطائرات الأمريكية بدون طيار التي تنفذ طلعاتها على مدى 24 ساعة وتستهدف مسلحين شمال غربي باكستان تروع المدنيين الباكستانيين. ويسقط رجال الإسعالف الذين يهرعون لإنقاذ المصابين ضحايا جراء الغارات التي تتبع بعد فترة قصيرة من الغارة السابقة. ويعتقد أن الطائرات بدون طيار قتلت مئات المسلحين في كل من اليمن وأفغانستانوباكستان. وقد قتل قياديون كبار من القاعدة نتيجة غارات الطائرات بدون طيار في باكستان، لكن حجم الإصابات التي طالت المدنيين صعب التقدير لأن السلطات الباكستانية تمنع وصول الباحثين ورجال الإعلام إلى المناطق التي تطالها الغارات بالقرب من الحدود مع أفغانستان. وقد شنت الطائرات غارة أخرى قبل صدور التقرير المذكور بساعات في منطقة مير علي شمالي وزيرستان، مما أدى إلى مقتل ثمانية من المسلحين معظمهم من أوزبكسنان وطاجكستان، حسب ما صرح متحدث باسم طالبان باكستان لبي بي سي. وكانت مصادر المخابرات الباكستانية قد ذكرت قبل ذلك أن عدد القتلى هو خمسة. وفي إحد أكثر الهجمات إثارة للانتقادات في السنوات الأخيرة قتل 40 شخصا حين هاجمت طائرتان بدون طيار سيارة تقل أربعة مسلحين شمالي ويزرستان في مارس/آذار من عام 2011. وفي شهر يونيو/حزيران من العام الجاري قتل قيادي كبير في القاعدة هو أبو يحيى الليبي في إحدى هجمات الطائرات بدون طيار. ودفع ذلك الهجوم مفوضة الأممالمتحدة لشؤون حقوق الإنسان نافي بيلاي الى طرح علامات استفهام على شرعية هذه الهجمات. ومن الجوانب التي تثير الجدل في تلك الهجمات كونها تخضع لتعليمات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (السي اي ايه) وليس الجيش الأمريكي، علما بأن باكستان ليست منطقة عمليات عسكرية كما هو حال أفغانستان. ودافع وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا عن العمليات بالقول ان بلاده ستستمر في الدفاع عن نفسها . وكان الرئيس باراك أوباما قد صرح في وقت سابق من العام الجاري ان تلك العمليات خاضعة لسيطرة محكمة، وانه بدونها كان سيترتب على القوات الأمريكية التوغل في الأراضي الباكستانية. وظهر من تحقيق ميداني أجرته وكالة أسوشييتدبرس ان معظم ضحايا الغارات هم من المقاتلين، وورد في تقرير صدر عن جامعة ستافورد وكلية الحقوق في جامعة نيويورك أن مستهدفي الغارات هم من صغار القادة لا من كبار قادة التنظيم. ويفصل التقرير حالات مئات القتلى من المدنيين وتأثير الغارات على حياة المدنيين، اعتمادا على بيانات مكتب الصحافة الاستقصائية الذي تشير تقديراته الى ان ما بين 474 و 881 مدنيا قد قتلوا بين عامي 2004 و 2012.