كشف وزير الطاقة والمياه اللبناني جبران باسيل الاثنين أن المسح الجيولوجي ثلاثي الأبعاد أظهر أن تقديرات احتياطي الغاز الطبيعي تحت المياه الإقليمية قبالة الساحل الجنوبي الغربي للبنان قد يصل إلى 12 تريليون قدم مكعب. وقال باسيل للصحفيين على متن باخرة للمسح الجيولوجي كانت تبحر الاثنين على بعد نحو 120 كيلومترا جنوب غربي ساحل العاصمة اللبنانية بيروت: إننا فوق مكمن غازي كبير تقديراته الأولية هي 12 ألف مليار قدم مكعبة، ويمتد على مساحة ثلاثة آلاف كيلومتر مربع . وأضاف المسؤول اللبناني قائلا: إذا كان هذا الرقم صحيحا، فإن هذه الكمية تكفي لبنان لمدة 99 عاما لتشغيل معامله الكهربائية، فنحن إذا نتحدث عن ثروة حقيقية وعن عمل فعلي قد بدأ . وتوقع باسيل تشكيل هيئة لإدارة شؤون النفط والغاز في لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مشيرا إلى أنه فور تعيين الهيئة سيتم منح التراخيص للشركات التي ستعمل على استخراج الغاز. وأشار الوزير إلى أن القانون لا يعطي الترخيص لشركة واحدة، بل لاتحاد من ثلاث شركات على الأقل، وهذا أمر مهم، لأنه يؤمن للبنان تنوع الشركات التي تتقدم بعروض، كما يضمن عدم وجود احتكار . وتابع قائلا: يوجد أكثر من نقطة نفطية وغازية في لبنان، وليس فقط في الجنوب، أو الشمال، أو مقابل سواحل بيروت، فأنا مع أن نبدأ في أكثر من مكان . وقال باسيل إن الشركات العالمية مهتمة باستخراج الغاز في لبنان أكثر كثيرا من اهتمامها بالغاز الإسرائيلي، مضيفا أن 27 شركة عالمية اشترت ملايين الدولارات معلومات المسح الجيولوجي (السيزمي) في المياه الإقليمية اللبنانية. وأبدت عدة شركات اهتمامها بالتنقيب عن الغاز قبالة السواحل اللبنانية، ومنها شركتا كيرن إنرجي البريطانية وجينل إنرجي المدرجة في لندن. وقال باسيل: إن موقعنا التجاري التفاضلي أفضل بكثير من الدول المحيطة بنا، وأولها إسرائيل، ولهذا يقتضي الأمر منا المسؤولية أن نسرع أكثر، لأن أوراقنا أقوى وقدرتنا التنافسية والتفاضلية أفضل . وشرح الوزير اللبناني الصعوبات التي قد تواجهها إسرائيل في بيع الغاز وكلفة نقله العالية بعكس لبنان الذي يتمتع بحدود مفتوحة على العالم العربي. وقال باسيل: نحن اليوم موجودون في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان في المنطقة الجنوبية، وكما ترون، فإن البحر هادىء والمناخ إيجابي، ولا يوجد شيء يهدد استثماراتنا وحقوقنا، وأوراقنا قوية جدا في موضوع النفط، ولا مشكلة لدينا . وأضاف: نحن جاهزون بشكل كامل لنبدأ بعمليات التراخيص للاستخراج الفعلي، ولا أحد يمكن أن يضع وقتا لذلك، فالذي نفعله اليوم يوفر علينا الوقت في المرحلة الأولى . وختم بقوله: نتحدث تقريبا عن عمق 2150 مترا تحت سطح البحر، وهذه مياه عميقة وعمليات الاستخراج منها صعبة ومعقدة وتتطلب وقتا . ويأمل لبنان أن تساعد اكتشافات الغاز الضخمة قبالة سواحله في معالجة ارتفاع مستوى الدين العام والنقص المزمن في الطاقة الكهربائية لديه. وتنامى الاهتمام بالتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل لبنان منذ اكتشاف حقلين للغاز الطبيعي قبالة سواحل إسرائيل على الحدود البحرية مع جنوب لبنان. وتشير التقديرات إلى أن قيمة هذه الاحتياطات تبلغ عشرات المليارات من الدولارات الأمريكية. ويقول لبنان إنه اكتشف مكامن تحتوي على كميات واعدة من الغاز الطبيعي في قاع البحر، وفقا لمسوح أجريت عامي 2006 و2007. وكان لبنان يهدف إلى إطلاق مناقصة عالمية على أعمال الحفر الاستكشافية، وذلك قبل ستة أشهر من الآن، لكن تم تأجيلها بسبب تأخر تشكيل هيئة إدارة قطاع البترول في الدولة.